التوقيت الأربعاء، 01 مايو 2024
التوقيت 11:19 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| أين تقع قطر من خارطة تحالفات تركيا وإيران في أزمة كردستان؟

من الواضح أن أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتواصل تعنتها الواضح إزاء المطالب العربية الرامية إلى تغيير مسار سياساتها، إثر ضلوعها في تمويل ودعم جماعات إرهابية بالمنطقة، يدفعان بها صوب الاتساق مع خارطة تحالفات المعسكر الإيراني التركي على خلفية علاقتها الوطيدة بهما، خاصة بعدما توافق الطرفين في أزمة استفتاء انفصال إقليم كردستان بالعراق، والتي شهدت تنسيقًا على أعلى مستوي تباين ما بين الجانب السياسي والعسكري، بهدف منع تدحرج كرة اللهب الكردية تجاه أنقرة وطهران.


الجانب الإيراني كانت آخر خطواته بشأن تلك الأزمة عبر أحد أهم أذرعه بالمنطقة، قاسم سليماني، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، والذي زار إقليم كردستان، الأحد الماضي، لبحث توابع استفتاء استقلال الإقليم، حسبما قالت تقارير.


إزعاج تركيا وإيران


علق الباحث العراقي في الشؤون الإيرانية، غسان حمدان على التدخل التركي الإيراني في الأزمة الكردية بقوله: "لاتوجد دولة لم تتدخل في الشأن العراقي الداخلي"، مشيرًا إلي أن "دول الجوار لها مصالحها الخاصة وهي تحاول أن تحافظ على هذه المصالح ولا تريد أن تميل الكفة إلى دولة أخرى؛ كل هذا على حساب الشعب العراقي وحتى الكردي".


وأضاف حمدان في تصريحات لـ "دوت خليج"، أنه "إذا نظرنا جيدًا سنعرف السبب الرئيسي للتدخل الإيراني والتركي، ففي كلتا الدولتين هناك قومية كردية كبيرة تتطلع إلى الانفصال، وهناك من يريد أن يتحد مع كردستان العراق وهناك من يريد دولته الكردية الخاصة، وهذا ما يسبب الإزعاج لطهران وأنقرة".


وتابع حمدان، "لكن المشكلة الأكبر تكمن من وجهة نظره في "الموارد النفطية التي يريد كرد العراق السيطرة عليها من خلال آبار كركوك، مؤكدًا أن الاقتصاد الكردي يعيش على المنافذ الحدودية والنقل وتجارة البضائع، إلا أن حصول الكرد على مصادر نفطية لا يجعلهم مستقلين اقتصاديًا فقط بل إن الأمر يتعدى ذلك وهذا هو ما جعل تدخل الأطراف جليًا".


حركات انفصالية


وأوضح غسان في سياق تصريحاته، "في حال حصول الأكراد على مصادر نفطية سيكون بمقدورهم شراء الأسلحة وتمويل الحركات الانفصالية في إيران وتركيا ودعمها مستقبليًا؛ لذلك ليس في مصلحة طهران وأنقرة أن يغضا البصر عما يهدد أمنهما ومستقبلهما، مشيرًا إلى أن "قضية كركوك معقدة جداً؛ فهي مدينة القوميات والإثنيات والديانات المتعددة وليست حكرًا على الكرد فقط".


وأكد غسان، على أن "كركوك هي عراق مصغر ومدينة التعايش السلمي وليست حكرًا على قومية خاصة، يدعي الترك أنهم يريدون المحافظة على أرواح المواطنين التُركمان، وبعودة هذه المدينة إلى دولة العراق الفدرالية تفقد تركيا ذريعتها وسيقل التدخل التركي بالتأكيد".


موضع قطر


وفي رده على سؤال "دوت خليج ، بشأن دور الدوحة في دعم الموقف التركي والإيراني داخل إقليم كردستان، أجاب الباحث العراقي في الشؤون الإيرانية، قائلًا: "كما نعلم فإن وزارة الخارجية القطرية رفضت استفتاء الكرد، وأعربت عن قلقها الشديد كون الانفصال يضر بوحدة العراق وأنه يشكل خطرًا على أمن واستقرار المنطقة".


وأضاف: "طبعًا هذا التصريح جاء بالتنسيق مع تركيا التي دعمت الدوحة في أعقاب الخلاف القطري ودول الخليج؛ حيث دعمتها أنقرة في مواجهة المقاطعة المفروضة عليها"، موضحًا: "بعبارة أخرى، إن الموقف القطري لم يتم تنسيقه مع الحكومة الإيرانية بل مع الترك فقط، وقد جاء هذا الموقف مشابهًا للموقف الإيراني دون أن تريد قطر ذلك".


واختتم حمدان تصريحاته بقوله: "على كل حال، ما يهمنا الآن هو فرض السيادة العراقية على كامل التراب العراقي وطالما لم ينفصل الإقليم الكردستاني فهو يتبع النظام الفدرالي في العراق وعليه أن يطبق قوانينه".


تحالف ثلاثي


وفي سياق الحديث عن الأزمة الكردية، قال الباحث بالشأن الايراني، عمر رأفت: "إن الأيام القادمة ستشهد تحالف إيراني تركي ضد الأكراد، مشيرًا إلي أن "التحالف سيكون ثلاثيًا وستكون قطر هي البلد الثالثة التي ستشارك التحالف التركي الايراني من أجل أن تظهر أنها ليست في عزلة وأنه ما زال لديها تأثير على الساحة الدولية، خاصة في مشكلة كبرى مثل تلك التي تحدث في كردستان العراق وقضية الانفصال هناك، وهو الأمر الذي ترفضه إيران وتركيا جملة وتفصيلًا".


وأضاف رأفت في تصريحات لـ "دوت خليج": "إيران بدأت التحرك بالفعل من أجل تلك المسألة، فزيارة قائد فيلق القدس ورجل إيران الأول، قاسم سليماني للعراق، لتوضيح وجهة النظر الإيرانية في تلك المسألة توضح القلق الإيراني من هذا الأمر، ودائمًا ما تكون الخطوة الأولى من إيران وهو ما حدث بالفعل".


واختتم الباحث بالشأن الإيراني تصريحاته، بقوله: "قطر ستحاول لعب دورًا خلال تلك المشكلة لتقول للدول العربية المقاطعة لها أنها ما زالت متواجدة على الساحة الدولية، وسيكون دور قطر دعم إيران وتركيا في أي قرار سيتخذونه، بل ويمكنهم التفاوض مع الجانب الكردي بشأن التراجع عن الانفصال والاستماع لما يريده الجانب التركي والإيراني".


اقرأ أيضًا:


تركيا وإيران.. تحالف ضد الأكراد وتعاون على أرض الدوحة


"المزدوج".. أردوغان يصف مقاطعة قطر بالحصار.. ويتوعد الأكراد عسكريا