التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 11:20 ص , بتوقيت القاهرة

قطر تتوجه نحو إفريقيا.. بحثا عن دعم دولي أم سعيا وراء النفوذ؟

يبدو أن إمارة قطر أصبحت تطرق كل الأبواب المتاحة، لعلها تجد ملاذا جديدا يخفف عنها تداعيات المقاطعة سواء من الجانب الاقتصادي أو الدبلوماسي، خاصة مع الأزمات المتواترة التي ضربت اقتصاد الإمارة الخليجية من جانب، وكذلك تواري دورها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، من جانب آخر، منذ الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاهها في يونيو الماضي.


حاولت قطر أن تجد بديلا بارتمائها في أحضان كلا من إيران وتركيا، منذ بداية الأزمة، إلا أن هذا الأمر ربما لم يكن كافيا، وسعت مؤخرا لاستكشاف القارة السمراء، بحثا عن دور أو دعم دبلوماسي في ظل أزمتها الراهنة مع دول الجوار، وهو الأمر الذي بدا واضحا في الزيارات التي يقوم بها عدد من المسئولين الأفارقة للدوحة، من بينهم رئيس الوزراء الإثيوبي، وكذلك رئيس غانا.


دعم الصومال


التحرك القطري نحو إفريقيا ربما ليس بجديد، إلا أن القارة الإفريقية لم تكن محل اهتمام كبير من قبل الأسرة الحاكمة في قطر بصورة كبيرة إلا في الأشهر الماضية، حيث كانت البداية في الصومال، حيث سعى النظام القطري إلى توطيد علاقته بالحكومة الصومالية، وتحرك لتجنيد مجموعة من الشباب الصومالي، مقابل مبالغ طائلة من الأموال، ومنحهم تدريبات عسكرية في الدوحة، تحت دعوى محاربة الميليشيات المتطرفة.


خطوة قطر ربما تهدف في الأساس لتقويض الدعاوى التي تتبناها بعد الولايات الصومالية، حول ضرورة قطع العلاقات مع قطر، في ضوء الدور المشبوه الذي تقوم به الإمارة الخليجية، في دعم التنظيمات الإرهابية.


سلاح الاستثمار


إلا أن توجه "تنظيم الحمدين" الحاكم في قطر نحو إفريقيا لا يقتصر على الصومال، حيث أنها تسعى نحو توسيع علاقاتها بقوى أخرى مؤثرة في القارة السمراء، من بينها إثيوبيا وغانا.


الحكومة القطرية اعتادت على استخدام سلاح الاستثمارات والدعم المالي للمشروعات التنموية من أجل استقطاب القوى الدولية المؤثرة، وهو ما بدا واضحا في التعامل القطري حتى مع العديد من القوى الأوروبية من أجل الفوز بدعمها أو على الأقل تعاطفها فيما يتعلق بأزمتها الراهنة مع دول الجوار.


منطقة نفوذ جديدة


من جانب آخر، يبدو أن قطر تسعى لإيجاد منطقة نفوذ جديدة لها في إفريقيا، بعد أن تلاشى دورها تماما في الشرق الأوسط، في مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة، خاصة وأن قضايا القارة المتعلقة بالتنمية أو الإرهاب ربما تفتح بابا جديدا يمكن للنظام القطري أن يجد فيه تعويضا عن الخسائر المتلاحقة التي تواجهها في الشرق الأوسط..


إلا أنه بالرغم من ذلك تبقى العديد من التحديات التي تواجه الإمارة الخليجية لتحقيق نجاح كبير في هذا الإطار، حيث أنها تواجه العديد من دول القارة التي تدرك خطورة الدور القطري في دعم الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة، من بينها ليبيا وتشاد واللتين اتهمتا قطر في عدة مناسبات بدعم الميليشيات والسعي لزعزعة الاستقرار داخلهما.


اقرأ أيضًا..


هل هناك علاقة بين اعتقال "العمودي" وزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي لقطر ؟


خاص| صحفي صومالي: قطر جندت ألف صومالي من الجنوب لتلقي التدريبات بالدوحة