التوقيت الأحد، 28 أبريل 2024
التوقيت 12:12 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكرى وفاته الـ13.. الشيخ زايد من قصر الحصن إلى اتحاد الإمارات

يصادف وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 19 من رمضان عام 1425 هجرية، الموافق 2 نوفمبر من العام 2004، أول حاكم ورئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام بدور كبير في توحيد إماراتها السبع، وانتخب رئيسا للاتحاد.


المولد والنشاة


ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن بمدينة أبوظبي عام 1918، والده الشيخ سلطان بن زايد كان حاكماً لإمارة أبوظبي من (1922-1926م). وكان الشيخ زايد الابن الأصغر من بين أربعة أشقاء، وسُمِّي باسم جدِّه زايد بن خليفة المعروف بـ"زايد الأول" الذي حكم الإمارة من (1885-1909م). 


وأظهر شغفاً متزايداً بكل ما يمتّ إلى العربي الأصيل، كالصيد بالصقور، وركوب الهجن العربية الأصيلة والخيل، وإتقان الرماية. وتشكَّلت شخصيته في فجر شبابه عندما كان في مدينة العين، واستمد الكثير من صفائها ورحابتها. واكتسب صفات الزعامة والقيادة السياسية التي اتسمت بها شخصيته الفذة.


وتقلد  عددا من الوظائف والمسؤوليات قبل حكم أبو ظبي وتوحيد الإمارات، وعقب إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة عام 1972 فانتخب الشيخ زايد رئيسا للاتحاد وقائدا أعلى للقوات المسلحة.


إصلاحات


مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينيات القرن العشرين، بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي قلَبَ المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962 باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصُّعُد: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.


وكانت السياسية أبرزها، إذ كان البلد في أمسِّ الحاجة إلى رؤية جديدة للحكم لتتصدى لتلك التحديات، وتخطط تخطيطاً ناجحاً لاستغلال أمثل لعوائد النفط، فجاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون حاكماً لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 مواكباً تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي. 


بدأ الشيخ زايد بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، فشرع يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وقضايا الإسكان لأفراد الشعب، ووضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وبدأ يدفع أبناء شعبه إلى المشاركة بكل طاقاتهم في هذه العملية، ودعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمضِ أيام على تسلمه مقاليد الحكم حتى أعلن إقامة حكومة رسمية حديثة بالإدارات والدوائر، وأوكل عليها المهام اللازمة لتسيير أمور الدولة.


أولويات


كان من ضمن أولوياته: شقّ الطرقات، وبناء جسر يربط جزيرة أبوظبي باليابسة، وإقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية، وإنشاء ميناء ومطار، وتغير وجه أبوظبي؛ فغدت ورشة عمل في كل اتجاه، وأصبح صوت الآلات في كل حدب وصوب، وانتقل آلاف السكان من سكن "العشيش" إلى المنازل الحديثة، وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء، ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت، وانتقل التعليم من نظام "المطاوعة" إلى النظام الحديث في التعليم، وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد، وفتحت عشرات الفصول الجديدة لنظام محو أمية لمن فاتهم قطار التعليم، وبدأت العيادات تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء بعد أن حرموا الرعاية الصحية طويلاً، ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود.


اتحاد الإمارات


عندما أعلنت بريطانيا عام 1968 نيتها سحب قواعدها من شرق السويس، أصبح لزاماً على الإمارات أن تخطو خطوة تغير بها وجه التاريخ بالمنطقة، ولاسيما أن منطقة الخليج العربي تُعَدّ لقمة سائغة للطامعين. قام الشيخ زايد مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك ببادرة كان لها عظيم الأثر فيما جاء بعدها من أحداث؛ فكانت اتفاقية السميح التي وقّعا عليها في الـ 18 من فبراير عام 1968.


التي فتحت بدورها الباب لخطوات كبيرة تلتها؛ فَجَرتْ مباحثات الاتحاد التساعي بين الإمارات السبع وبين: البحرين، وقطر، وآلت الأمور في النهاية إلى قيام اتحاد الإمارات باسم "دولة الإمارات العربية المتحدة" بعد أن أعلنت البحرين وقطر استقلالهما.


قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وانتخب الشيخ زايد بإجماع حكام الإمارات أول رئيس للدولة الفتية لمدة خمس سنوات، وجَدَّد له المجلس الأعلى ثقته فيه بانتخابه عدة مرات، فكان هو الرئيس، وهو الباني، وهو الوالد الحاني على أبناء أمته، وانتخب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً له. 


اقرأ أيضًا..


أبوظبي تغزو "المريخ".. الإمارات تخطط للوصول إلى الكوكب الأحمر في 2020


"هايبر لوب" و"مدينة المريخ".. الإمارات تبهر العالم بأحدث صيحاتها


بعد الإمارات والسعودية.. الخليج يدخل عصر "المفاعلات النووية"