"رحلتي عطاء ومودة وشهرة وكفاح.. يكفيني أنني عشت جزءًا من عصر العقاد وكامل الشناوي وفاروق الباز ونجيب محفوظ".. هذا ما كانت تردده دومًا الإعلامية سامية صادق، التي رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز الـ 81، وهي تصف رحلتها في تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي لم تخاصم يومًا النجاح، الممتد عبر سلسلة من البرامج الإذاعية التي قدمتها، والتي تربعت على رأسها برنامج "نجوم الغناء" الذي جمعها بعدد كبير من النجوم الذين قامت باستضافتهم، لتترك لنا عبر أثير الإذاعة صوتًا دافئًا يتحرك بين محطات شهرتهم وبزوغ نجوميتهم

ابنة حي السيدة زينب بدأت رحلتها في مجال الإذاعة بعد تخرجها من جامعة فؤاد الأول -جامعة القاهرة- لتحصل على ليسانس الآداب لعام 1950، ثم تقدمت إلى لجنة الاختبار التي ضمت حينها عمالقة من الإذاعيين المرموقين أمثال الدكتور علي الراعي وعبد الوهاب يوسف ومحمد محمود شعبان وحافظ عبد الوهاب، لتجتاز اختبار الإذاعة بتفوق، ثم تعين بعدها في إدارة العلاقات الخارجية.

وانطلقت "صادق" لتنضم إلى قائمة أشهر الأصوات النسائية التي ميزت الإذاعة المصرية، وعلى الرغم من بدايتها مع البرامج السياسية التي تولت خلالها ترجمة ما يتم نقله من مجلس الأمن إضافة إلى تقديمها برنامج " حرب أم سلام".

ما يطلبه المستمعون

قفزت "صادق" سريعًا من قائمة البرامج السياسية إلى قائمة برامج المنوعات؛ التي حفرت لها شعبية كبيرة بين جمهور الإذاعة ببرنامجها "ما يطلبه المستمعون"، والذي اعتمد على تلبيه طلبات الجمهور من سماعهم الأغاني التي يطلبونها عبر أثير الإذاعة، هذا إلى جانب حرصها الكبير على قراءة رسائل جمهور المستمعين، التي كانت تترك الفرحة في قلوبهم. 

رحلتها مع فايزة أحمد وعبد الوهاب في سوريا

وكان لهذا البرنامج قصة طريفة للغاية عايشتها "صادق" أثناء رحلتها إلى حلب، برفقة الفنانة فايزة أحمد لتقدما البرنامج من أحد مستشفيات المسنات في مدينة حلب، وفور طلب أحد المسنات سماع أغنية "أنت وبس اللي حبيبي" بصوت الفنانة فايزة أحمد، إلا وصرخت المسنة، وقامت باحتضان الفنانة ليتأكد في النهاية أنها جدتها التي لم ترها منذ ما يقرب منذ ما قرب من 15 عامًا.

لقائها بالفنان عبد الحليم حافظ

انفردت "صادق" بلقاء الفنان عبد الحليم حافظ، لتقدم معه برنامجها الذي تطرق فيه إلى حياته ومحطات شهرته لتجمعه لاحقًا لقاءات كثيرة معه، إلى جانب لقائها بالفنان الكبير محمد عبد الوهاب، الذي قدمت معه حوارًا إذاعيًا من مستشفى الشهداء بسوريا لتعميق الوحدة بين مصر وسوريا.

روائع النغم

لم تقف برامج "صادق" الناجحة عند هذا الحد، ولكنه امتد إلى عدد كبير من البرامج الناجحة أبرزها "روائع النغم مع الموسيقى الأجنبية"، إضافة إلى برنامج "صباح الخير" مع المأمون أبو شوشة، وبرنامج "فنجان شاي"، والذي قدمته بعد وفاة الإذاعية آمال فهمي.

وعبر مسيرتها الحافلة في مجال الإذاعة، تولت "صادق" عددًا من المناصب في العمل الإذاعي منذ عام 1950 إلى 1982 من مذيعة لرئيسة قسم المنوعات، ثم مديرة إدارة، وأخيرًا مديرة البرنامج العام، لتتوج مسيرتها برئاستها للتلفزيون المصري.

تكريمها

كرمت "صادق" بالكثير من بينها درع القوات المسلحة، ودرع القوات الجوية عام 1973، ودرع هيئة البريد، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وشهادة تقدير من اليونيسيف والميدالية الذهبية وشهادات التقدير المخصصة لليوم العالمي لمنع التدخين 1989.

اقرأ أيضًا

وفاة الإعلامية سامية صادق بعد صراع طويل مع المرض

الكنيسي عن رحيل سامية صادق: " شكل صوتها وعي ووجدان المستمع العربي"