من برشلونة إلى الأهلي.. الريمونتادا؟ "سداسيات أتلفها الهوى"
"وضاع حلم التاسعة".. بعدما أطلقت جماهير الأهلي العنان لخيالاتها وآمنت الأنفس بمعانقة المجد من جديد والظفر بالأميرة الإفريقية، هبطت طائرة أحلام الجماهير الحمراء لتسقط في هاوية "جحيم كازابلانكا" على يد الوداد.
"هل رأيتني يا صديقي وأنا أعانق المجد؟".. تلك كانت أحلام مشجع أهلاوي وضع حلمه بين أقدام لاعبي فريقه، مستعدًا لفرحة هيستيرية بتحقيق اللقب التاسع في البطولة الأعرق، دوري أبطال إفريقيا، بعد سلسلة من النتائج الرائعة في الأدوار الإقصائية.
حلم نبت رويداً رويداً من قلب ملعب "رادس" بعد إسقاط الترجي في عقر داره بثنائية بعد التعادل في الإسكندية ذهابا، فجاء نداء الأميرة الإفريقية من بعيد، لكن لم يكن الصوت صاخبا حتى حضرت "الريمونتادا".
أي تاريخ قد صنعت يا أهلي؟ أي انتصار مذل قد حققت؟ وأي جريمة قد ارتكبت؟.. لم تتعانق الأحلام مع الخيال لتصنع مشهداً ساحراً كما فعلت أقدام لاعبي المارد الأحمر في برج العرب.
البداية هزيمة بهدفين في "سوسة" أمام النجم الساحلي، أما مشهد النهاية فكان أحمر اللون، مكسياً بقميص اشتهر بـ"روح الفانلة الحمراء"، بلغ فيه رجال الأهلي قمة المجد بعودة تاريخية في قلب الإسكندرية بستة أهداف لهدفين.. أي إهانة تلك التي فعلت؟ ليأتي نداء الأميرة من جديد، لكنه كان قريبا تلك المرة، فالصخب خالط الصوت بعدما كان متخفياً في الأدغال "التاسعة يا أهلي".

تردد النداء هنا وهناك بعد "ريمونتادا" أفاقت النائمين وصفعت الشامتين وأحدثت هزة أرضية في كافة أرجاء القارة.. "كبير أفريقيا لا يُهان"، ليعيد المارد الأذهان إلى تلك العودة المشابهة لفريق كتالوني اسمه برشلونة ونعته "بلوجرانا".
عملاق إسبانيا سبق الأهلي في صنع عودة تاريخية مشابهة بعدما دُكت حصونه على يد باريس سان جيرمان في العاصمة الفرنسية، باريس، برباعية ثقيلة على قلوب مشجعيه، فجاء الرد قاسيا في "كامب نو".

البارسا أحدث صخباً عارماً بسداسية أهانت رجال العاصمة الفرنسية، انتصار مهين أنسى الجميع رباعية كادت تعلق في الأذهان، لكن ريمونتادا الكتالونيين طوت تلك الصفحة بلا رجعة، لكن مشهد النهاية أتى بما لا تشتهي سُفن البلوجرانا، يوفنتوس يضرب البرسا بثلاثية في نصف نهائي "الأبطال" ليرسل برشلونة والريمونتادا إلى الجحيم.
وعبر البحر الأبيض المتوسط، انتقلت لعنة ريمونتادا السداسية إلى المارد الأحمر، فذهبت سداسيته في شباك النجم إلى ذاك الجحيم، بعدما فرض الوداد كلمته في الأراضي المغربية ليصفع حلم التاسعة، ويحفر بيده مجدًا كتبه بأحرف أبكت مشجعي الأحمر "ريمونتادا السداسية بضاعة أتلفها الهوى".