التوقيت الثلاثاء، 19 مارس 2024
التوقيت 10:32 ص , بتوقيت القاهرة

بجائزة "كتارا".. تميم يحاول "غسيل سمعة بلاده" في المنطقة العربية

دائمًا ما تثير قطر الجدل على الساحة العربية، خاصةً بعد ثبوت تورطها في دعم الإرهاب، على خلفية أزمتها مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلع يونيو الماضي، واتخاذها مسارات لتلميع وجهها القبيح عبر مشروعاتها الثقافية، مثل جائزة "كتارا" للرواية العربية، وذلك بهدف التغطية على فضائح الإمارة الخليجية عبر الأوساط الثقافية، رغم عدم تمتع الدوحة برصيد ثقافي أو إرث فني عتيق مثل نظيراتها من دول المنطقة.


 


"كتارا" سيئة السمعة


بعد أيام من اندلاع أزمة الدوحة مع محيطها الخليجي والعربي، ناشد الناقد الدكتور صلاح فضل المثقفين بضرورة مقاطعة مشروعات قطر الثقافية، مثل جائزة "كتارا" للرواية العربية، وذلك بعد قرار قطع العلاقات معها، والذي اتخذته كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات وغيرهم من دول المنطقة.


وقال فضل - في تصريحات صحفية له - إنه "يترتب على قرار قطع العلاقات مع قطر أن غسيل السمعة الذي كان يبغيه القطريون بالتمويل الضخم لبعض المشروعات الثقافية مثل جوائز "كتارا" ومشروعات خدمة اللغة العربية وغيرها من المشروعات البراقة في الظاهر، أصبح أمرًا لابد للمثقفين العرب من اتخاذ موقف حاسم في مقاطعته وسحب الثقة منه، وكشف الأغراض الخبيثة الكامنة ورائه من تحسين الصورة، واستقطاب أصوات المثقفين العرب، لضمان تأييدهم أو على الأقل عدم نقدهم للدويلة الصغيرة".


وناشد صلاح فضل بهذه كل من تعاون مع النظام القطري الخائن للعروبة والمضاد للسلام، أن يراجع موقفه ويغلب الحس الوطني والقومي والإنساني على أي مصالحة خاصة تأتي للتعامل معه، أناشد جميع المثقفين المصريين وبخاصة الشباب منهم مقاطعة هذه الكيان وعدم منحه أي بادرة لمصداقية أو تأميل الخير منه لأن أغراضه في تدمير الثقافة والوعي والإنسانية تأكدت بالقرائن القاطعة.


ووجهت الاتهامات ذاتها للجنة تنظيم الجائزة، في العام 2015، بعد تعمد التعتيم الإعلامي، وعدم الكشف عن أسماء أعضاء لجنة تحكيم الجائزة حتى الآن.


ويبقى أن كل ما كشفت عنه اللجنة المنظمة للجائزة القطرية "كتارا" حينها، أن مصر كانت في صدارة المشاركات من حيث العدد، فوصلت للجنة أكثر من 240 رواية مصرية، غالبيتها غير منشورة، كما أن هناك مشاركات من دول المغرب العربي، في مقدمتها المملكة المغربية، تليها الجزائر، بالإضافة إلى روايات من دول غير عربية مثل، إيران، وتشاد، وإرتيريا.


 


استيراد الثقافة


وتقسم السياحة لدى قطر إلى سياحة ثقافية، وسياحة تاريخية، وأخرى للمغامرات، والسياحة البحرية، وهو التقسيم الذي يبعث على السخرية؛ فأى ثقافة وتاريخ تتحدث عنه قطر، فليس لديها شئ يخصها سوى ما ندر، حيث قاعة الزيارة، وبعض من القلاع التي لم تكتسب أى شهرة عالمية وسط الآثار والحضارات المختلفة من مصرية وبابلية وآشورية وفينيقية؛ فهى دولة لا تتعدى مساحتها 12 ألف كم مربع، وتعتمد فقط على أساليب العصر الحديث الذي تنتمي له.


وفي لافتة تثير الانتباه أن متحف قطر الوطني، والذي يعد المتحف الأبرز والأشهر، والذي تعتز به شقيقة الأمير القطري، تم افتتاحه في عام 1975 في قصر مرمم، تم بناءه في بداية القرن العشرين من قبل الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، والذي يقود حفيده الحالي الشيخ عبدالله آل ثاني، حملة المعارضة لسياسات تنظيم الحمدين، التي سارت بقطر إلى حافة الهوية، بعد توريطها في دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة.


وبالبحث اليسير تكشف المواقع الإلكترونية الرسمية أن ما تحويه متاحف قطر والمصنفة بالوطنية والآثرية وما إلى ذلك؛ ما هو إلا خليط ما بين الحضارات والتراث الخاص ببلدان أخرى، وبالأخص التركي والإيراني منها، وهو ما يتناسب مع العلاقات الوطيدة التي تجميع بين الدوحة وأنقرة وطهران، إلى جانب الاستعانة بجنسيات مختلفة بما فيها المصريين لإحياء فعاليات فنية بها.


 


فشل "تميم"


شنّ عدد من المغردين التابعين لتنظيم الحمدين - حكومة قطر - مطلع الشهر الحالي، حملة ترويجية لزيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، لـ "كتارا الثقافية" بقطر، وجلوسه بأحد الكافيهات.


مشهد الأمير القطري متجولًا في "كتارا" ربما انقلب عليه؛ فبدلًا من محاولة أتباعه للترويج بأنه يسير بين أهله ومواطنيه دون أى مخاوف - أمنية -، إلا أن الصور ومقاطع الفيديوهات المتداولة عكست بعض الملامح التي تسئ له، ففي الوقت الذي يحاول في تنظيم الحمدين اثبات حب الشعب القطري لقيادته؛ أتى أتباعه لينشروا بأنفسهم دليل آخر يثبت أن "قطر بلا قطريين"، فقد بدت الشوارع إلى جانب الكافيه الذي جلس به "تميم" شبه فارغ، فيما ندر من السائحين والمقيمين من جنسيات أخرى.


وبالطبع سخر بعض من المغردين الخليجيين من محاولات أتباع الأمير القطري التي تبوء دائمًا بالفشل، وسرعان ما تنقلب عليه وحكومته، إلى جانب إشارة البعض ولاسيما الإماراتيين منهم، إلى أن ما يتم تداوله حاليًا عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، من صور وفيديوهات لتميم، ما هو إلا "تقليد فاشل" لما اشتهرت به القيادة الإماراتية منذ سنوات، وأن محاولة السير على نهجهم أمر مستحيل.


 


اقرأ أيضًا ..


سوسن الشاعر: الإعلام القطري نجح في عزل الشعب عن محيطه الخليجي


فيديو| جولة "تميم" في "كتارا".. دليل جديد على فشل تنظيم الحمدين


من تركيا وإيران.. قطر تستعير التراث وتستضيف اليوم العالمي للسياحة