التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 06:03 ص , بتوقيت القاهرة

إنسانية دولة

خلال منتدى شباب العالم، الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ، خصصت إحدى الجلسات لمناقشة قضية اللاجئين على مستوى العالم، وفي هذه الجلسة استعرضت الدولة المصرية تجربتها في التعامل مع اللاجئين، والتي لم تتاجر بها يوما ولم تساوم بها مطلقًا.


أكدت الدولة المصرية نصًا وصراحة أنها لا تستخدم تعبير اللاجئين على ضحايا الإضطرابات والعنف في العالم، كما أعلنت أن موقفها من هذه القضية بأنها لا تبني مخيمات ومعسكرات للنازحين واللاجئين والمهجرين على الإطلاق، حيث تعتمد على سياسة احتواء اللاجئين ودمجهم في المجتمع بشكل مباشر.


المؤكد أن الدولة المصرية تتعامل بمنتهى الإنسانية والمصدقية تجاه قضية اللاجئين ولا تفرق في التعامل بين كل الموجودين على أراضيها بشكل رسمي، وتحديدًا فيما يخص الخدمات المتاحة بشكل كامل أمام اللاجئين والمصريين سواء، وكلاهما يحصلون على نفس مستوى الخدمات المدعومة من الحكومة، وأضف على ذلك أنه نادرًا ما رفضت الدولة المصرية استقبال اللاجئين أو أنها ضيقت عليهم، بالعكس فمنذ غزو العراق لدولة الكويت وحتى الآن والدولة المصرية تستقبل العراقيين والليبيين والسوريين واليمنيين، ومن قبلهم اللبنانين والفلسطينيين، بل بالعكس كانت جمهورية مصر العربية دائمًا الملاذ الأول الذي يفكر فيها مواطني تلك الدول.


التجربة المصرية مع اللاجئين، كشفت عن أن أكثر من 50% من اللاجئين المقيمين في جمهورية مصر العربية من السوريين ويليهم السودانيين ثم الاثيوبيين والأرتريين ثم جنوب السودان، وفي إعتقادي أن وقت غزو العراق كان العراقيين الأكبر عددًا، وكذلك مع كل أزمة يمر بها الوطن العربي تكون الدولة المصرية، هي الهدف الأول الذي يلجأ له ليس النازحين فقط، ولكن الحكومات أيضًا.


ولأن الدولة المصرية دائمًا حاسمة لأمرها في السياسة الخارجية بأن لكل دولة سيادتها ولكل شعب الحق في تحديد مصيره، ودائًما ما أعلنتها صراحة برفض سياسة تنفيذ معسكرات ومخيمات النازحين واللاجئين، لأن الدولة المصرية تعد بمثابة الوطن الثاني، ولأن هؤلاء اللاجئين يجب أن يسعوا لإصلاح الأوضاع في وطنهم وأن يعودوا إلى منازلهم مرة أخرى حيث مكانهم الطبيعي الذى يحصلون فيه على كامل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.


لذلك اعتمدت الدولة المصرية سياسة دمج اللاجئين في المجتمع المصري والحرص على أن يكونوا جزء من نسيج المجتمع المصري، بينهم الفقراء وبينهم الأغنياء وبينهم أبناء الطبقة المتوسطة، مثلهم مثل الشعب المصري، وفي المقابل لا تزايد الدولة المصرية على دول العالم باستقبالها للاجئين ولا تطلب بالحصول على منح وهبات من دول العالم والجهات المانحة الدولية، مقابل فتح أراضيها لاستقبال اللاجئين كما تفعل بعض الدول، ففي بعض الدول التي تفتح مخيمات ومعسكرات اللاجئين، لا يحصل سكان هذه المخيمات على فرصة للتعليم ولا العمل والمسكن الملائم، في المقابل تتيح الدولة المصرية وتحرص على أن يحصل اللاجئين على كل هذه الحقوق مثلهم مثل المصريين.


إن الدولة المصرية في قلب منطقة مليئة بالإضطرابات والنازحين والعنف المستمر منذ سنوات ولاشك أن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يتعرض لها النازحين في منطقة الشرق الأوسط، يفرض مسئولة لإحتواء المهجرين قصرًا من أوطانهم، وأظن أن تجربة الدولة المصرية في إحتواء كافة اللاجئين الذين وصلوا إلى أراضيها، هي تجربة فريدة ومميزة بالمقارنة للطريقة التي استقبلت بها الدول الأوربية اللاجئين الذين وصلوا لها.