أكثر من 5 أشهر مرت على استشهاد العقيد أحمد المنسي، إثر هجوم إرهابي على الكتيبة 103 صاعقة بمدينة رفح بشمال سيناء، ومع مرور الوقت يظهر "منسي" مرة أخرى في صورة بطل جديد داخل الكتيبة نفسها وهو النقيب وائل كمال، الغريب أن علاقة الشهدين ببعضهما كانت كبيرة، ما جعل الأخير يطلب في وصيته أن يدفن بجوار قائد كتيبته الشهيد أحمد المنسي في نفس المدفن وهو ما نفذته أسرته بالنص مساء الأربعاء الماضي.

"وائل" الذي لم تتجاوز خدمته في سيناء أكثر من 3 سنوات، لم يبخل في تقديم واجب الخدمة لوطنة، وصمم على استكمال واجب الدفاع عن أرض سيناء ضد الجماعات المتطرفة، فبرغم تعرض "وائل" لحادثة كبيرة أوشكت على إنهاء خدمته العسكرية، لكنه صمم على استكمال تأدية واجب الخدمة وسط صفوف القوات المسلحة للثأر لصديقه المقرب أحمد منسي.

علاء محمد، صديق الشهيد وائل كمال الأقرب، أوضح أن صديقه كان قليل الكلام، ويتمتع ببنيان قوي، لكنه شخص طيب لا يعادي أحد، مشيرًا إلى تفوق "كمال" العلمي أيضًا فالبعض يعتقد أن ضباط القوات المسلحة ليسوا متفوقين علميًا مثل باقي كليات القمة، لكنه فضل الانضمام لصفوف القوات المسلحة ثم إلحتق بـسلاح "الصاعقة" بعد تخرجه في الكلية الحربية لتميزه ولياقته البدنية العالية، قبل أن يتم اختياره للخدمة في "الوحدة 999 قتال"، وهي وحدة فرق الإرهاب الدولي، سافر بعدها إلى الكونغو، قبل أن يعود بعد فترة، للخدمة بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، وهناك ولدت صداقة عرسان الشهادة وائل وقائده أحمد منسي.

ضباط الصاعقة مهامهم شاقة للغاية ما يتطلب منهم في بعض الأوقات الاستمتاع بقدر من الراحة، لكن "وائل" لم يكن من مؤيدي هذه الفكرة، بعد أن أوضح الرائد رضا منسي، شقيق العقيد أحمد منسي، أن "وائل" كان مصممًا المواظبة على العمل حتى أخد حق أخيه فكان رد "وائل" الدائم على الراحة: "ارتاح ازاى يعنى لما اروح لأحمد المنسى أقول له أيه، مأخدناش حقك وتركنا سيناء من بعدك".

"وائل" يحرص دائمًا على قضاء أول يوم من إجازته  في منزل صديقه أحمد منسي، فصداقة الثنائي لم تتوقف فقط على حد العمل بل شملت منزل "منسي" وأخوته أيضًا.

ولأن علاقة الثنائي كانت قوية جدًا، فقد كان "وائل" شديد الحرص على التقاط نفس صور أستاذه "منسي" بعد رحيله في نفس الأمكان والوقفات بالمثل.

اقرأ أيضًا..

فيديو وصور.. في حب الوطن ضحوا بدمائهم.. الوصايا الـ5 لشهداء الواجب

صور.. «مقابر الإنجليز» في مصر.. ألحان العمال تؤانسهم وعائلاتهم تنبش موتاهم