التوقيت السبت، 18 مايو 2024
التوقيت 07:32 م , بتوقيت القاهرة

هل تعزز الانتخابات التشريعية في الأرجنتين التحالف الحاكم؟

يخوض الرئيس الارجنتينى ماوريسيو ماكرى الاحد اختبار الانتخابات التشريعية لنصف الولاية التى يفترض ان تتيح لتحالفه تعزيز وضعه فى البرلمان، وللرئيسة السابقة كريستينا كيرشنر شغل مقعد فى مجلس الشيوخ.


ولا تتوافر فى الوقت الراهن لتحالف "لنغير" (كامبيموس، يمين وسط) الذى يتولى الحكم منذ كانون الاول/ديسمبر 2015، الا اكثرية نسبية (87 مقعدا نيابيا من اصل 254، و15 من اصل 72 فى مجلس الشيوخ). لكنه تمكن من ان يحكم عبر تشكيل تحالفات دقيقة.


وسيجدد الشعب الارجنتينى الاحد نصف مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ.


وفى لقاء انتخابي، اعلن الرئيس الذى كان نشيطا جدا فى الحملة الانتخابية "نحن فى مستهل طريق طويلة"، ملمحا بذلك الى الاصلاحات الاقتصادية المؤلمة التى تجرى منذ كانون الاول/ديسمبر 2015.


وقد انتعش النمو الاقتصادى ويمكن ان يبلغ 3% فى 2017، بعد انكماش فاق 2% فى 2016. وفى ايلول/سبتمبر، سجل الاستهلاك انتعاشا، بعد تراجع استمر عاما ونصف العام.


وقال الخبير الاقتصادى هيكتور روبينى ان "الوضع بالاجمال ايجابى الى حد ما، وأعيد تنشيط الاقتصاد".


وينتظر عدد من المؤسسات الاجنبية باهتمام نتيجة الانتخابات، قبل ان تباشر ام لا، استثمارات جديدة فى الاقتصاد الثالث بأميركا اللاتينية. وتتخوف هذه المؤسسات التى طمأنها ماكري، من عودة كريستينا كيرشنر الى الحكم.


وقال الخبير السياسى فرناندو اوهانسيان ان "الحكومة لم تجد حلا للمعادلة الاقتصادية"، لكن الانتخابات تبدو جيدة فى نظره. واضاف ان "ماكرى كان ماهرا على الصعيد السياسي، وقد توصل الى عقد اتفاقات مع قوى سياسية أخرى لتمرير قوانين".


- البيرونيون منقسمون -


يفسر اوهانسيان النجاح المتوقع للحكم فى انتخابات الأحد بـ "انقسام البيرونيين الذى يتيح للحكومة ان تفرض نفسها باعتبارها اول قوة سياسية".


والحركة البيرونية التى أسسها الجنرال الرئيس خوان دومينغو بيرون فى اربعينات القرن الماضي، منقسمة فى الوقت الراهن بين كريستينا كيرشنر التى تتموضع سياسيا الى اليسار، وبين تيار اكثر مركزية يجسده النائب سيرجيو ماسا.


واضاف اوهانسيان "اذا ما توحد البيرونيون بعد الانتخابات، فستواجه الحكومة تعقيدات. واذا حصل العكس، يمكن الحكومة ان تطرح استراتيجية للفوز بولاية رئاسية ثانية" فى 2019.


لكن الحكم يتخوف من ان تتمكن كريستينا كيرشنر من تحقيق الفوز، فى محافظة بوينوس ايرس، الكبيرة بحجم ايطاليا، ويقيم فيها حوالى 40% من الهيئة الناخبة.


إلا ان كيرشنر لم تتمكن من ان تستفيد من استياء الشعب الارجنتينى الذى ضعفت قدرته الشرائية بسبب تضخم واجهت الحكومة صعوبة فى وقفه. وارتفعت الاسعار نسبة اربعين بالمئة فى 2016 و17% فى الاشهر التسعة الاولى من 2017.


- منعم مرشح فى ال87 من عمره -


قالت كيرشنر المحامية التى تبلغ الرابعة والستين من العمر، خلال لقاء انتخابى فى ملعب لكرة القدم "آن الاوان لأن نصدر اشارة التوقف. يجب ألا نتيح لهذه السياسة فرصة الاستمرار وإغراق البلاد فى الديون. انها ليست مسألة احزاب سياسية، بل هى مسألة الحس الراقى والوطن".


وتدافع الرئيسة السابقة المتهمة بعدد كبير من قضايا الفساد، عن ترشحها الى مجلس الشيوخ بالقول انها تريد ان تؤمن فيه حصانة نيابية. وهى واثقة من الفوز بمقعد فى مجلس الشيوخ، لكن وزير التربية السابق استيبان بولريش، يتخطاها فى استطلاعات الرأي.


وتوشك ارملة نستور كيرشنر ان تحقق نتيجة جيدة فى رئاسة حزب "وحدة المواطن" الذى تأسس فى حزيران/يونيو، من خلال حصولها على ثلث الأصوات، كما تفيد استطلاعات الرأي. لكن الرغبة فى التغيير المعبر عنها بانتخاب ماكرى اواخر 2015، بعد 12 عاما من حكم كيرشنر، هى السائدة.


واكد الخبير السياسى خورخى جاكوب ان "ارضيتها الانتخابية وسقفها متشابهان، اى 35 %. لن تتمكن كريستينا كيرشنر أبدا من ان تكون رئيسة" فى الانتخابات الرئاسية فى 2019.


كذلك يطمح الرئيس الاسبق كارلوس منعم (1989-1999) الذى يبلغ السابعة والثمانين من العمر، الى ولاية جديدة بصفته عضوا فى مجلس الشيوخ فى محافظة ريوخا، معقله، فيما حكم عليه بالسجن سبع سنوات، فى قضية بيع اسلحة الى كرواتيا والاكوادور، خلافا للحظر الدولي.


في الأرجنتين، لا تمنع الولاية النيابية الملاحقات القضائية أو إجراء المحاكمة، لكنها تؤمن حصانة من الاعتقال.


اقرأ أيضًا


سفير الأرجنتين الجديد بالقاهرة: الأزهر يصحح الصورة المغلوطة عن الإسلام