حياة الإنسان انعكاس لطريقة تفكيره، سواء كانت سلبية أو إيجابية، وأفكاره انعكاس لتصوراته، فالأفكار السلبية تترك أثرها السيء وكثيرًا ما كانت سببًا في إضاعة الفرص الذهبية، وتمنع أن يمضي الإنسان قدمًا لتحقيق أهدافه، فالفكر السلبي يضخ كمية من اليأس قادرة على السيطرة على حياة الإنسان بشكل عجيب، وغالبًا ما يسيطر هذا التفكير على حياة الإنسان ويسرق منها السعادة وراحة البال.

ونستطيع توضيح مفهوم التفكير السلبي فهو مماثل للتشاؤم، أو تقدير النتائج السلبية قبل أن تحدث مما يمنع الإنسان من بدء العمل، لأنه ببساطة قدّر لنفسه الفشل مسبقًا، وهنا تكمن أهمية أن يسعى الشخص لتحويل أفكاره السلية إلى أفكارٍ إيجابية، وتحويل التشاؤم إلى تفاؤل.

أسباب التفكير السلبي 

1- من أهم أسباب التفكيرالسلبي هو ضعف الثقة بالنفس، والإحساس بالعجز الدائم، وغالبًا ما ينتج ضعف الثقة بالنفس من الانسياق وراء المؤثرات العاطفية والانفعالية، فكلما كانت شخصية الفرد قوية وكلما كان واثقًا من قدراته وشخصيته، انعكس ذلك بأثرٍ جيدٍ على تفكيره فيكون إيجابيًا، وكلما كانت شخصيته مهزوزة وضعيفة كلما كانت أفكاره سلبية متشائمة.

2- التفكير السلبي ينشأ أيضًا نتيجة موقف أو حالة مر بها الشخص خلال حياته مثل تعرضه للانتقاد والتهكم أمام الجميع، فتركت لديه انطباعًا سيئًا.

3- الحساسية الزائدة فى التعامل مع المواقف المحرجة تولد فكرًا سلبيًا، وكذلك ترسب المواقف السلبية لدى الشخص منذ الصغر.

 4- أن يعقد الشخص مقارنة بينه وبين أقرانه في نفس العمر أو التخصص، مع تجاهل مواطن القوة لديه.

5- التركيز على مناطق الضعف، وعدم التركيز على تطوير مناطق القوة.

6- تضخيم الأمور الصغيرة وجعلها مشاكل معقدة تترك أثرها السلبي، البعد عن المشاركة الاجتماعية والاندماج في المجتمع، الفراغ الفكري وما يولده من شحنات فكرية سالبة، فعدم وجود هدف واضح يتيح المجال للأفكار السلبية للنمو والتكاثر، وكذلك الفراغ يخلق بيئة خصبة لزيادة الأفكار السلبية.

7- الأصدقاء السلبيون المتشائمون يؤثرون على تفكير الشخص، خاصةً وإن كان سريع التأثر بكلام الآخرين، وكذلك الخوف والقلق الدائم والتفكير في مستقبل يسوده الصعوبات والمشاكل.

8- من أسباب التفكير السلبي أيضًا، الاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية، تأثر الشخص من بيئته المحيطة بشكل كبير، فمن الطبيعي أن يتأثر الشخص ببيئته، ولكن عندما يزداد هذا التأثير بشكل ملحوظ تكمن المشكلة، فهناك أشخاص يتأثرون ليس فقط بمشاكل من حولِهم، بل يتعدى ذلك إلى التأثر بالأفلام السلبية والكتب والمقالات التي تحمل طابع التشاؤم.

طرق التخلص من التفكير السلبي

بعد أن ذكرنا أسباب التفكير السلبي، لابد من معرفة طرق التخلص منه، والتي نستعرضها فيما يلي:

1- أهم ما في الأمر تنمية الثقة بالنفس، ويتم ذلك عن طريق تأمل الذات وتقدير مواهبنا، فكل شخص يتمتع بمميزات تجعله مختلفًا عن غيره، ويكمن السر هنا في التركيز على الصفات الشخصية الإيجابية، والنظر بصورة جديدة للصفات السلبية ومحاولة القضاء عليها.

2- مخالطة أشخاص إيجابيين وخلق بيئة تساعدك على أن تبدأ في التفكير الإيجابي.

3- التوازن النفسي والعاطفي أمر ضروري، ويمكن الحصول عليه عن طريق الاسترخاء والراحة.

4- راقب أفكارك فأنت بذلك تراقب أسلوب حياتك، حاول أن تقضي على كل فكرة سلبية بداخلك، واترك مجالًا واسعًا لأفكارك الإيجابية.

5- لا يمكن للشخص أن يفكر بالشيء ونقيضه في نفس الوقت، فلا يمكن التفكير بالراحة والشقاء معًا، أو النجاح والفشل، ركز أفكارك على الناحية الإيجابية في كل المواضيع.

6- التفكير الإيجابي يمكن أن يُدرس ، فمن الممكن أن تحصل على مهارات التفكير الإيجابي من خلال ضورة تدريبية تكسب من خلالها مزيدًا من العلم والثقافة في هذا المجال.

7- إياك والانطواء الذاتي والعزلة، فهي تشكل بيئة خصبة للتشاؤم.

8- ميّز بين الحقيقة والخيال، ولا توهم نفسك بنتائج صحيحة في حين أنها لم تكتمل بعد.

9- سيطر على غضبك ولا تنفعل، حتى لا تتخذ قرارات متسرعة تندم عليها مستقبلًا.

10- اعتمد على إرادتك القوية، فالفرق بين الإنسان الناجح والفاشل يتمثل في الإرادة، فمن يملك الإرادة القوية والطموح العالي يملك القوة، ومن يفقدهم يستسلم.

11- اعتنِ بحديقتك، ويمكننا هنا تشبيه العقل بالحديقة التي يتوجب علينا الاهتمام بها وزراعتها بأجمل الأشجار والزهور، ولكن ذلك لا يكفي فلكي تنمو تلك النباتات الجميلة لابد من إزالة كل العشب غير النافع من حولها، حتى تتمكن من النمو بشكل صحيح.

12- كن مستعدًا للحظ السيء في أي وقت، ونوّع في أفكارك حسب الأهداف التي تود تحقيقها.

13- اقضِ على الفيروسات التي تهاجم عقلك، مثل :"لا أستطيع، ليس الآن، لقد فات الأوان، مستحيل"، فكلها كلمات من شأنها أن تُضيّع عليك الفرص، إن لم تقضِ عليها وتتخلص منها.

14- "بحر الأحلام واسع"، فلا تبخل على نفسك بالدخول فيه، واجعل طموحك مناسبًا لأحلامك، وافتح المجال لحلمك لكي يجدد حماسك ويشعله للعمل والرغبة من أجل النهوض.

15- اجعل من الماضي درسًا تتعلم منه، ولا تقف طويلًا للبكاء على ما مضى.

استراتيجية الأوتوجونيك

هي من أهم الاستراتيجيات التي تساعد على التفكير الإيجابي، ومن أول البلاد التي استخدمتها اليابان، وقامت بتطبيقها على الفرق الإدارية، وتعتمد على الإيحاء "التنويم المغناطيسي" والعلاج بالطاقة البشرية، وأصبحت بعد ذلك تستخدم كعلاج.

كانت بداية استخدامها لدى لاعبو كرة القدم والتنس، ثم بعد ذلك استخدمت في المجالات الإدارية المختلفة، حيث يجلس الشخص في مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء، ويرتدي ملابس مريحة، ويحضر معه كأسًا من الماء مملوءً إلى المنتصف، وتبدأ الطريقة بأن يفكر الشخص في تحدٍ موجود بحياته ثم يقوم بكتابة الأسباب التي وجدت ذلك التحدي، وكتابة المتاعب التي تسبب فيها هذا التحدي، وبعد ذلك يقوم بكتابة الهدف "الطريقة التي سوف يتبعها لإزالة هذا التحدي"، ثم يكتب الشخصية التي سوف يعتمدها لتحقيق هذا الهدف والمهارات التي يريد أن يطورها للوصول إلى تلك الشخصية مثل: "اللباقة في الكلام، أو التحدث أمام الجمهور وغيرها".

تمرين للاسترخاء

اشرب كمية من الماء وتنفس عبر أنفك ببطء، وخذ نفسًا لمدة 4 ثوانٍ واملأ به رئتيك، ثم احتفظ به لمدة ثانيتين، واخرجه عن طريق الزفير لمدة 8 ثوانٍ أو أكثر، فكلما زادت مدة الزفير أدى ذلك لاسترخائك بصورة أكبر.

إذا اتبعت تلك الطريقة تستطيع إقناع عقلك الباطن بهدفك فيساعدك على تحقيقه، وعند تكرار ذلك لأكثر من مرة يساعد ذلك على إقناع اللاوعي وتصل إلى هدفك.

اقرأ أيضًا:

"الفيل الأزرق".. رحلة تأخذك إلى عالم ما بعد الموت

كتاب يكشف عن أكثر 8 أشياء تشعرك بـ"الندم" حين تشيخ