صالح ومليشيات الحوثيين.. تحالف دمر نفسه بنفسه
من العداوة إلى التحالف للعداوة مرة أخرى، كلمات تلخص علاقة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بمليشيات الحوثيين، بعد اشتباكات لمدة يومين وإعلان انقلاب على الانقلاب في اليمن.
تحالف بلا ثقة
من بداية الأزمة اليمنية كان التحالف هش بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يبدو ضعيفًا، فهو لا يقوم على أي أساس فكري مشترك، وحتى مصالح الطرفين كانت مختلفة تمامًا، ولم تلتق إلا في نقطة واحدة وهي معارضة الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي.
ورغم أن الانقلاب الحوثي/صالح نجح في أيامه الأولى في اجتياح الأراضي اليمنية، واقتحام صنعاء في سبتمبر 2015، إلا أن الأيام التي تلت ذلك أوضحت مدى ضعف التحالف الانقلابي.
إيران وكابوس الطائفية
إن علي عبد الله صالح وحزبه "المؤتمر الشعبي العام" يظنون أن التحالف مع الحوثيين سهل وسيؤدي لتقاسم سلطة بينهما فإن الواقع أثبت عكس ذلك.
فبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" شعرت مليشيات الحوثي بقوتها نتيجة الدعم الإيراني الصريح لها وكانت تحصل على السلاح الإيراني من السفن المهربة، بينما علي عبد الله صالح بدا كواجهة سياسية، لأن قواته عددها أقل ولا تملك نفس التسليح الإيراني السخي الذي تحصل عليه المليشيات الحوثية.
وبدأت الطائفية المدعومة من إيران في الظهور، إذ وقعت على مدار العامين الماضيين سلسلة من الاشتباكات الجانبية بين صالح والحوثيين بالرغم من أنه يفترض أن كلاهما يقاتل ضد التحالف العربي.
وبلغ التوتر بين الجانبين لدرجة اختطاف وزراء في حكومة الانقلاب تابعين لعلي عبد الله صالح، وكان احتفال المؤتمر الشعبي بذكرى تأسيسه الخامسة والثلاثين هو بداية النهاية للتحالف الفاشل.
فبحسب BBC بينما كان صالح يلقي كلمة يتهم فيها دولًا خارجية بالعمل على إشعال الفتنة في اليمن لتقسيم البلاد كانت مليشيات الحوثي، تصدر الأمر في أعسطس الماضي بوقف كل نشاطات حزب المؤتمر الشعبي وفرض حالة الطوارئ بصنعاء.
وقالت مليشيات الحوثيين إن "أي تجمعات حاشدة يجب أن تكون على جبهات القتال لا في الميادين العامة".
الحرب الكلامية تتحول لقتال
ومن هنا تصاعدت الحرب الكلام بين الطرفين إذ يحملان بعضهما مسؤولية المجاعة المنتشرة في عدد من المدن بجانب حالة البطالة وانتشار مرض الكوليرا في البلاد.
وبدأ الخلاف يأخذ شكلًا أخر غير الكلام عندما اتهمت مليشيات الحوثي، علي عبد الله صالح بالغدر، ولذا أعلنت إنشاء قوات خاصة لا تخضع للقوات المشتركة بينهما، ولا حتى لقوات الجيش الخاص بالحكومة الانقلابية.
وفي ظرف 3 أشهر تم استبعاد العديد من الوزراء والمسؤولين المنتمين للمؤتمر الوطني من المناصب القيادية العسكرية.
واستولت مليشيات الحوثي على القيادة العسكرية تماما ولم يبقى سوى الحرس الوطني مع صالح.
وبدأت الاشتباكات بين الجانبين، وعلى الرغم من أن الحوثيين يحتفظون بإمدادات السلاح الإيراني إلا أن علي عبدالله صالح كان يملك الورقة الرابحة في المعركة وهي القبائل اليمنية نفسها.
وبحسب تقارير جريدة المشهد اليمني فإن أغلب القوات التي شاركت اليوم في طرد مقاتلي الحوثي من عدة مدن يمنية في وقت واحد كانت القوات القبلية، وهي التي عملت على تسلم علي عبدالله صالح مقرات الحكم في هذه المدن
فقبيلة حجور التي كان أبنائها يقاتلون في صفوف الحوثي على نفس خط القتال بدأت في الانسحاب من الجبهات التابعة لميليشيات الحوثي، في حرض، ونهم، والجوف، ومأرب، والحديدة، وميدي وجبهات الحدود، متجهين نحو صنعاء؛ للمشاركة في تحريرها من عناصر الحوثي.
بينما قامت قوات قبائل خولان وسنحان التي تسيطر على بوابة صنعاء الجنوبية وأغلقاتها وسيطرت على العديد من المنشأت الحيوية بصنعاء وألقت القبض على عدد من القيادات الحوثية في المدينة.
اقرأ أيضا
فيديو.. أهالي صنعاء يحتفلون بطرد الحوثيين