التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 06:04 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا يريد الفلسطينيون ؟

محمد الخالد*


ماذا يريد الفلسطينيون؟.. سؤال يتبادر إلى ذهني كل مرة أشاهد فيها فلسطينيا يحرق صورة ملك المملكة العربية السعودية، كل مرة استمع فيها لآخر يسيء للسعوديين أجمعين، كل مرة أقرأ لواحد منهم وهو يشتمنا واحدا تلو الآخر بأقذر الألفاظ وأكثرها دناءة.. ماذا يريدون منا أكثر مما قدمنا، دعم مالي حكومي قدمه ملوكنا لهم على مر العقود لا يضاهيهم فيه أحد، دعم مالي شعبي يشهد عليه القاصي والداني جاوز كل الحدود، مواقف سياسية لا حصر لها ضحت فيها المملكة من أجلهم.. والأهم من ذلك كله أرواح شهداءنا التي غادرت نحو الفردوس الأعلى وهي تدافع عن أرض فلسطين!.


ماذا يريد الفلسطينيون؟.. السؤال الذي يقفز أمامي مباشرة كلما اتهمونا بالخيانة والتطبيع و " بيع الكضيه ".. ماذا يريدون منا أكثر من عدم الإعتراف بإسرائيل على المستوى الرسمي؟، ماذا يريدون منا ونحن لا نمتلك سفارة إسرائيلية في الرياض لنغلقها أساسا؟، ماذا يريدون منا ونحن لا تربطنا أي علاقة مع تل أبيب لنقطعها ؟، ماذا يريدون منا ونحن من جعلنا " كضيتهم " على رأس اهتماماتنا عشرات السنين؟.


ماذا يريد الفلسطينيون؟.. تساؤل أجده مشروعا كلما وجدتهم كتبوا المعلقات مدحا وحبا بخليفة الإخوان أردوغان ويتيم المجد، تساؤل أجده واجبا متى ما رأيت صورهما تجوب شوارع غزة محمولة على الأعناق .. هل ستكتبون بوطننا قصيدة حب وعشق وهيام لو تم التطبيع مع إسرائيل مثلما فعل الأتراك وتنظيم الحمدين؟، هل سترفعون صور ملكنا المفدى في شوارعكم لو أبرم اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل مثلما فعل رجب طيب وقذافي الخليج؟ هل سنكون ( عشقكم الأول والأخير ) في حال افتتاح سفارة إسرائيلية في الرياض مثلما حدث في إسطنبول والدوحة؟.


ماذا يريد الفلسطينيون؟.. وهم يجبروننا على إعادة النظر بكل ما يخص " كضيتهم ".. ماذا يريد الفلسطينيون؟.. وهم يجرون بلدهم لعزلة لن يجدوا فيها حليف؟.. ماذا يريد الفلسطينيون؟.. وهم السبب الأول خلف تراجع حالة التعاطف التي كانت تخصهم كل مرة؟.. بل ماذا يريد الفلسطينيون؟.. ونحن نشعر بكراهيتهم الحادة تجاهنا وهي تجاوز حتى كرههم للإسرائيليين أنفسهم؟.. ماذا يريد الفلسطينيون؟.. إن وجدتم الإجابة بلغونا قبل فوات الأوان.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.


إعلامي سعودي*