التوقيت الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025
التوقيت 05:19 ص , بتوقيت القاهرة

"دماء على الطريق".. تفسير جديد لكتاب سيد قطب يورطه في تفجير الروضة

مع كل حادث إرهابي، يغتال المسلمين في دور العبادة، تتسع دائرة الصدمة والحيرة، وجملة واحدة تظل تهيمن على كل مصري فور أي انفجار، يرددها فى حزن وألم ووجع :"دين أبوهم إيه..؟".


تبدو الجملة عامية وعابرة، ولكنها في مغزاها تحمل عمقا شعبيا كبيرا يلاحق الزعماء وقادة الجماعات التفكيرية، التي تكتب لعناصرها الإرهابية دينا مغايرا لسماحة الدين الإسلامي، دين يفصل على مقاسات قلوبهم وراياتهم السوداء، دين يقوم عماده على قواعد التطرف والكفر، التي يتخذها أسانيد شرعية لاغتيال البسطاء والعامة، دين لا يتسع إلا للجماعات التكفيرية، يحرق الأخضر واليابس، ويدمرالبشرية، ويجد لذة قوية فى انهمار مشاهد الدم، دون أن يكون للأبرياء مكان بين أفكارهم الخبيئة التي لا تكف عن إشعال الحرائق.


وفي هذا التقرير يستعرض "دوت مصر" مؤلفات سيد قطب التي بررت حرق وتدمير المساجد، بالتزامن مع استهداف الإرهابيين لمسجد الروضة ببئر العبد بالعريش والذي أسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين، حتى يكف المصريون عن ترديد جملة "دين أبوهم إيه"، ليعرفوا جيدًا من أين يأتي دينهم.


سيد قطب المنظر الأكبر للجماعات الإرهابية


انطلاقا من جاهلية المجتمعات الإسلامية" انطلق سيد قطب أحد اقطاب منظري الجماعات التفكيرية، ليبيح استهداف المساجد، وهو يشكل الحاضنة القوية لكل الأسانيد التي تزعم الجماعات الإرهابية أنها شرعية لتبرير الهجوم على المساجد وحرقها، وتعتمد جاهلية المجتمعات الإسلامية على تكفير العوام من المسلمين، ومن ثم لا تحرم الاعتداء على المساجد، أو قتلهم وهم يقومون بتأديه الشعائر الدينية.


ويعكس هذا الفكر المتطرف المتعطش لدماء الأبرياء من غير جماعته كتابه "معالم على الطريق" الذي يؤكد أن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم، وهو يقصف بالمنهج الوسطي الذي يقوده الأزهر، وهو ما يعطي الجماعات الإرهابية أسانيد للاعتداء على العامة من منطلق الجاهلية.


وفى كتابه "ظلال القرآن" يدعو "قطب" إلى اعتزال مساجد المسلمين التي تقام فها الصلاة ويرفع فيها الأذان، وهو يؤكد في كتابه أن تلك المساجد ما هي إلا معابد جاهلية، وهو ما يسقط الإيمان عن المصلين فى تلك المساجد، ويبرر استباحه دمائهم طبقا لأفكار"قطب"، وهو السند الذي اتخذته الجماعات الإرهابية المارقة في هجومها على مسجد الروضة ببئر العبد. 


إحياء مسجد ضرار 


كما يرجع إلى "قطب" فكرة  إحياء مصطلح "مسجد ضرار" في العصر الحديث، والذي أسقطه على مساجد اليوم، بحسب النص الذى جاء فى تفسيره الشهير "في ظلال القرآن".


ويفسر "قطب" معنى كلمة ضرار في كتابه: "هذا المسجد أي الضرار، ما يزال يُتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين في صورة نشاط ظاهره الإسلام وباطنه سحق الإسلام، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه، أو تتخذ في صورة أوضاع ترفع لافتة الدين عليها لتترس وراءها وهي ترمي هذا الدين! وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكتب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتحذّر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق، ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وإنزال اللافتات الخادعة عنها، وبيان حقيقتها للناس، وما تخفيه وراءها".


اقرأ أيضا ..


إمام مسجد الروضة: الهجوم استغرق 15 دقيقة وسمعت المصلين يرددون الشهادة


كاتب كويتي: ما حدث في مسجد الروضة تطبيق لفكر سيد قطب