سوهاج – عمرو خلف

رغم أنهن من الصم وضعاف السمع إلا أنهن رسمن لأنفسهم طريقا للنجاح  بعد أن رفعن شعار "لا للبطالة" ، فلم يرضخن للأمر الواقع بأنهن من الصم وضعاف السمع إلا أنهن بكل عزيمة وإصرار تحدين أنفسهن رغم أنهن فتيات وقررن تعلم صناعة وإنتاج السجاد من الجلود من خلال أكاديمية  "سندان للحرف اليدوية" لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة سوهاج.

وفى خلال  7 أيام تعلم الفتيات إنتاج وصناعة السجاد من الجلود تحت إشراف المدربة صفاء مهران مدربة ذوي الاحتياجات الخاصة بسوهاج، وكان ذلك بمثابة حلم لهؤلاء الفتيات واللاتى اعتبرن أنهن حققن هدفهن المنشود من خلال مكافحة البطالة والعمل على فتح طريق لسوق العمل بالمحافظة .

في البداية، قالت صفاء مهران، المشرفة على تدريب الفتيات ذوى الاحتياجات الخاصة، إنها سعيدة بهذه التجربة مع الصم وضعاف السمع بمحافظة سوهاج، حيث إنها مقتنعة تماما بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم  المكفوفون والصم وضعاف السمع، فقد بدأت رحلتها مع ضعاف السمع من خلال التعامل معهم عن قرب  واكتشفت أنهم يمتلكون المواهب والقدرات،

وأضافت صفاء أنها توجهت للفتيات وعرضت عليهن فكرة صناعة السجاد من الجلود وتعليمهن ذلك رغم صعوبة التعامل معهن بدون لغة الإشارة  والتى لا تتقنها وساعدها فى ذلك أحد الأشخاص والذى كان سيقوم بالترجمة لها وتم الاتفاق على  تدريب الفتيات على تصنيع السجاد من الجلد مجانا  ليكون عملا لهن فى المستقبل ومكافحة البطالة ، وتم الاتفاق على تدريب 9 فتيات  من الصم وضعاف السمع علي السجاد الجلد تحت إشرافها وبمساعدة  المدرب عمر قطب  ووليد رضوان مدير الأكاديمية،  وكان التدريب لمدة 7 أيام فقط  ومدته 6 ساعات يوميا.  

وأشارت إلى أن المدرب عمر قطب  قام بتعريفهن بالخامات الخاصة بالجلد وكيفية شرائها والرسم عليها بعد تقطيعها سواء  الجلد  مربعا أو مستطيلا، بالإضافة إلى كيفية تصنيعه بالأشكال المختلفة من الجلد  ثم تخريمه وجدله بالخيوط  وفى خلال أسبوع تم تعليمهن وإكسابهن المهارات الجيدة والتدريب على تصنيع السجاد من الجلود، فهن الآن مؤهلان تماما للعمل .

فيما قالت ميرفت كمال،  إحدى الفتيات من الصم وضعاف السمع عن طريق لغة الإشارة، إنها سعيدة بهذه التجربة وكانت تتمنى أن تتعلم شيئا للعمل ومكافحة البطالة وعندما عرض عليها الفكرة محمود حسين، رئيس مجلس إدارة جمعية الصم وضعاف السمع، وافقت على الفور على التدريب عن طريق أكاديمية سندان على تصنيع السجاد الجلد وفى خلال 7 أيام أصبحت تملك مهارات في العمل .

وأضافت ميرفت أنها تتمنى  افتتاح مصنع  كبير لتصنيع السجاد الجلد،  مناشدة محافظ سوهاج بمساعدتها وزميلاتها فى ذلك وتبنى المشروع فهو سيقضى على البطالة فى المحافظة ويفتح سوقا جديدا للعمل .

فيما  قالت دعاء سنودي، إحدى الفتيات من الصم وضعاف السمع، إنها تدربت جيدا على تصنيع وإنتاج السجاد من الجلود، مشيرة الى أن هذا العمل أضاف لها الكثير  فى حياتها العملية وأقبلت عليه بكل عزيمة وإصرار  رغم الظروف التى تمر بها وأنها نجحت نجاحا كبيرا فى تصنيع السجاد  وخاصة سيفتح لها العمل دون انتظار للوظائف .

وأضافت دعاء أن التدريب فى الأكاديمية كان أسبوعا واحدا فقط تعلمت فيه كيفية تصنيع السجاد وأنها تتمنى الاشتراك مع زملائها فى فتح مصنع كبير داخل المحافظة، مطالبة المحافظ بمساعدتهن فى شراء الخامات الخاصة بذلك لارتفاع ثمنها وإنتاج كميات كبيرة من السجاد  المصنوعة من الجلود داخل المحافظة.

اقرأ أيضًا :

"المشاريع القومية" طريق الدولة للحد من الهجرة غير الشرعية