التوقيت الثلاثاء، 07 مايو 2024
التوقيت 09:25 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا يعني رفع العقوبات الأمريكية عن السودان ؟

بعد 20 عامًا، أعلنت الولايات المتحدة أخيرًا رفع العقوبات عن السودان، وذلك بعد أن بدأ التحرك الفعلي في الملفات المثيرة للقلق خاصة تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان لسكان منطقة دارفور غربي البلاد، ولكن ماذا يعني ذلك للبلد الذي خضع اقتصاده لسنوات من العقوبات.


تحول في الموقف الأمريكي 


يعكس القرار تغير الموقف الأمريكي بشكل استراتيجي تجاه السودان، ففي الشهر الماضي كانت الدولة الوحيدة التي يرفع مواطنيها من قرار حظر دخول الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك ينتهي الآن الحظر الاقتصادي عن التجارة السودانية.


ولكن حتى هذا التحول لا يعني أن الخرطوم خارج العقوبات تماما فالبلاد مازالت مدرجة على قائمة الدول الممولة للإرهاب كما أن العديد من أفرادها يخضعون للعقوبات بشكل فردي حاليا، وذلك لأن هؤلاء الأفراد ورد بحقهم مذكرات اعتقال دولية بسبب تورطهم في انتهاكات إبان الصراع في دارفور، ولكن الإدارة الأمريكية تجري مراجعات بشأن قوائم الإرهاب.


لهجة ألطف


بحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن إدارة ترامب ربما تريد تغيير لهجتها تجاه الخرطوم فبدلا من سياسة العقوبات والضغط السياسي تتجه الحكومة الأمريكية لسياسة ألطف وهي سياسة التشجيع لإجراء مزيد من العقوبات، فهناك ميراث 20 عاما من العزلة الاقتصادية، يمكن أن يجعل الحكومة السودانية الآن أكثر رغبة في إجراء مزيد من الإصلاحات إذا كان ذلك يعني العودة للانخراط في المجتمع الدولي.


كما أن هذه السياسة ستستفيد منها واشنطن في فرض مزيد من العزلة على كوريا الشمالية، حيث يقول مسؤول بالخارجية الأمريكية "هذا الأمر لم يكن شرطًا واضحًا لرفع العقوبات عن السودان، لكن واشنطن أخبرت الخرطوم صراحة بأن الجانب الفعال والحيوي لعلاقات البلدين حاليًا يقتضي الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بمعاقبة كوريا الشمالية".. وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت الخرطوم بالتعاون مع كوريا الشمالية في مجال الأسلحة.


وذلك بناء على تقرير صدر العام الماضي يشير إلى شراء الخرطوم صواريخ جو أرض من شركة وهمية هي في الحقيقة واجهة لوكيل بيع السلاح الكوري الشمالي تحت اسم "شركة كوريا لتنمية التعدين والتجارة" والمدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية منذ العام 2009.


مزيد من المراجعات 


حتى الآن يبدو أن واشنطن ستمارس سياسة الترغيب من خلال تصريحات المسؤول الذي أكد أن الإدارة الأمريكية ستواصل مراجعة العقوبات السودانية من أجل دفع السودان نحو المزيد من التقدم وتمهيد الطريق لعودة أكثر من مليوني شخص إلى مناطقهم ،التي فروا منها في دارفور جراء الصراع في 2006.


وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات عدد من المسؤولين الأمريكيين في الفترة الأخيرة تشير إلى أن الخرطوم تقدم كثيرا في مجال مكافحة الإرهاب وهو ما يدل على تغير اللهجة الأمريكية مع البلد الذي لطالما وصفته الإدارة الأمريكية بأنه "مثير للمتاعب".


وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن السودان تعاون فى مواجهة المسلحين بالداخل ،وفى جميع أنحاء شمال أفريقيا، من خلال المساعدة في وقف محاولات الإرهابيين عبور البلاد.


كما شهد المسؤولون الأمريكيون تقدمًا في المجال الإنساني. وأعلنت الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد في المناطق التي يقاتل فيها الجيش السوداني المتمردين، وأتاحت مزيدًا من سبل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المشردين.


اقرأ أيضًا..


الجامعة العربية ترحب بإلغاء أمريكا العقوبات الاقتصادية على السودان