تصوير: أحمد هندي 

متراصون على الجانبين، يجلسون أمام الطاولة التي يضعون عليها ما صنعوا، فهي جِلسة أشبة بفسحة المناجاة، محفوفة بالحب والبهجة، لا يلقون بالًا إلا لمتطلبات الزوار، فبنظرة وسؤال من المتجولين تشرق وجوههم بالبهجة والسرور.

حين تطأ قدماك هذه الفسحة، لا تستطيع النظر - لبريق يظمأ الناظرون إليه - وعليك أن ترتكن إلى أحد الجوانب، لتبدأ في استجماع قواك البصرية، بعد أن تداخلت الألوان والتحف من شدة جمالها.

للوهلة الأولى، تظن أنها معروضات لعروسة تزف لدخلتها، حيث "عادات الريف"؛ إذ المعروض - ملاءات أسرة ملونة.. وأعمال كروشية شتوية ذات ألوان زاهية.. وعباءات نسائية تحمل التراث - ولكن بالتدقيق تجد أنها نتاج لنسوة قررن بإرادة حرة وإصرار وعزيمة، أن يكسرن قيود البطالة ليؤسسن حلمهن الخاص بمشاريع صغيرة تُحمَل للمستقبل بالأنامل.

في هذه المستطيل، تجلس انتصار صلاح، قائدة المجموعة، وبجانبها مجموعة من النساء والرجال من مختلف الفئات العمرية، يعملون جاهدين لإبراز التحف اليدوية التي عكفوا على صنعها، وتتحسس أنامل الآخرين لاكتساب المهارات، وسط فرحة وبهجة تلوح بها أنظار الوافدين على المعرض.

بخبرة وإصرار، استطاعوا كسر حاجز البطالة، وإنشاء جمعية تخدم أعمالهم، رغم وجود معوقات، بداية من رأس المال للمشروع، ومقر لعرض المنتجات، وداعم يتبنى المشروع، وجهة تزيل العقبات.

وقالت انتصار صلاح، رئيس جمعية حرف أهل مصر، إن الجمعية تنظم العديد من المعارض، عن طريق تأجير مساحات عرضية، سواء كانت مجانية أو مدفوعة الأجر، بهدف إبراز جودة وإتقان المنتج المصري.

وأضافت: "المنتجات المصرية الناس بتموت عليها بره.. بعكس الشعب المصري"، لافتةً إلى أنه يتم التعامل مع العديد من الجهات لتصدير المنتجات لدول أجنبية، مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتابعت: "حركتنا بطيئة، والسبب يرجع لعدم التمويلات المالية، التي هي أساس تقدم وازدهار أي صناعة"، مشيرة إلى أن العمل يتم تمويله بالجهود الذاتية.

واختتمت رئيس الجمعية حديثها قائلةً: "مطلوب العمل بمنظومة كبيرة، الحرف اليدوية أساس المستقبل الاقتصادي المصري".

اقرأ أيضًا ..

صور| الغضبان يفتتح معرض منتجات يدوية في اليوم العالمي للمرأة

صور.. مولد الحسين.. "هنا قلوب العاشقين تذوب"