التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 06:42 م , بتوقيت القاهرة

ما لا تعرفه عن "وجوه الفيوم ونظرات الحزن" بمتاحف مصر والعالم 

الفيوم – رباب الجالي


وجوه الفيوم أو كما يطلق عليها "بورتريهات الفيوم" تنتشر في متاحف مصر والعالم بمختلف أشكالها، وجميعها عبارة عن لوحات زيتية مرسومة بالشمع على الخشب أو القماش بأحجام لا تتجاوز 20× 30  سم، ويجمع بينها لفتة الحزن المميزة في الوجوه ونظرة العين الواحدة.


وجوة الفيوم الاثارية


فكرة مصرية قديمة


  يقول سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، إن هذه البورتريهات كانت توضع على وجوة الموتى بعد وفاتهم وهى مستوحاة من فكرة مصرية قديمة في نظرية "الخلود والبعث"، وحتى تتعرف الروح على صاحبها من خلال هذه الوجوه، مشيرًا إلى أنها مدرسة خاصة ظهرت في مصر في منطقة الفيوم، بعد ان انفتحت مصر على العالم الخارجي ، وفيها تم رسم الوجه كاملاً من الأمام، وملتفتًا في بعضها قليلاً إلى اليسار. وهي تمثل أشخاصًا بعينهم، ويجمع بينها نظرة واحدة تدل على الخلود.


وجوه الفيوم


بورتريهات الفيوم


وعن تسمية هذه الوجوه بـ"بورتريهات الفيوم " أكد الشورة أن ذلك يرجع إلى أن أكثر هذه البورتريهات عثر عليه فى الفيوم فبات يشار إليها فى أكثر الأحيان باسم "بورتريهات الفيوم" مع أنها وُجدت في مواقع أخرى، من سقارة شمالاً حتى أسوان جنوبًا، وهناك منطقة أخرى تنافس منطقة الفيوم من حيث عدد رسوم الشخوص وأنواعها، وهي منطقة أنتينوبولس (الشيخ عبادة)، وهي المدينة التي أنشأها الإمبراطور هادريان (117-138 ميلادية) عند زيارته لمصر عام 122 ميلادية تخليدًا لذكرى أحد أفراد حاشيته المقربين إليه، وكان يدعى "أنتينوس" الذي توفي أثناء رحلة الإمبراطور النيلية، واكتشف صورَ هذا الموقع الأثري الفرنسي جان جاييه، وذلك بين عامي 1869 و1911. 


 


وجوة الفيوم


اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات


ولفت "الشورة"إلى  أنه تم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات فى الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوي تيودور جراف عام 1887 إذ جمع وحده ما يقرب من  300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم، وهذه المجموعة موزعة حاليًا على متاحف ومجموعات خاصة.


وجوة الفيوم


أكثر من 750 لوحة محفوظة


 وأكد الشورة أنه يوجد حاليًا  أكثر من 750 لوحة محفوظة في المتاحف العالمية، من بينها المتحف المصري، ومجموعة ضخمة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، واللوفر بباريس والمتحف البريطاني بلندن ومتاحف أخرى أقل شأنًا، بالإضافة إلى المجموعات الخاصة للأفراد في مصر وأنحاء العالم.


ولفت إلى الاختلاف الذي حدث في تحديد هوية هذه الوجوه فالبعض أكد أنها مصرية، وآخرون قالوا إنها يونانية رومانية، وقال فريق ثالث إنها بيزنطية سابقة على الأيقونات، فبرغم أن الأسماء المكتوبة على الوجوه يونانية، إلا أن التسريحات والملابس والحلي ذات طابع روماني ممتزج بالفن المصري.


 


وجوة الفيوم الاثارية


الفن الروماني مع بعض التأثيرات المصرية


 وكل هذه الشواهد والدلائل تؤكد لنا انتماء هذه اللوحات إلى الفن الروماني مع بعض التأثيرات المصرية التي انعكست على الزخارف والوحدات المرسومة والعناصر المتصلة بالديانة المصرية، وقام بها فنانون من بين تلك الجاليات الرومانية التي استقرت في جنوب الوادي استمراراً للتقاليد الإغريقية والرومانية العريقة التي كانت مصدرًا أساسيًا لفن تماثيل الشخاص وتسجيل الملامح والسمات الفردية بهدف إبراز حقيقة شاملة ومثالية تتجاوز حدود الفرد عند الإغريق، ثم تطورت عند الرومان إلى تسجيل واقعي أمين لقسمات الوجه مع التأكيد على الفردية الخاصة بالشخص المرسوم من خلال الملاحظة الثاقبة كما يتضح في وجوه الفيوم.


 


وجوة الفيوم الاثارية


ترسم الوجه فى  حياة أصحابها


 وأشار مدير عام آثار الفيوم إلى أن هذه  الوجوه، كما يؤكد خبراء الآثار، يبدو أنها كانت ترسم فى  حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة على جدران المساكن حتى الوفاة وتُرفع وتًوضع داخل اللفائف على وجه المومياء وهذا لا يمنع أن تكون بعض الصور رُسمت بعد وفاة أصحابها ثم وضعت على مومياواتهم، وفى بعض الأحيان عُثر على صور في مقابر دون مومياوات مثل ما عثر عليه "فلندرز بترى" فى هوارة وبيهمو وأرسينوى "مدينة التمساح" وهذه الرسوم ظهرت للمرة الأولى فى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، و اكتشف "فلندرز بترى" فى حفائر  هوارة شمال هرم "أمنمحات الثالث الكبير" وموقع قصر التيه "اللابرنث" عددًا من هذه الرسوم، ففى هذا المكان وهو من المراكز المهمة بمنطقة الفيوم كان سكان أرسينوى يدفنون موتاهم، حيث كان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم على ارتفاعات عالية على حدود الصحراء بعيدًا عن المياه التى يجلبها نهر النيل سنويًا.


اقرأ أيضًا: 


ضبط 102 ألف لتر سولار مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء في الفيوم