التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 04:23 م , بتوقيت القاهرة

"سلمان وبوتن" وجها لوجه للمرة الثانية..ماذا سيبحثان بعد عام من لقائهما؟

يزور الملك سلمان بن عبد العزيز، روسيا لأول مرة، مطلع الشهر المقبل، حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية، نقلا عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، والزيارة المزمعة في الفترة من الرابع حتى السابع من أكتوبر.


اللقاء الأول بين الرئيسين


أول اتصال هاتفي بين فلاديمير بوتين، والملك سلمان كانت في 23 يناير 2015، عقب توليه مقاليد السلطة، ودعاه خلال الاتصال لزيارة روسيا، وكان بوتين جدد دعوته أكثر من مرة خلال لقاءاته مع الملك السعودي نفسه في محافل دولية، ومع ولي ولي العهد السعودي، خلال زيارات الأخير لروسيا.


واللقاء الأول تم بينهما على هامش قمة "مجموعة العشرين" في أنطاليا، فى 16 نوفمبر 2015، أى بعد تولي الملك سلمان الحكم في يناير 2015، أي بعد قرابة 11 شهرا.



أجندة اللقاء بين الرئيسين


اللقاء الأول، كان استمرارا للتحركات الروسية تجاة الأزمة السورية، واللقاءات المكثفة مع قادة بلدان الشرق الأوسط والخليج، وعقب التدخل الروسى العسكرى لمساندة نظام بشار الأسد، ظهر جليا واقعا جديدا على الساحة الدولية، خاصة بعد الانتصارات العسكرية التى حققتها سوريا واستعادتها أغلب الأراضى التى سيطرت عليها سواء المعارضة أو تنظيم داعش، لتخف نبرة مطالب "رحيل" الأسد عن السلطة، وجاء ذلك تزامنا مع دور روسيا المكثف مع اللاعبين الدولين فى الخارج والشرق الأوسط.


ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان الروسي والسعودي الموقف الحالي من الأزمة الروسية، وتقريب وجهات النظر، إضافة لبحث أزمة الرباعي العربي المقاطع لقطر، وتأثير ذلك على الشرق الأوسط.


وأرجع موقع" Al-monitor " سبب الاهتمام الروسي يزيارة العاهل السعودي لموسكو إلى أن اهتمام روسيا بعلاقاتها الثنائية مع السعودية متعددة الجوانب، فالمصالح الروسية السعودية متشعبة ما بين مصالح اقتصادية واستراتيجية وسياسة خارجية.


فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية، فإن مذكرات التفاهم المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط الموقعة بين البلدين لها تأثير كبير على الأسواق العالمية للبترول، فضلا عن تأثيرها المباشر على الاقتصاد والميزانية الروسية التي ما تزال تعتمد بشكل كبير على العوائد النفطية رغم تدني أسعار الطاقة، فضلا عن أن روسيا تنظر إلى السعودية كمصدر ضروري للاستثمار في ظل عقوبات الغرب الموقعة ضد موسكو.


وتظهر أيضا اعتبارات السياسة الخارجية فيما يتعلق بالتقارب الروسي السعودي، يقول دميتري سوسلوف، نائب مدير البحث في المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاع، إن الصراع الدائر في سوريا يظل أحد العناصر التكتيكية الهامة التي ينبغي بحثها مع الجانب السعودي والتي تتوقع موسكو أن تحقق نجاحات بشأنها خلال زيارة الملك سلمان للبلاد.


وتابع، من المعروف أن ثقل السعودية في القضية السورية يأتي من كونها أحد أقطاب المذهب السني في المنطقة وبالتالي فإن لها كلمة مؤثرة لدى الجماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن كونها أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط..


وأكد سوسلوف، أن مما يعطي مزيدا من الأمل للجانب الروسي في هذا الصدد، أن المملكة العربية السعودية أبدت مؤخرا مرونة من حيث مطالبها السابقة برحيل الأسد، كما خففت من حدة انتقاداتها للتحركات الروسية في سوريا، فإذا ما حدث توافق في الموقف الروسي السعودي فيما يتعلق بالحرب في سوريا سيكون ذلك بلا شك نقطة تحول كبير في مسار الصراع، واصفا السعودية بأنها "حارس بوابة الشرق الأوسط، التي يمكن أن تفتح أبواب المنطقة أمام روسيا، التي سيسمح تحسين العلاقات معها بتحسين علاقات روسيا مع معظم دول المنطقة.