التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:32 م , بتوقيت القاهرة

بعد انتصار الأجداد في "الوجبة".. قطر في خدمة "مجد أردوغان"

بعدما كانت "معركة الوجبة" في الماضي، شاهدًا تاريخيًا على انتصارات "آل ثاني" الأوائل ضد أطماع العثمانيين وإلحاق الهزيمة بقواتهم قرب "قصر الوجبة"، أحد قصور الحكم في الإمارة الخليجية حاليًا، في مارس من عام 1893، ها هو تنظيم الحمدين يقود قطر نحو الانسحاق أمام أحلام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الطامع في استعادة مجد الدولة العثمانية القديم على حساب مصالح دول المنطقة.


تنظيم الحمدين المتعنت إزاء مطالب الدول الأربع العربية الراعية لمكافحة الإرهاب، والرامية إلى كف يده عن دعم وتمويل الإرهاب بالمنطقة، يحاول الترويج عبر أذرعه الإعلامية، ولا سيما فضائية "الجزيرة" لتلك الأحلام التركية، خاصة في ظل التقارب الوطيد منذ إندلاع الأزمة في يونيو الماضي، والإرتماء صوب المعسكر التركي للاستقواء به على حساب الجوار الخليجي والعربي.


معركة الوجبة


في مارس من عام 1893، ألحق الشيخ جاسم آل ثاني، والذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة، وقواته الهزيمة بالعثمانيين في المعركة التي اشتهرت بـ"معركة الوجبة"، حيث كانت على مسافة تبعد عن قصر الوجبة بـ15 كم، عندما قاد الوالي العثماني قوة كبيرة وتوجه صوب الوجبة بقصد إلقاء القبض على الشيخ جاسم وتقديمه للمحاكمة، في حين علم الأخير بذلك الأمر وأعد قواته وزودها بالسلاح والذخيرة والمواد الغذائية والمياه، ووضعت في مواقع مهمة على الطرق التي سوف تسلكها القوات التركية.


وبالفعل وبحسب بحث بعنوان "موقف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من التنافس العثماني البريطاني" للدكتور عبدالقادر بن حمود القحطاني؛ نجحت خطته حيث وقعت القوات التركية في مصيدة قواته وأنزلت بالقوات المعتدية هزيمة ساحقة بعد معركة شرسة، قتل فيها عدد كبير من القوات العثمانية.


انسحاق


هذا المجد القطري قديمًا تحول إلى انسحاق حديثًا أمام العثمانيين الجدد على أيدي تنظيم الحمدين، الذي جلب القوات الأجنبية من كل صوب وحدب، وساهم في تعزيز سيطرة أنقرة العسكرية داخل منطقة الخليج العربي الاستراتيجية، حيث سرعان ما فعلت قطر اتفاقية عسكرية بينها وأنقرة، ووصلت بالفعل 6 دفعات عسكرية تركية إلى الأراضي القطرية بنهاية يوليو الماضي.


تناول الجزيرة لخبر القاعدة التركية


الأمر الآخر الذي يعزز من قوة هذا الطرح، محاولات الأذرع الإعلامية القطرية، مثل الجزيرة الترويج لسياسات الرئيس التركي، والتي من بينها القاعدة العسكرية التركية في الصومال، تلك القاعدة التي وضع حجر الأساس فيها مارس 2015 فيما يشبه الاحتفاء عبر منصاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم تهديدها المباشر لأمن واستقرار بعض دول المنطقة ومن بينها السعودية، إلى جانب استدعاء الجانب التاريخي للدولة العثمانية خلال فترة حكم السلطان العثماني، سليمان القانوني واسهاماته بمدينة القدس في فلسطين، في إطار التمجيد للعنصر التركي الناشئ عن تقارب العلاقات الوطيد بعد إندلاع أزمة الإمارة الخليجية.


القدس


احتفاء الإعلام القطري بمجد العثمانيين في القدس، تفضحه مواقف الإدارة التركية المخزية بشأن القضية الفلسطينية حديثًا، والتي كان آخرها في مايو الماضي، بعدما امتنع مندوب أنقرة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، عن التصويت لصالح مشروع قرار تبنته المنظمة لسحب السيادة الإسرائيلية عن مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967.


إرتماء


تركيا ونظام رجب طيب أردوغان أعلن سريعًا الاصطفاف إلى جوار قطر في أزمتها مكونا الضلع الثالث في مثلث الإرهاب والعنف بالمنطقة إلى جانب إيران والدوحة، وكان لأنقرة دور داعم لقطر ضد المطالب المشروعة للدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.


في 22 يونيو 2017، سارعت تركيا بإرسال قوات عسكرية إلى قاعدتها في الدوحة ضمن خطوات حماية تميم بن حمد أمير قطر، بعد أزمة المقاطعة مع الدول العربية. هذا التحرك، تزامن مع اتصالات مكثفة ومحاولة لإدارة الأزمة بين تركيا والدول الداعية لمكافحة الإرهاب بدلا من قطر، وهو ما تمت مواجهته بالرفض، والذي تلاه إفشال الدوحة لجهود الوساطة الكويتية.


وعقب هذه الخطوة، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن القوات التركية والقطرية نفذت أول مناورات عسكرية مشتركة يوم الأحد 16 يوليو 2017، وذلك في أعقاب وصول الدفعة السادسة من القوات التركية إلى قاعدة "العديد" الجوية، وتم تنفيذها في ضواحي الدوحة، ما دفع مراقبين إلى أنها كانت موجهة ضد الشعب القطري.


وفي الأول من أغسطس 2017، وأثناء حفل تنصيب روحاني رئيسا لإيران، عقدت تركيا اجتماعا ثلاثيا مع وفد قطر ومسؤولين إيرانيين، على هامش الحفل، لبحث سبل دعم الدوحة في مواقفها الداعمة للإرهاب، أمام مقاطعة الدول العربية لها.


وكان من أهم نتائج هذا الاجتماع، الاتفاق على بناء طريق بري بين إيران وقطر، لتسهيل دخول السلع التركية إلى الدوحة ظاهريا، ولكن بدا أن الهدف الأساسي -بحسب مراقبين– تسهيل حركة الإرهابيين في المنطقة.


اقرأ أيضًا


في ذكرى استقلالها.. قطر دولة منزوعة السيادة


فيديو| "قطر عزيزم".. وثائقي يكشف تحول الدوحة إلى دعم للإرهاب


محلل سعودي: القاعدة التركية في قطر والصومال تهدد أمن الرياض


من تركيا وإيران.. قطر تستعير التراث وتستضيف اليوم العالمي للسياحة