التوقيت الجمعة، 01 نوفمبر 2024
التوقيت 01:02 ص , بتوقيت القاهرة

بعد واقعة محافظ المنوفية.. "زبيبة ومصحف وسجادة" أدوات التقوى الزائفة

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لمحافظ المنوفية الأسبق، المتهم على خلفية قضايا فساد ورشوة، وهو يتزين بـ"زبيبة الصلاة" ويضع خلفه برواز كبير به آية الكرسي، وأمامه مصحف على مكتبه، متسائلين كيف يكون الرجل على هذا الوضع ويصلي ويضع مصحفًا على مكتبه وخلفه آية كريمة من القرآن ثم يختلس ويرتشي؟.


تلك الصورة المنشورة لمحافظ المنوفية، وتعدد الوجوه المتزينة بـ"زبائب الصلوات" وعلامات التقوى المزيفة، والتي لها سوابق في قضايا يرفضها الدين والإسلام، دفعتنا لنسأل علماء الدين حول التدين الشكلي ومظاهر التقوى المزيفة و"زبيبة الصلاة" وارتباطهما بأعمال نهى عنها الدين.


بلد بتاعت زبيب صحيح


يقول الدكتور علوي أمين خليل عميد كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر، أن هناك بعض ضعاف النفوس يتخذون من التدين الشكلي ستارًا لأعمالهم التي يمارسونها في الخفاء، كالسرقة والاختلاس، وتعطيل مصالح المواطنين، مشيرًا إلى أن الدين يكون في القلب ولا يكون تدينًا ظاهريًا فقط، كوجود زبيبة صلاة في الجبهة، أو وضع مصحف على المكتب.


وأشار علوي إلى أن الناس تركت الجوهر ونظرت إلى المظهر الخارجي، وربطت الدين والتدين بعلامات معينة، والدين منها بريء كزبيبة الصلاة، مؤكدًا أن وجود زبيبة في جبهة الشخص غير مرتبطة بالصلاة، لأن هناك الكثيرين ممن يؤدون الصلاة ويحافظون عليها ولا تظهر على جباههم أي زبيبة صلاة، مرجحا أن تلك الزبيبة التي تظهر مرتبطة بعادة من عادات الذين يحبون المظاهر، ويتباهون بها.


تقوى شكلية


ومن جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هناك من الناس من يسعى وراء المظاهر الدينية، ويترك جوهر الدين، فنراه يصلي ويسجد ويصوم ويقرأ القرآن لكن خلقه سيء وأعماله ليس لها صلة بالدين، مشيرا إلى خطأ ربط التقوى والصلاح بوجود "زبيبة الصلاة".


وقال كريمة، إن تلك العلامة ليست دليلا على الصلاح والتقوى، ولا يصح أن نربطها بالآية الكريمة التي يقول فيها المولى سبحانه وتعالى "سيماهم في وجوههم من أثر السجود"، وذلك لأن الله تعالى قال في وجوههم وليس على وجوههم، منوهًا إلى أن المراد في هذه الآية هو النور الرباني الذي يعتري المصلين، وليس وجود علامة.


مرض جلدي


يرى الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن "زبيبة الصلاة" ليست دليل تقوى أو علامة ورع، ولكنها مرض جلدي تسببه الفطريات.


وقال عكاشة إن مشايخ الأزهر أنفسهم والسيدات، لا تجد لديهم زبيبة صلاة، وهي غير منتشرة في العالم، ويمكن إزالتها حال غسلها بشكل منتظم لفترة معينة.


احصل على زبيبتك


إذا أردت أن تحصل على زبيبتك فعليك بكتاب "الحيوان للجاحظ"، أحد كبار أدباء العصر العباسي، والذي نشر بيتا للشاعر العربي مساور الوراق قال فيه


شمر ثيابك واستعد لقابل ... و"احكك جبينك للقضاء بثوم"


وقد فسرها المحقق عبدالسلام هارون في حاشية الكتاب أنه "والجبين إذا حك بالثوم ظهرت فيه سمة سمراء توهم الأغرار أن صاحبها عليق بالتقوى وكثير السجود، ولا يزال بعض المتظاهرين بالصلاح يفعلون ذلك في عصرنا هذا، ليجعلوا أنفسهم ممن قيل فيهم "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" وهذا يعني أن القدامى كانوا يعتبرون أن زبيبة الصلاة نفاقا وليس تدينًا.


اصنعها بنفسك


إذا كنت من هواة مظاهر التدين وتريد صنع زبيبتك بنفسك، فقم بإحضار نواة التمرة وقم بفركها في منتصف الجبهة وما هي إلا دقائق وتصبح العلامة بارزة.


إذا لم تظهر فقم بخلط فص ثوم + رماد + ورقتين ملوخية (أو أي نوع من الورقيات)، في ماء ساخن وعندما تبرد توضع على الجبهة لمدة ثلاث ساعات.


إذا لم تظهر مرة أخرى فعليك بالطريقة الثالثة، وهي تسخين فص ثوم أو بصل بالنار ثم فركه في الجبهة، أو قم بطهو البطاطا بالماء على النار ومن ثم يكوي جبهته بها، أو خذ فص بصل وضعه في منتصف الجبهة، مع التثبيت بقطعة قماش أثناء النوم، حتى اليوم الثاني.


أما إن كنت تصلي على السجاد وأردت أن تظهر لك "زبيبة" فاترك السجاد وصلي على أماكن خشنة حتى تتسبب لك بحساسية في الجلد ثم أكثر من الاحتكاك بجبهتك، وما هي إلا فترة قصيرة وسوف تظهر لك الزبيبة.


اقرأ أيضا


"الأعلى للإعلام": عدم عرض أي عمل درامي دون الحصول على تصاريح