التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 12:15 م , بتوقيت القاهرة

بعد تصريحات أويحي.. هل تتخلى الجزائر عن حيادها تجاه قطر؟

يبدو أن دائرة الغضب تتسع تجاه السلوك القطري المشبوه سواء تجاه دول الجوار، أو في منطقة الشرق الأوسط ككل، في ظل قيام الإمارة الخليجية بدعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها وإيواء عناصرها، بالإضافة إلى تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من أجل زعزعة استقرارها وارتمائها في أحضان القوى غير العربية، وعلى رأسها إيران وتركيا.


فبعد أن امتد الغضب العربي تجاه قطر إلى العديد من الدول الأخرى سواء في إفريقيا أو أوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة، كانت أحدث الدول التي بدأت في تغيير مواقفها هي الجزائر، وذلك في ضوء التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء الجزائر أحمد أويحي، إبان الحملة الانتخابية الخاصة بحزبه في إحدى المدن الجزائرية.


خطورة الدور القطري


أويحي يبدو مدركًا لخطورة الدور القطري، وأبعاده، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في تصريحاته، التي أكد خلالها سعي الإمارة الخليجية نحو تدمير العديد من الدول العربية، وهو الأمر الذي ربما يؤدي إلى تغيير كبير في المنحى الجزائري المحايد تجاه الأزمة القطرية في المرحلة المقبلة، خاصة أن الرجل يشغل حاليًا منصب رئيس الوزراء في البلاد.


المسؤول الجزائري البارز أكد بوضوح شديد تورط قطر في نشر الفوضى داخل الدول العربية خلال ما يسمى بالربيع العربي، مستشهدا بما قاله رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، حول تخصيص بلاده ميزانية ضخمة تقدر بحوالي 130 مليار دولار لتدمير سوريا وليبيا واليمن، موضحًا في الوقت نفسه أن الجزائر كانت أحد أهم الأهداف القطرية.


النهج القطري


ولعل السلوك المشبوه الذي تتبناه قطر تجاه الدول العربية لم يبتعد عن الجزائر، حيث أصدر زعيم الجبهة الإسلامية الجزائرية للإنقاذ المنحلة، عباسي مدني، بيانًا من قطر في الأسبوع الماضي، دعا خلاله إلى مقاطعة الانتخابات، وهو الموقف نفسه الذي تبناه من الانتخابات التشريعية التي عقدت في شهر مايو الماضي.


ويبدو أن وجود المعارضين الجزائريين، الموالين للتيارات الإسلامية المتطرفة، داخل الإمارة الخليجية دليل دامغ على استمرار النهج القطري ليس فقط للدول التي أعلنت مقاطعتها، ولكن أيضا تجاه الدول الأخرى التي تبنت موقفا محايدا، وهو الأمر الذي يمثل امتدادا للسياسات القطرية الداعمة للإرهاب.


التصعيد محتمل


كانت الحكومة الجزائرية طالبت، في أعقاب الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، بالحوار بين مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى حل للأزمة الراهنة، وهو الموقف الذي اعتبره قطاع كبير من المحللين باعتباره موقفًا محايدًا.


ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت الحكومة الجزائرية ستبقى على موقفها الحالي، أم أنها سوف تتجه نحو مزيد من التصعيد ضد الإمارة خلال المرحلة المقبلة، بالانضمام للرباعي العربي المكافح للإرهاب.


اقرأ أيضًا..


تصريحات تنظيم الحمدين تجاه مصر .. محاولة تقارب أم مراوغة جديدة ؟


"من يهن يسهل الهوان عليه"... قطر تضع نفسها رهن سخرية نظام إيران