التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 10:59 م , بتوقيت القاهرة

خاص| مدير تحرير أول مجلة للمكفوفين بمصر: كان حلما وتحقق.. وتكريم الرئيس تاج على رأسي

"هل تخيلت يومًا أن يغيب النور عنك وتغرق في الظلام، ولا تجد غير عصا بيضاء تتكئ عليها لتحميك من الارتطام أو الاصطدام بالأشياء من حولك؟!".


لا يمكن لخيالك أن يتقبل هذا المشهد، ولكن "جيمس بيج"، الذي عمل مصورًا كان أشجع منك، وهو يفكر في عصاه البيضاء عام 1921 ، ليحولها إلى رفيقه تنير بصره الذي فقده في حادث سير، ويجعلها أيقونة لمقاومة العمى من أجل التجاوز ومواصلة الحياة لاستكمال طريق الأمل، لتتحول الى رمز لكل كفيف؟


وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمكفوفين نستعيد تجربة مصرية خالصة ورائدة في العالم العربي في مجال الإعلام تسير على درب "جيمس بيج"، ولكنها بنكهة وطبخة مصرية خالصة وضعت عينها على الثقافة لفتح الطريق لجميع المكفوفين لمتابعة الصحف وتمكينهم من القراءة، لتنير الأصابع.


الكاتب الصحفي أحمد رياض أبو هميلة مدير تحرير مجلة "برايل للمكفوفين " يستعرض معنا تجربته بمشاركه فريق العمل حتى رأى النور كإصدار شهري، إلى نص الحوار....


تكريم أحمد رياض أبو هميلة


*متى بدأت التفكير في إصدار المجلة؟


- خضنا محاولات كثيرة أنا والزميل أحمد المراغى رئيس تحرير مجلة "برايل" للمكفوفين لإطلاقها، وكان حلمي الشخصي منذ عملي بالصحافة عام 2006، وظل الحلم يراودني تحقيقه منذ عام 2007 حتى عام 2008، عرضنا فكرة المجلة على أكثر من جهة داعمة، ولكن لم يستجب أحد لنا، ليتحقق الحلم بإصدارها بعد موافقة الزميل ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم.


*هل سبقت مجلة "برايل" تجارب أخرى في مجال المكفوفين؟


- كل التجارب التي سبقت "برايل" لم تنجح في دورية الإصدار، لأن غياب التمويل سرعان ما كان يجعلها تتوقف، وهذا ما حدث مع مجلة "انفراد" والتي خاطبت المكفوفين، وكانت هناك أيضا مجلة صادرة عن جريدة "وطني" لم تستمر لنقص التمويل، حتى ظهرت مجلة  "برايل" التي تحولت إلى اصدار شهري، ونسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تحويلها إلى إصدار أسبوعي، وأوجه الشكر لمؤسسة "أخبار اليوم" على وقوفها بجانبنا.


مدير تحرير مجلة برايل


*هل يضم فريق العمل محررين مكفوفين؟


- جميع المحررين داخل المجلة هم من المكفوفين، وهدف ذلك تلبية متطلبات المكفوفين عبر المواد التحريرية المقدمة، وحرصنا على أن نخرج من إطار التوجه الخدمي للمكفوف، لنطلعه على القضايا التي تشغل الرأي العام ليكون له دورا فيها، بالإضافة إلى الموضوعات الخدمية التي تساعد الزوجة الكفيفة على تلبية متطلبات الحياة وتقديم عدد من الإرشادات لها، ونخطط خلال المرحلة المقبلة على تنظيم عدد من الورش التدريبية لفريق العمل لإطلاعه على كل جديد في الصحافة، كما نهدف للتعاون مع خريجي الجامعات من المكفوفين للانضمام إلى التدريب في المجلة.


* ما  الصعوبات التي واجهت إصدار المجلة؟


- التمويل، لأن كتابة "برايل" مكلفة للغاية فعدد المجلة العادية الذي يتكلف مثلا 7 جنيهات، تكون تكلفته بطريقة "برايل" 200 جنيه، ولكن الحمد لله استطعنا الوصول إلى جهات داعمة للدفع بالمجلة إلى تطور مستمر.


* ماذا عن تجارب الدول العربية في إصدارات مشابهة لمجلة "برايل"؟


- تعتبر مجلة "برايل" هي الإصدار الوحيد الذي يتوجه للمكفوفين في العالم العربي، لأن كل الإصدارات التي كانت تتوجه لهم مجرد كتيبات ودوريات تساعدهم في القراءة، وهو ما يؤكد أن مصر رائدة في تلك الخطوة.


طريقة برايل


ما التطوير الذي تعتمده في المجلة مستقبلا؟


نهدف إلى إصدار نسخة إنجليزية من مجلة "برايل" إلى جانب النسخة العربية، وستقوم شركة مصر للطيران بتسويقها عبر العالم.


*تم تكريمك من الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الماضي.. ما الحديث الذي دار بينكما؟


- تكريمي من قبل الرئيس تاج على رأسي، وهو نتاج مشوار من الكفاح، وفخرت به لأنه انتبه إلى فئة المكفوفين البالغ عددهم 3 ملايين من أصل 15 مليونا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يؤكد أن مؤسسة الرئاسة لديها كشاف للبحث دائما عن التجارب الناجحة في مجال المكوفين، كما أوجه الشكر له لتخصيصه عام 2018 لذوى الاحتياجات الخاصة، ونأمل في مزيد من الاستحاقات، وخلال تكريمي وعدني الرئيس بدعمي على كل المستويات بشأن تطوير المجلة .


*ما  الحلم الذي تتمنى تحقيقه في عام 2018؟


- أتمنى أن يكون هناك مشروع ثقافي كبير للمكفوفين، وكذلك الصم والبكم ولكل ذوي الاحتياجات الخاصة، ليحققوا آمالهم ويعبروا بقضاياهم إلى العالم، حتى يصل صوتنا لمواجهة الأفكار المتطرفة لمقاومة الإرهاب، وهى مسؤولية تقع على الجميع بمن فيهم ذوى الاحتياجات الخاصة.


اقرأ أيضا


في اليوم العالمي للمكفوفين.. مبدعون رغم الإعاقة تعرف عليهم