التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:26 م , بتوقيت القاهرة

"الله يرحمك يا صحة".. ماذا يفعل الوزير "عماد الدين" في منصبه؟

"الله يرحمك يا صحة".. لسان حال كل من يعاني من إهمال وزارة الصحة ومسؤوليها، فمنهم من يفقد حياته، ومنهم من يظل عاجزًا بمرضه دون الإفصاح عن ما مر به، والكوارث تزايد يومًا تلو الآخر، ولا نجد حلولًا؛ إلا في تصريحات إعلامية، تتضمن وعود وخطط لتسكن آلام المرضى وتهدئة غضب المواطنين.


فالأزمات التي يتعرض لها المواطنين؛ كشفت هشاشة المنظومة الصحية، وجهل مسؤوليها بالحل، إذ كانت آخرها أزمة "البنسلين"، الذي كادت أن تودي بحياة آلاف المرضى، دون تحرك من الوزارة، غير إطلاق التصريحات البراقة "اللي لا بتحل ولا بتربط"، فقلوب الأطفال تتوقف بعد البحث عن جرعة الدواء، وفي المقابل تتنكر الوزارة ومسؤولوها.


البنسلين


"البنسلين".. حقن طويلة المدى، من الأدوية الضرورية للوقاية من الحمى الروماتيزمية للأطفال المصابين بالتهاب اللوزتين المزمن، وخلال أيام تضاعفت أزمة اختفاء العقار من الصيدليات نهائيًا، ليلمع في السوق السوداء، ويصل سعر الأمبول لـ 200 جنيه، بدلًا من 9 جنيهات.


البنسلين


تحرك وزارة الصحة


فبعد مرور عدة أيام من اشتعال الأزمة دون أي تحرك للوزارة ومسؤوليها، أعلنت الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، يوم 5 ديسمبر 2017، "أنه تم توزيع كميات كبيرة من البنسلين طويل المفعول بالمنافذ البيع التابعة للوزارة، وسعي الوزارة لإفشال الأزمة، وإحكام الرقابة على الأسواق".


كان ذلك ملخص البيان الصحفي، الصادر عن الوزارة، بهدف تهدئة الأوضاع وتسكين آلام المرضى، بالإضافة لإيجاء متسع من الوقت لبحث الأزمة ومعرفة جوانبها، والبحث عن إيجاد حل.


أزمة بمباركة وزارة الصحة


أتت الصاعقة الكبرى، عندما كشفت مستندات نشرتها "دوت مصر"، تفيد بأن وزارة الصحة، كانت تعلم بأنها ستواجه أزمة مع عقار "البنسيلين"، وبالرغم من تحذير إدارة الصيدلة بالوزارة، أن هناك أزمة بنسلين بالأسواق، بسبب توقف المفاوضات مع المورد الصيني لـ"البنسلين"، في 19 نوفمبر 2017،  إلا أنها لم تهتم.


أبواق الإعلام


تصاعدت الأزمة، وبدأت أبواق الإعلام تتساءل.. أين الوزارة الصحة من الأزمة؟.. ليعلن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، في بيان صحفي الخميس 14 ديسمبر من الشهر ذاته، انتهاء الأزمة "وإن الدنيا أصبحت وردي"، وكان ملخصه "أن الوزارة ضخت 400 ألف فيال "بنسلين" (قارورة) في جميع محافظات الجمهورية، مؤكدًا أن الأزمة انتهت تمامًا؛ بالإضافة إلى اتخاذ الوزارة إجراءات استثنائية لتوفير العقار).. دون الإعلان عن تفاصيل تلك الإجراءات الاستثنائية التي جاءت بالبيان.


وزير الصحة


الأزمات.. وطريق الصحة 


على الرغم من إعلان الوزارة في (الخامس والرابع عشر) من شهر ديسمبر، انتهاء أزمة البنسلين، إلا أن الأزمة تزداد يومًا بعد يوم، ليظل المريض وحده من يدفع الثمن.


هكذا تتعامل وزارة الصحة ومسؤولوها مع الأزمات، نهيك عن الأزمات التي استمرت شهورًا، وأسدل الستار عليها؛ إما برفع أسعار الدواء أو اختفائه، أوإيجاد البديل -إن وجد- وبسعر مضاعف، مثال حقن "إن تي آر إتش" اللازمة للأم بعد الولادة، وعقار "هيومان ألبومين" لمرضى التليف الكبدي، و"كيتو ستريل" لمرضى الفشل الكلوي، و"أدوية الأورام"، الأنسولين ومرضى السكر.


أزمة جديدة دون الإعلان عنها


يبدو أن وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، وصلته معلومات، تؤكد أن هناك أزمات جديدة ستضرب سوق الدواء خلال الفترة المقبلة، فأخذ في التحصين ترقبًا للكارثة الجديدة، إذ أعلن، مساء أمس الأحد، تدشين نظام جديد للتنبؤ المبكر لتفادي أزمات نواقص الأدوية، بالإضافة إلى تكثيف الرقابة على الصيدليات والشركات.


جاء ذلك خلال اجتماعه، مع اللواء سيد الشاهد، مساعد الوزير للشئون المالية والإدارية، والدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلية، وقيادات الإدارة، بمقر مكتبه بالمجلس القومى للسكان. 


 


اقرأ أيضا


متهم في قضية "نقص البنسلين".. منع رئيس سابق لشركة أدوية من السفر


مستندات.. "قلوب الأطفال تدمي".. حقيقة الصفقة الحرام لإخفاء عقار البنسلين