التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 07:50 م , بتوقيت القاهرة

العم طه الجنايني.. جزء من اللوحة التي وضعها الله بيده

يجلس عمي طه ليختم صلاته في خشوع على سجادة خضراء من العشب الرطب، يطرح وراء ظهره هموم الدنيا ومشاغلها، زاهدا فيها كأنه يملك هذه "الفيلا" التي يعمل فيها "جنايني".


لم يكن أحد ليعرف عمي طه، لولا هذه الصورة التي نشرها له المهندس محمد شريف، والتي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح حديث الجميع، وخاصة بهذا التعليق البسيط: "عم طه الذي يعمل في حديقتي.. أظن في الآخرة سأعمل أنا في حديقته".


صورة العم طه


"رجُل بسيط المظهر، يتكلم بأدب، ولا يُلقي بكلامً عبث، استعنت به لتقليم الزرع في حديقتي، فوجدته لا يُنافقني أو يتودد إليّ واعتدت مراقبته، بدون أن يشعُر هو، فكان مثل جزء من اللوحة التي رسمها الله بيده.. سماء صافية و زرع نضر وبحر أزرق رائق و عم طه"، يرسم، بعناية وحب، صاحب الصورة المتداولة، كواليس التقاطها، وسبب وصفه الذي زرع الفضول في كثير من المُعلقين لديه: " أظن في الآخرة سأعمل أنا في حديقته".


كواليس التقاط الصورة


احتفظ المهندس محمد شريف بكواليس هذه العلاقة، ولولا الإلحاح والفضول ما أفصح عن شي، ربما يخشى خدش حياء الرجل "الرائق".


يقرر المُهندس "محمد" الخروج عن صمته: "سألني بعض الأصدقاء عن تفاصيل قصتي مع عم طه، هذه هي قصتي، كان يتحرك من مكان لأخر كأنه يرقص مع صوت الهواء يداعب الغصون و ترانيم طيور بعيدة خافتة، فجأة و بسلاسة و تلقائية توجه عم طه إلي قبلته كبر وركع وقام وسجد.. سجد الرجل في قلبي.. كان سجوده و جلوسه لمسة تعبيرية أضافها الله للوحته وأكمل بها إبداعه في عيني.. مددت يدي بأجره فأبي، و قال بصدق (لا يا بيه.. هذا عملي)، قلت له و هذا يا باشا ليس أجرا.. اعتبره هدية من الله وليس أجرا مني فلا ترد مرسال ربك.. أخذ النقود بشموخ الملوك وتواضع القديسين".  


تستمر الصورة في الانتشار، تجتذب مزيدا من المريدين، ومزيدا من المعلقين، والكل يهتف ببساطة عم طه، الذي كان سببا في إضفاء لمسة صدق وشفافية على لوحة الفيس بوك المتخمة بالمنشورات التي تشتكي سوء طباع البشر في عالم لا يرحم، وما أكثرها.


اقرأ أيضًا:


مصطفى شحاتة: تدوينات الـ "سوشيال ميديا" لا ترقى لمقالات الرأي


مغردون يبحثون عن أجواء الزمن الجميل.. و"زمان حلو عشان" يتصدر تريند اليوم