التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 05:18 م , بتوقيت القاهرة

في مئويته.. جمال عبد الناصر "القائد والزعيم"

كتبت : دينا زكريا


قال عنه الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي "لو هكتبك ما تساع أقلام.. ولا كلام غالي وأوراق.. الأمر كله وما فيه أنا مشتاق.. فقلت أسلم عليك وأنام"، وقال نزار قباني في رثائه: "تضيق قبور الميتين بمن بها.. وفي كل يوم أنت في القبر تكبر".. تحل اليوم الإثنين الموافق 15 يناير ذكرى الميلاد الـ100 للزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي أخذ على عاتقه حب الوطن وتوحيد الأمة العربية ورفض الاستعمار.


"نحن عازمون على المحافظة على كرامتنا وسيادتنا واستقلالنا ضد الاستعمار.. اذا فُرض علينا القتال فلن يفرض علينا أبدا الاستسلام.. سنقاتل".. هكذا قال عبد الناصر في خطابه الذي ألقاه عقب تأدية صلاة الجمعة في الجامع الأزهر أثناء العدوان الثلاثي، تحديدًا في 11 نوفمبر 1956. أتم جمال دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا فى القسم الأدبي ثم قرر الالتحاق بالكلية الحربية، ولكنه لم يُقبل فيها، ثم تقدم إلى كلية الحقوق ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة 1936، واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب، فتقدم للكلية الحربية مرة أخرى ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938.


الزعيم جمال عبد الناصر


التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة، ونُقل إلى منقباد في الصعيد، وهو ما أتاح له النظر إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم من جديد، وفي عام 1939 طلب نقله إلى السودان، وخدم فى الخرطوم، وفي مايو 1940 رقي إلى رتبة ملازم أول، وفي نهاية عام 1941 بينما كان روميل يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين، ثم رقي إلى رتبة "نقيب" في 9 سبتمبر 1942، وفى 7 فبراير 1943 عين مدرسا بالكلية الحربية، وفي 29 يونيو 1944 تزوج جمال من تحية محمد كاظم، وأنجب منها ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء، هم خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم، وشارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وعقب انتهاء الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته كمدرس بالكلية الحربية.



كان لعبد الناصر دورا مهما في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949 وضم الاجتماع ضباطا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب في عام 1950 رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتخب قيادة للتنظيم وانتخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة، وعلم ناصر أن الملك فاروق عرف أسماء الضباط الأحرار، وسيلقي القبض عليهم، فانطلق مع زملائه صباح يوم 23 يوليو 1952 ليستولوا على الأجهزة والهيئات الحكومة، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب، ولأن ناصر اعتقد أن الشعب المصري لن يتقبل أن يكون قائد الثورة برتبة "مقدم"، اختار اللواء محمد نجيب ليكون قائدًا للثورة.


جمال عبد الناصر


وفي يوم 18 يونيو عام 1953، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيسًا لها، وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضوا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفي يونيو عام 1956 أصبح عبدالناصر أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبي في 26 يوليو عام 1956، قدم ناصر خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية، الأمر الذي استفز بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مما أدى إلى قيام حرب 1956، والتي انتهت بانسحاب القوات الأجنبية، وبدأت إسرائيل بعد ذلك الوقت بالتوسع في عمليات الاستيطان في فلسطين والاعتداءات على سوريا، الأمر الذي دفع مصر إلى الدخول في حرب 1967 والتي انتهت بالنكسة، بعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالبا التنحي من منصبه، وأعقب ذلك خروج مظاهرات في العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية، واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضي المصرية، واستجاب عبدالناصر لرغبة الشعب المصري واهتم بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، وبدأ حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968.


عشق جمال عبد الناصر للقضية الفلسطينية هو ما جعل القاهرة تدعو لإنهاء الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، والتي عُرفت باحداث "أيلول الأسود"، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء من الطرفين، وبعد انتهاء مجلس القمة العربية ودع عبد الناصر آخر زعيم عربي في مطار القاهرة أمير الكويت، ونتيجة للإرهاق والسهر المتواصل لوقف سيلان الدم العربي في شوارع الأردن أصيب بنوبة قلبية حادة أودت بحياته.


حرص جمال عبد الناصر على تعميق الوحدة الوطنية في كل بلد عربي ورفض الصراعات الأهلية المحلية التي تخدم الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية كما فعل في لبنان عام 1969 بعد صدامات الجيش اللبناني والمنظمات الفلسطينية، وفك الصراع بين الأطراف المتنازعة، وفقدت الأمة العربية الزعيم جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، وهو ثاني رؤساء مصر، الذي تولى السلطة عقب قيام ثورة يوليو، تحديدًا في عام 1956 حتى وفاته في عام 1970، وأحد قادة ثورة 1952، التي أطاحت بالملك فاروق آخر حاكم من أسرة محمد علي.


اقرأ أيضًا ..


مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم "جمال عبد الناصر" أكتوبر المقبل


"ماذا لو عاش عبد الناصر" و"إبراهيم باشا" في سينما الهناجر.. غدا