التوقيت الإثنين، 20 مايو 2024
التوقيت 02:13 ص , بتوقيت القاهرة

"بوتين" يجمع "أردوغان وروحاني" للتحضير لما بعد النزاع في سوريا

بعد لقائه المفاجئ الثلاثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في سوتشي، نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني "للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع" في سوريا، قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد في جنيف.


وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجرى في أستانا بين المعارضة السورية والنظام، نجحت في إقامة "مناطق لخفض التوتر" في إدلب "شمال غرب" وحمص "وسط" والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.


وجرت سبع جولات محادثات في أستانا هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلون عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها.


وسيبحث الرؤساء الثلاثة إمكانية عقد "مؤتمر حوار وطنى سوري" وهو مشروع أعلنته موسكو في أواخر أكتوبر على أن يجمع النظام والمعارضة السورية في سوتشي، غير أن مكونات رئيسية في المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.


من جهة أخرى تجتمع قوى المعارضة السورية في الرياض الأربعاء لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف التي ستتناول مسألتي الدستور والانتخابات في سوريا، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثنى مصير بشار الأسد.


ولطالما شكل مصير الأسد العقبة الرئيسية التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة، مع رفض دمشق المطلق مناقشة الموضوع أساساً فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسى بعد نزاع اوقع أكثر من 330 ألف قتيل خلال ست سنوات.


وتعتبر موسكو وطهران أن تنحى حليفهما سيؤدي إلى الفوضى في حين يرفض المعارضون المدعومون من أنقرة ومعهم الغربيون أي حل يكون الأسد طرفًا فيه انطلاقا من اعتبارهم أن النظام السوري مسؤول عن ارتكاب فظاعات.


ويجد النظام السوري نفسه اليوم بدعم مباشر من روسيا فى موقع قوة ميدانياً وعلى طاولة المفاوضات، لكن قياديين فى المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس وارداً.


- الأسد يشكر بوتين -


ويبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت قمة سوتشي بجنوب غرب روسيا ستتمكن من تحقيق تقدم على ضوء الخلافات القائمة فى وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وفي غياب أطراف أساسية مثل الولايات المتحدة والسعودية والأردن.


ويعمل الرئيس الروسي على إنجاح القمة ويأتي استقباله للأسد الاثنين فى سوتشى فى هذا السياق، مؤكدًا بذلك على موقع الرئيس السورى فى اللعبة الدبلوماسية. وكانت هذه أول زيارة له إلى روسيا وإلى الخارج منذ أكتوبر 2015 بعد قليل على بدء روسيا تدخلها العسكرى الذى شكل منعطفا فى النزاع.


وأتاح التدخل العسكرى الروسى عام 2015 للجيش السورى استعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة الاسلامية، ثم استعادة شرق حلب من الفصائل المسلحة المعارضة، وبعدها استعادة مدينة دير الزور من التنظيم الجهادى واخيرا مدينة البوكمال اخر مدينة تقع تحت تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا.


وقال بوتين لنظيره السوري: "فيما يتعلق بعملنا المشترك في مكافحة الإرهاب في سوريا، هذه العملية تشارف على الانتهاء"، وتابع: "أعتقد ان الوقت حان للانتقال إلى العملية السياسية".


من جهته، صرح الرئيس السوري: "نحن مهتمون في دفع العملية السياسية قدما (...) لا نريد أن ننظر إلى الوراء ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلًا في حل سياسي"، شاكرًا الرئيس الروسي لدفاعه عن "وحدة وسلامة أراضي" سوريا و"استقلالها".


حل سلمي


وبعد ذلك أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم تدهور العلاقات بين البلدين.


ووفق الكرملين فإن بوتين أكد "استعداده للعمل بشكل فاعل للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد للنزاع" استنادًا الى قرارات الأمم المتحدة، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة "الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال سوريا".


كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيسين شددا على الحاجة إلى إيجاد "حل سلمي للحرب الأهلية السورية، وإنهاء الأزمة الإنسانية، والسماح للاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم، وضمان الاستقرار في سوريا موحدة بعيدًا من التدخلات وخالية من الملاذات الآمنة للارهابيين".


وكان بوتين وترامب أصدرا بيانًا مشتركًا في الحادى عشر من نوفمبر رفضا فيه أي "حل عسكري" داعيين إلى "حل سلمي" في إطار عملية جنيف، غير أن البلدين يكشفان بصورة شبه يومية منذ ذلك الحين عن تعارض فى مواقفهما بشأن سوريا حيث يتدخل كلامًا عسكريًا.


من جهته أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني "النصر" على داعش فى العراق وسوريا، ناسبا هذا "النصر الكبير" إلى "العمل الاساسى للشعوب والجيوش السورية والعراقية واللبنانية". وأوضح للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون فى اتصال هاتفى معه الثلاثاء ان ايران تريد "تجنب تفتيت دول المنطقة وليس السيطرة عليها".


وعلى الرغم من تراجع حدة العنف، حذر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الثلاثاء فى تقرير بأن أكثر من 13 مليون شخص حوالى نصفهم من الأطفال بحادجة إلى مساعدة إنسانية فى سوريا.


وتراجعت وتيرة غارات التحالف الدولى بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية فى سوريا والعراق بشكل كبير مؤخراً لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بدء هذه العمليات العسكرية، وفق ما أعلن متحدث أمريكي باسم التحالف الثلاثاء.


اقرأ ايضًا

البيت الأبيض: ترامب وبوتين يتفقان على دعم جهود السلام في سوريا

بوتين: السلاح الروسي أثبت جدارته ضد الإرهابيين في سوريا