التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 03:49 ص , بتوقيت القاهرة

مباراة القرن - معركة "العائدون من الموت".. مارادونا وبيليه ضحايا مؤامرة "شيطانية" (2)

السابعة مساءًا - مدينة ستيرازا – عام 2070


الحلقة الأولى: مباراة القرن.. "العائدون من الموت" يطرقون أبواب الجحيم في تحدي مارادونا وبيليه (1)


فجأة وجد ألفارو نفسه في مدرجات ملعب يسع 150 ألف متفرج، والصخب يكاد يصم الأذان، مارادونا يقتحم بفريقه أرض الملعب، لتتوالى الصيحات والهتافات، قبل أن يتبعه بيليه بفريقه، لتهتز أرجاء الملعب قبل بدء المعركة التاريخية، والحكم "كولينا" يستعد هو الآخر لإدارة مباراة القرن، قبل أن يتجه كريستيانو رونالدو إلى المدرجات ويطلق صيحته الشهيرة "Siiiii" لينفجر الملعب بصيحات الجماهير، ليكتفي ميسي بابتسامة ساخرة ويشير للبرتغالي: "لا تنشغل بالمدرجات، هيا بنا لألقنك درساً جديداً ...".


تشكيل فريق مارادونا


تشكيل فريق بيليه


مدرجات الملعب المرعب تتزلزل بصيحات الجماهير، 150 ألفاً يضربون بأرجلهم حتى كاد الملعب أن ينفجر، وفي المستطيل الأخضر 22 أسطورة وجها لوجه، وعلى الخط 14 آخرين ينتظرون شارة النزول.


هنا يظهر الحكم "كولينا" بصلعته الشهيرة ووجهه الصارم، الذي فارقته الابتسامة لسنوات، ومع وطأة قدمه هدأت الأصوات حتى عم الصمت الأرجاء، قبل أن يستدعي قائدي الفريقين، ليتحرك بيليه ومارادونا معاً نحوه.


كلمات هامسة في أذن القائدين من كولينا، قبل أن يُجري القرعة التي صبت في صالح بيليه، الذي اختار اللعب على الجانب الأيسر من الملعب، ليترك الكرة لفريق الأرجنتيني، الذي لم يضع مزيدا من الوقت، لينتزع الكرة من يد الحكم الإيطالي ويركض نحو كريستيانو، ليصافحه صارخا في وجهه "هيا بنا يارجل، لنعيد الأمجاد معاً"، ليمتلأ وجه البرتغالي بغضب، بدا وكأنه يسبق عاصفة.


انطلقت المباراة واندفعت صيحات الجماهير كأمطار أحدثت ضجيجاً في كبد السماء، فريق مارادونا يسيطر على الكرة، وأقدام زيدان تنثر سحراً يخالط لوحات فنية رسمها رونالدو بأقدامه، والأرجنتيني يعزف أجمل الألحان التي يشاركه فيها كريستيانو وبوشكاش، حتى وصلت الكرة بين أقدام روبرتو كارلوس، ليطلق صاروخية خلعت قلب ياشين، لكنها لم تخلع عارضته التي أبعدت قذيفة كادت تسفر عن هدف أول.


سرعان ما تمالك ياشين نفسه والتقط أنفاسه بعدما رأى الكرة بين أقدام رونالدينيو، الذي ألصق وجه فييرا في الأرض بعد مراوغة بطريقته الساحرة، ليمرر إلى كرويف، مرسلاً كرته سريعاً إلى أقدام ميسي، الذي لم يكد يلمس الكرة حتى أزاحه كانافارو من فوق الأرض، ليندفع كولينا نحوه غاضباً ببطاقة صفراء رسمت ابتسامة ساخرة على وجه المدافع الإيطالي.


ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء، لكن خلاف دب فوق العشب الأخضر بسبب منفذ الركلة، بيليه يريد التسديد ورونالدينيو يدفعه بغضب، قبل أن يأتي دي ستيفانو ويفصل بين الثنائي، ليقرر كرويف انتزاع الكرة منهما بقرار صارم "كفاكم حماقة، هذه الكرة لي".


لم يعلق الثلاثي راضخين لقرار كرويف الصارم، ليتقدم بيكنباور نحو الهولندي هامساً في أذنه "كان الأولى بك الانضمام إلينا بدلا من مجاورة هؤلاء الحمقى"، ليدفعه كرويف بغضب "ستعرف الآن من هم الحمقى".


كرويف يعود للخلف للتنفيذ وكولينا يطلق صافرته، في الوقت الذي تحرك فيه ميسي على اليسار وبيليه يجاور الكرة أمام كرويف، ليباغت الهولندي الجميع بإرسال بينية إلى "ليو" الذي قابلها بلمسة واحدة بعرضية نحو بيليه الذي اندفع نحو نقطة الجزاء خاليا من الرقابة ليقابلها بمقصية أجبرت بوفون على مشاهدتها في طريقها إلى الشباك، ليتقدم البرازيلي بالهدف الأول لفريقه، مزلزلاً المدرجات بعاصفة من الصيحات.


كرويف أشار إلى بيكنباور بتعالي "هل علمت الآن من هم الحمقى؟".. لم يتمالك الألماني نفسه ليصرخ غاضباً "لنرد على هؤلاء الأوغاد".


دقائق مرت ورفاق مارادونا لم يستفيقوا من صدمة الخدعة التي أسفرت عن تقدم بيليه ورجاله، الذين سيطروا كلياً على المباراة، حتى أدرك كريستيانو سرعة مرور الوقت ليتجه نحو بوشكاش "صديقي، لنتعاون سوياً للرد بطريقتنا".


قبل دقيقة على نهاية الشوط الأول، انقض بيرلو على ماكيليلي، الذي أراد التمرير لـ"تشافي"، لكن الإيطالي نجح في افتكاك الكرة، ليرسل تمريرة طولية إلى بوشكاش، الذي تجاوز مالديني بمهارة رائعة بعد انزلاق الإيطالي أرضاً، ليرسل عرضية إلى اليسار يلتقطها كريستيانو على الصدر، ليصبح وجهاً لوجه مع كافو.


كريستيانو قرر التمرير سريعا لزيدان، قبل أن يركض للحصول على الكرة مجدداً من الفرنسي، الذي كان في الموعد، ليسدد البرتغالي قذيفة بيسراه، انزلق نحوها رونالدو ليوجهها داخل الشباك، ليركض تجاه المدرجات التي انفجرت احتفالاً وكريستيانو يقفز فوق البرازيلي ليتشاركا سوياً احتفال الـ"Siiiii"، الذي تردد في المدرجات بطريقة أرعبت رفاق بيليه، ليطلق بعدها كولينا صافرة نهاية الشوط الأول.


الابتسامة ملأت وجه ألفارو، الذي جاوره يوهانز وستيفن، فلأول مرة يشاهد يوهانز مباراة كرة قدم من أرض الملعب، ليتحدث إلى ضيفه "ربما علمت الآن سر شغفكم بهذه اللعبة.. استمتعت حقاً بهذا العرض الرائع"، ليتفق معه ستيفن في الرأي وهو ما زاد من سعادة ألفارو، الذي يعيش حلماً بات حقيقة.


استمر الحوار لدقائق حتى دخل اللاعبون من جديد أرض الملعب لتتعالى صيحات الجماهير من جديد، ويطلق كولينا صافرة البدء، لتركض الكرة إلى أقدام فريق بيليه، الذي يحاول استدراج منافسه لمنتصف ملعبه لكشف دفاعاته.


دقائق مرت دون خطورة حقيقية على المرميين، مع تألق وصلابة خطوط الدفاع والوسط في كلا الفريقين، قبل أن ينطلق نيستا بالكرة حتى منتصف الملعب مرسلاً كرة طولية نحو ميسي، الذي أوقفه كانافارو ببراعة، ليمرر إلى بكنباور.


الألماني استفزه تصرف نيستا، ليقرر هو الآخر الانطلاق نحو منتصف ملعب المنافس، ليراوغ تشافي قبل أن يمرر لزيدان، ومنه إلى رونالدو الذي عاد لاستلام الكرة ليترك فراغاً خلفه، استغله بوشكاش للانطلاق، في الوقت الذي هيأ رونالدو الكرة لمارادونا، الذي أرسل تمريرة ساقطة نحو المجري.


بوشكاش أصبح وجها لوجه مع مالديني، الذي تصدى بعنف لانطلاقة المجري، لتصل الكرة إلى رونالدو من جديد، ليمرر سريعا إلى كريستيانو، الذي قرر الركض مراوغا كافو في الجانب الأيسر، قبل أن يجد نيستا في وجهه.


انغلاق زاوية التسديد أجبر كريستيانو على إرسال تمريرة للخلف نحو زيدان، الذي يقف على حدود منطقة الجزاء، لتتهيأ الكرة على يسراه، لينحني قبل التسديد على الطائر بيسراه، مرسلا كرته إلى المقص الأيمن لياشين، لتجد طريقها نحو الشباك، معلنا هدف فريقه الثاني، ليُحاكي هدفاً سجله قبل الممات، ما أشعل غضب بيليه الذي صاح في وجه رفاقه من أجل الرد سريعاً.


دب الحماس والرغبة في الثأر داخل قلوب رفاق بيليه، الذي قرر إدخال فان باستن بدلا من تشافي، ليواجه دفاع فريق مارادونا بقوة هجومية عاتية، ليبدأ وابل من الهجمات على مرمى بوفون، الذي تصدى ببراعة لأكثر من فرصة هدف محقق.


تراجع كرويف قليلا للخلف لمساندة ماكيليلي، وشن رونالدينيو انطلاقات هجومية عديدة اصطدم خلالها بمارادونا وكانافارو، اللذان وقفا بالمرصاد له، حتى مشارف النهاية، ليُصدم بيليه مع تبقي دقيقتين فقط على نهاية المباراة.


"لن يهزمني هذا المدمن".. صيحة بيليه أرعبت رفاقه قبل منافسيه، البرازيلي يعود للخلف لبدء هجمة مشيرا لكرويف بالتحرك للأمام بدلاً منه، مارادونا أدرك الخطر ليترك مكانه لينطلق نحو بيليه في المنتصف، وهنا أرسل البرازيلي كرته إلى رونالدينيو في المكان الخالي بعد ابتعاد الأرجنتيني عنه.


رونالدينيو وجد نفسه وجهاً لوجه مع كانافارو، ليراوغه هذه المرة بسهولة بعد سقوط الإيطالي أرضاً، ليدخل البرازيلي منطقة الجزاء، في الوقت الذي انطلق كرويف تجاهه، ليتقدم بكنباور لمراقبة الهولندي القادم من الخلف، ليصبح ميسي وفان باستن مع كارلوس بمفرده.


عرضية متقنة من رونالدينيو اتجه نحوها ميسي، ليقرر كارلوس نسيان فان باستن والركض نحو الأرجنتيني، الذي ركض نحو الكرة قبل أن يتركها تمر بين قدميه بذكاء، لينزلق كارلوس على العشب، فتصل الكرة إلى الهولندي، الذي لم يفكر، مطلقاً تسديدته داخل شباك بوفون، ليتعادل رفاق بيليه في الوقت القاتل.


قفز ألفارو وستيفن في المدرجات، بينما بدأ يوهانز عاصفة من التصفيق تعبيراً عن إعجابه بالعرض الكروي الساحر، الذي بدأ فهم سر عشق الملايين له، قبل أن يدرك ألفارو قرب انتهاء الحلم مع نهاية المباراة، ثوان تفصله عن انتهاء المعركة.


نظرة غير مفهومة من ألفارو نحو ستيفن، ليخرج الأخير من داخل قميصه سلاحاً منحه لألفارو، ليقترب من يوهانز ببطء ويطلق رصاصة اخترقت صدره، ليدب الرُعب في المدرجات، ما دفع اللاعبين للتوقف لمعرفة ما حدث.


صرخة مرعبة أحدثت دوياً في أرجاء الملعب، هنا شدى صوت ألفارو عالياً "فلتأمنوا أيها الرفاق، أيها العائدون من الموت، هذا الرجل كان سيسلبكم حياتكم من جديد، لقد عُدتم إلى الحياة وبانتهاء المباراة كنتم ستعودون إلى حيث كنتم، هل اشتقتكم إلى مراقدكم؟".. هنا صاح مارادونا وبيليه بصوت واحد: "ليحيا ألفارو وبه نحيا جميعاً"، لينفجر الملعب من صيحات العائدين إلى الحياة، ليصرخ ألفارو "مات يوهانز والعائدون مخلّدون للأبد!".


وسط صيحات الجماهير واللاعبين داخل أرض الملعب، اقترب ألفارو من ستيفن والابتسامة تملأ وجهه "أحسنت صنعاً يا بُني، لقد حصدنا ثمار عملنا طوال السنوات الـ10 الماضية، أعتقد أنك أصبحت جاهزاً الآن لبدء المهمة".


- بالتأكيد يا أبي، لقد أصبحت خبيراً في التعامل مع مختبر يوهانز، فلنبدأ مهمتنا التي عانيت لأجلها بغيابي عنك 10 سنوات.


هنا تنهد ألفارو قبل أن يُحدث ابنه: "نحن الآن نصنع التاريخ يا بُني.. مختبر يوهانز في حوزتنا، وبإمكاننا استغلال هؤلاء الموتى كما نريد، سنعود للعالم بمعجزة حقيقية، ألعاب الفيديو ستعود بالمستحيل، سنجني أموالاً طائلة وستمحو شركتنا منافسيها ولن تُطرق أبوابها من اليوم، فالحاضر والمستقبل بأيدينا .. فليحيا العائدون وبهم نحيا!".