كشف مركز المزماة للدارسات والبحوث عن تطورات جديدة في مجريات العلاقة بين قطر وإيران، على خلفية الأزمة مع الرباعي العربي خلال المرحلة المقبلة، لافتًا أنها ستكون أم المفاجآت بالنسبة للنظام القطري على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وأشار المركز البحثي في تقرير جديد له تحت عنوان "مفاجآت صادمة أمام النظام القطري"، إلي أن أقرب هذه المتغيرات، تتمثل في تغيير الموقف الإيراني تجاه الملف القطري لعدة أسباب أهمها الضغوط الدولية على إيران وبدء انهيار النفوذ الإيراني جراء الموقف الذي تتبناه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجاه طهران ومؤسساتها البارزة.

وأكد التقرير على أن طهران تمر بعدة ضغوط أخري مثل الغضب الداخلي المتصاعد، وتشديد المواقف الخارجية المتزايد، والخشية من عقوبات دولية محتملة تجاهها على إثر برنامجها الباليستي، وكذلك البرنامج النووي، لافتًا في الوقت نفسه إلي تغيير أولويات النظام الإيراني في الفترة المقبلة، والتي ستكون قطر خارجها.

التحول الإيراني تجاه الدوحة، سيأتي انطلاقًا من عدم قدرة نظام طهران على المراهنة على مصالحه، وخشية تفاقم مشاكله الداخلية، وبالتالي سيتخلص من دعم الإمارة الخليجية لعدم خسارة المزيد، خاصة دعمه المتدفق لأذرعه العسكرية بالمنطقة، مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، الأمر الذي سينعكس على الداخل القطري من حيث نقص الامدادات الإيرانية، وغلاء سعر الواردات التركية، بداية العام المقبل.

وعلى صعيد المؤامرات القطرية الإيرانية تجاه الدول العربية، والتي من بينها العراق، اعتبر التقرير البحثي أن هناك ثمة اصطدام قادم بين التنظيمات الإرهابية المدارة من الدوحة، والأخري التابعة للحرس الثوري الإيراني في بغداد، لا سيما بعد تزايد عزلة إيران وحاجاتها الماسة لاستغلال المصادر النفطية العراقية من أجل البقاء على قيد الحياة، ما قد يدفعها أيضًا لنقض كافة معاهداتها المبرمة مع قطر.

واختتم المركز البحثي تقريره أن آخر الصدمات المتوقعة بالنسبة للنظام القطري، هي عدم مقدرة الحكومة والشركات القطرية على الالتزام بما وقعته من اتفاقيات دولية خاصة الاقتصادية والعسكرية، بسبب الترهل الذي أصاب الاقتصاد القطري، وما تعانيه الدوحة من عزلة ومقاطعة في محيطها الخليجي والعربي، إضافة إلى التقارير التي تؤكد إنفاق جزء كبير من الصندوق السيادي القطري بسبب المقاطعة وما رافقها من تقديم للرشاوي وشراء للمواقف السياسية وغيرها.

وفي السياق ذاته، أشارت الباحثة الإيرانية، ليلي نيكونازار - في تصريحات لـ "دوت خليج" - أن الضغوط الدولية على إيران ربما يدفعها لتغيير بعض مواقفها تجاه بعض القضايا التي لا تمثل أولوية كبيرة لطهران، أو على الأقل التخفيف من حدتها، وعلى رأسها الموقف من قطر، موضحة أن الموقف الإيراني من قطر ربما يشهد تغيرا في المرحلة المقبلة.

اقرأ أيضًا ..

خاص.. باحثة إيرانية: طهران قد تتخلى عن قطر لهذا السبب

تقرير: مشكلات قطر الاقتصادية ستتفاقم إذا لم تجد حلا لأزمتها

بعد دعمها للحوثيين باليمن.. إيران تخشى فرض عقوبات دولية جديدة عليها