التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 05:42 ص , بتوقيت القاهرة

عودة الحريري.. هل تقوض أكاذيب إيران وحلفائها تجاه السعودية؟

يبدو أن قرار رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، والذي اتخذه يوم الأربعاء، بالتراجع عن استقالته، التي سبق وأن أعلنها في  8 نوفمبر الجاري، جاء ليقدم دليلا جديدا على براءة المملكة العربية السعودية، من الإدعاءات التي شنها البعض حول وجود دور سعودي في إجبار المسئول اللبناني على الاستقالة، بل ووصلت الإدعاءات إلى حد اتهام السلطات السعودية بوضع الحريري تحت الإقامة الجبرية.


وعلى الرغم من تصريحات المسئولين السعوديين والزيارات الخارجية التي أجراها الحريري، منذ إعلانه الاستقالة، والتي شملت الإمارات وفرنسا، مصر، بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها من مقر اقامته في المملكة مع عدد من المسئولين الدوليين، إلا أن الشائعات ظلت تستهدف المملكة سواء من الجانب الإيراني أو من ميليشيات حزب الله في لبنان، بينما كانت قناة الجزيرة القطرية، الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين، هي المنبر الذي سعى لتعزيز تلك الأكاذيب كالعادة لتشويه صورة المملكة.


المسئول الوحيد


ولعل الضغوط الكبيرة التي تعانيها إيران من قبل المجتمع الدولي، بسبب الدور الذي تلعبه في كلا من اليمن وسوريا، باستخدام الميليشيات الموالية لها هو السبب الرئيسي في نشر تلك الأكاذيب لاستهداف المملكة، هكذا يقول الكاتب الإيراني ماجد نورزداني، بحيث لا تبقى طهران المسئول الوحيد، بالاشتراك مع أذرعها الإقليمية، عن إثارة الفوضى والتوترات في المنطقة، فربما كانت محاولة لوضع الرياض في نفس الكفة من الإدانة الدولية.


وأضاف أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم للسعودية في العديد من القضايا، وعلى رأسها اليمن والأزمة القطرية، يثير قلق طهران، والتي شعرت أن أزمتها مع المجتمع الدولي انتهى بعد ابرام الاتفاق النووي الإيراني، وبالتالي فتسعى الحكومة الإيرانية بممارسة قدر من الضغوط على الإدارة الأمريكية من خلال سلاح الشائعات ضد السعودية والدور الذي تلعبه على المستوى الإقليمي.


المخرج الوحيد


الحملة الإيرانية على السعودية لم تقتصر في الواقع على الشائعات التي أطلقتها حول وجود رئيس وزراء لبنان في المملكة العربية السعودية، ولكنها تزامنت مع استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الإيرانية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية، وهو ما يعكس عدوانية التوجه الإيراني في المنطقة.


يرى نورزداني أن التحرك الإيراني لاستهداف المملكة ربما لم يتوقف، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها كلا من الإدارة الأمريكية والجامعة العربية بحق إيران، موضحا ان الضغط الدولي يتزايد تجاه إيران، وبالتالي فربما يكون المخرج الوحيد من الحالة الراهنة هو استمرار المحاولات الهادفة لتشويه المملكة.


عودة الحريري


إلا أن عودة الحريري إلى لبنان، والتي قوضت مسلسل طويل من الأكاذيب، ربما  تساهم بدور كبير في المستقبل في تقويض المحاولات الأخرى التي قد يشنها النظام الحاكم في إيران التي من أجل تخفيف الضغط الدولي على طهران، حتى يمكنها في الاستمرار في سياسة زعزعة الاستقرار التي تتبناها تجاه مختلف دول المنطقة.


إقرأ أيضا


أنور قرقاش: لبنان يحتاج سياسة النأي بالنفس لمراعاة التنوع