التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:43 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تمكين إيران.. العالم يراهن على السعودية لاستعادة التوازن الإقليمي

يبدو أن السياسات التي تبنتها الإدارات السابقة في الولايات المتحدة، كانت سبًبا رئيسيًا في الدور المشبوه الذي تلعبه إيران حالياً في المنطقة، وهو الدور الذي يثير قلق ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط، ولكن أيضا المجتمع الدولي بصورة كبيرة، خاصة مع تصاعد الدور الذي تلعبه الميليشيات المتطرفة في لبنان واليمن أو غيرها من الدول العربية لخدمة الأجندة الإيرانية على حساب الاستقرار داخل الدول العربية.


ولعل الخطاب الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه طهران، حلفائها، وعلى رأسهم تنظيم الحمدين في قطر، أو حزب الله في لبنان أو الميليشيات الحوثية في اليمن، دليلا دامغا على رغبته في إصلاح الأخطاء التي ارتكبها أسلافه سواء جورج بوش الإبن، أو باراك أوباما، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في حرص الرئيس الأمريكي على استعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعد سنوات من التدهور في ظل إدارة أوباما.


النفوذ الإيراني


لم تقتصر مؤشرات التقارب بين الولايات المتحدة والسعودية على الزيارة التي قام بها ترامب للمملكة العربية السعودية في مايو الماضي، والتي كانت الأولى للرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه، ولكنها امتدت إلى الحرص الشديد على التشاور مع السعودية ودعم الخطوات التي تتخذها سواء تجاه طهران أو أذرعها في المنطقة.


يقول موقع "آسيا تايمز" أن أخطاء الولايات المتحدة في تلك المنطقة لا تقتصر إدارة أوباما، حيث كانت نقطة الانطلاق من سلفه جورج بوش، والذي أقدم على احتلال العراق بذريعة امتلاكها سلاح نووي، هو ما سمح لزيادة النفوذ الإيراني بصورة كبيرة في العراق، وبالتالي منح إيران منطقة نفوذ جديدة في المنطقة، على حساب حلفاء الولايات المتحدة من السنة.


أما إدارة أوباما، بحسب الموقع الناطق بالانجليزية، فقد استكملت مشروع تمكين إيران من خلال قيادة الجهود الدولية لعقد الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية الكبرى، وهو الاتفاق الذي ساهم في رفع الحصار الاقتصادي الذي شهدته إيران لحوالي عقد من الزمان، وبالتالي استطاعت ممارسة دورها التخريبي في المنطقة دون قيود دولية.


التوازن الإقليمي


وبالتالي لم يجد الرئيس ترامب سبيلا لإعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط سوى التحرك الجدي نحو تقديم الدعم للمملكة العربية السعودية، ليس فقط لمجابهة النفوذ الإيراني الذي يمثل تهديدا صريحا لاستقرار المنطقة، ولكن من أجل تحقيق قدر من التوازن الإقليمي، والذي تراجع كثيرا منذ احتلال العراق لصالح إيران.


يبدو أنه ليست الولايات المتحدة وحدها هي التي تدعم الدور السعودي، وإن كانت الداعم الأكبر له، ولكن هناك خطوات جدية من قبل قوى دولية أخرى، لعل أبرزها روسيا والصين، وهو ما يبدو واضحا في حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعم الدور السعودي في الأزمة السورية، والتي تعد إيران أحد اللاعبين الرئيسيين فيها باعتبارها داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.


الأزمة السورية


الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن مشاركة مبعوثه إلى سوريا في اجتماعات المعارضة السورية، والمقرر عقدها في العاصمة السعودية الرياض بداية من يوم الأربعاء، كما انه أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وذلك قبيل اجتماع المعارضة السورية، وتزامنا مع القمة الثلاثية التي عقدت أمس الثلاثاء في منتجع سوتشي الروسي بين روسيا وإيران وتركيا حول الأزمة السورية.


اقرأ أيضا


خاص.. محلل سياسي سعودي: القرار العربي تاريخي ويتصدى لإرهاب إيران


توافق عربي ودولي حول مواجهة أنشطة إيران العدائية.. تعرف على التفاصيل