يبدو أن تداعيات المقاطعة العربية على قطر مازالت مستمرة، حيث إن الإمارة الخليجية فشلت في بيع جزء من حصتها في شركة الملاحة العربية المتحدة، وذلك للوفاء بتعهداتها حول صفقة تقوم على دمج الشركة مع إحدى الشركات الألمانية، وهو الأمر الذي أدى إلى تأجيل الصفقة برمتها، بسبب الأزمة الدبلوماسية التي تعيشها قطر في الوقت الراهن، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن فشل الصفقة القطرية يعكس وجهًا آخر للتداعيات الكبيرة للأزمة الدبلوماسية التي تعيشها قطر منذ قيام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في شهر يونيو الماضي، موضحة أن قطر بالفعل تعاني من جراء انخفاض كبير في حجم السيولة المالية لديها.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن أزمة السيولة المالية التي تعانيها قطر دفعتها إلى ضخ مليارات الدولارات من احتياطياتها النقدية الضخمة إلى البنوك القطرية، وذلك بعد قيام قطاع كبير من المستثمرين بسحب ودائعهم لدى البنوك القطرية منذ بداية الأزمة الخليجية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية البارزة أن المملكة العربية السعودية لديها حصة كبيرة في الشركة التي تسعى قطر لبيعها، وبالتالي فإن عملية البيع لا يمكن أن تتم دون إجراء حوار مع مسئولي المملكة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصدر لم تسمه قوله بأن مسؤولية البيع تقع على عاتق جهاز استثمار قطر، ولكن يبقى الأمر مستحيلا بالنسبة لهم بسبب انقطاع الحوار بين قطر والمملكة العربية السعودية، موضحًا أن عدم إتمام عملية البيع يعني توقف أنشطة الشركة تمامًا في المرحلة الحالية.

كانت شركة الملاحة العربية المتحدة قد اندمجت مع شركة هاباغ لويد الألمانية في مايو الماضي لإنشاء خامس أكبر مجموعة حاويات في العالم، إلا أن عملية الاندماج لا يمكن أن تتم دون بيع الشركة العربية المتحدة لناقلات الكيماويات، والتي تمتلك شركة الملاحة العربية المتحدة الحصة الأكبر منها، وبالتالي فإن عدم بيع الشركة يعني توقف كل الأنشطة المتعلقة بها لحين إتمام الصفقة.

كانت الشركة الألمانية أكدت ضرورة أن تتم عملية البيع من أجل إتمام الصفقة، بحسب شروط العقد الذي تم توقيعه في مايو الماضي، موضحة أن الأمر يقع الآن على عاتق القطريين، حيث إن قطر ملزمة تمامًا بإتمام عملية البيع، وبالتالي سوف تظل معنية بموقف رأس المال حتى تجد مشتريًا. 

اقرأ أيضا

إنفوجراف| منظمات حقوق الإنسان تنتفض ضد قمع تنظيم الحمدين