التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:19 ص , بتوقيت القاهرة

السينما تودع قاهر الظلام والبوسطجي.. وداعا "صبري موسى"

كتبت: دينا زكريا


ودعت السينما المصرية فجر اليوم أحد أهم الكتاب وهو الكاتب الصحفي  "صبري موسى"، الذي أثرى السينما المصرية بأفلام تركت بصمة قوية لدي الجمهور كـ"البوسطجي" و"قاهر الظلام" و"الشيماء" و"رغبات ممنوعة"، حيث حفر الروائي والسيناريست موسى اسمه بين أعلام الأدب والصحافة، فاستطاع أن يجعل لنفسه بصمة خاصة، لتغلغل مؤلفاته في نسيج المجتمع، وتشابك خيوطها الأخلاقية والاجتماعية.


صبري موسي


ولد صبرى موسى فى مارس 1932 بمدينة دمياط، درسَ الرسم والتصوير في كليّة الفنون التطبيقية وبعد التخرج عمل مدرسا للرسم لمدة عامين في الفترة من 1951 إلى 1953، مما كان له دور كبير على تكوينه الإبداعي في تشكيل الكتابة وتكوينها، كما أعطى لوحه البصرية في الكتابة عناية خاصَّة، فجاءت كتابته وكأنّها مشاهد سينمائية.


وفي عام 1954، ترك التدريس ليعمل صحفي بجريدة الجمهورية، ثم انضم إلى الفريق الذي بدأ نواة لمجلة صباح الخير عام 1956، برئاسة الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، كما شارك في تأسيس مجلة الرِّسالة ، وينتمي موسي لجيل منسي جيل سقط بين جيلين بتعبير د. مجاهد عبدالمنعم مجاهد، أي جيل بدر نشأت وفاروق منيب وعبدالله الطوخي وصالح مرسي وكامل أيوب وسيد جاد ونجيب سرور، أو جيل ما بين الحرب العالمية الثانية والعدوان الثلاثي على مصر كما أطلق عليه سليمان فياض.


البوسطجي


كانت القراءة رافدًا مهما إلى جانب البيئة التي نشأ فيها وأثرت في شخصيته، فحبُّ القراءة منذ طفولته لتكن بوصلته التي وجهته نحو قراءة الأدب بشكل خاص، فقرأ في مرحلة مبكرة أعمالا أدبية لكبار الكتاب المصريين والعالميين مثل بلزاك وهوجو وتولستوي سوجوركي والكسندر دوماس وتشيكوف وغيرهم ، وفي أثناء هذه المرحلة كان يسجل خواطر أقرب إلى الشِّعر متوهمًا أنه سيكون شاعرًا، وهو ما كان له صداه أثناء كتابته للقصة القصيرة، فعلى حدّ قوله "كنت أكتب فيها النثر الشعري حيث اكتسبتْ لغتي القصصية الإيقاع الشعري للجملة والحرص على انتقاء الكلمات".


في بداية الخمسينات بدأ في نشر بعض القصص القصيرة في مجلات “الرسالة الجديدة” و”القصة” و”التحرير” و”روز اليوسف” وجريدة “الجمهورية” وغيرها، لكنه كان يرى أن هذه القصص ذات طابع صحفي مستلهمة من أحوال الناس اليومية وما تزخر به صفحات الجرائد من حوادث، فصدرت أوّل مجموعاته القصصية “القميص” سنة 1958 على نفقته الخاصة، وكانت آخر مجموعاته "السيدة التي والرجل الذي لم" عام 1999، ثمّ انتقل موسى إلى مرحلة الرواية القصيرة بدءا بـ"حادث النص متر" عام 1962، ثم "فساد الأمكنة" عام 1973، و شمل نتاجه الإبداعي أيضًا كتب الرحلات مثل "في الصحراء" عام 1964، الذي كان نواة لروايته “فساد الأمكنة”.


كتابات الراحل صبري موسي


"بدأت رحلتي فيها حين كنت أقوم برحلات صحفية في الصحراء والواحات والبحيرات وغيرها، حيث كنت أقوم إلى جانب الكتابة عن المكان، بتصويره بكاميرا سينما ثمانية مللي، وكنت أقوم بعمل المونتاج السينمائي لهذه الأفلام بنفسي، ولعل تلك المرحلة الهامة في حياتي هي التي جعلتني وثيق الصلة بعالم السينما حين بدأت في كتابة السيناريو والحوار السينمائيين وجعلتني أتميز فيه” كلمات نطقها موسي حول علاقت بالسينما، حيث حول أعمال يحيى حقي إلى السينما مثل "البوسطجي" من إخراج كمال حسين، و"قنديل أم هاشم"من إخراج كمال عطية.


وعن صبري موسي قال الكاتب والأديب إبراهيم عبد المجيد: "إنه موسيقى هادئة تراها وأدين له بالحرية في الكتابة، لكني للأسف لم أتمتع بما تمتع به هو من هدوء، وفي مرضه لم نسمع منه شخصيا ما يقلقنا"، كما قال الناقد الدكتور غالي شكري إن صبري موسى يبحث في صبر وأناة وجمال عن رؤى تخترق أحشاء الواقع، فتصل إلى نبوءة جمالية عميقة لأخطر الهزائم وأبقاها في كياننا الروحي".


جنازة الراحل صبري موسي


حصد صبري العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية عن رواية "فساد الأمكنة" عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى في العام ذاته، وجائزة بيجاسوس الدولية من أمريكا، وهي الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة الإنجليزية عام 1978، وجائزة التفوق في دورتها الأولى عام 1999، وفي عام 2003 توج بالتقديرية. كما تُرجمت أعماله إلى عدة لغات.


اقرأ أيضًا ..


بتوقيع بروتوكولي تعاون.. الهيئة العربية للمسرح تواصل استعداداتها للدورة الـ11