التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 09:17 م , بتوقيت القاهرة

من "مجدو" إلى "أكتوبر".. انتصارات الجيش المصري عبر العصور

يعد الجيش المصري من أقوى وأعرق الجيوش في جنوب البحر المتوسط، ومنذ بدايات الحضارة المصرية وهو يلعب دورًا كبيرًا في صد الغزاة، وعلى مر العصور قدم الفكر العسكري المصري أرقى مفاهيم الجندية، وخاض كافة المعارك ببسالة للدفاع عن أرض الوطن.


الجيش المصري


- خطة معركة "مجدو" 1468 ق.م


المصريون يغامرون باختيار طريق الموت، بخطة نفذها الجيش بقيادة الملك تحتمس الثالث، إذ كان أمام الجيش طريقين للوصول إلى "مجدو"-  "تل المسلم حاليًا وتقع شمال فلسطين" - لملاقاة القادشيين، الطريق الأول وهو عبارة عن ممر جبلي ضيق محفوف بالمخاطر، لأنه لا يتسع لمرور الجيش، كما أنه حال اكتشاف العدو ذلك ستكون خسارة فادحة للمصريين، والطريق الثاني أكثر سهولة وأمنًا من سابقه ولكنه أطول، وعلى عكس المنطق، اختار تحتمس الثالث الطريق الأصعب على اعتبار أن العدو لن يتوقع اجتياز الجيش المصري لهذا الطريق، وهو ما تأكد عندما باغت الجيش المصري القادشيين، في حين كانت طلائعهم الاستكشافية متمركزة على الطريق الثاني، وكان النصر حليف الجيش المصري.


الجيش المصري


- خطة معركة "المنصورة" 1250م


نفذها المماليك بالتعاون مع أهالي المنصورة، ضد الحملة الصليبيبة السابعة، التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع على مصر، بعد استيلائهم على دمياط، وتوجههم للاستيلاء على القاهرة.


وتمثلت الخطة في وضع عدة كمائن ومتاريس داخل مدينة المنصورة، والتظاهر بالهدوء والسكينة، حتى تطمئن قوات لويس التاسع بأن الأمر استتب، وأن الأهالي انسحبوا من المنصورة، كما فعلوا في دمياط، ثم الهجوم والانقضاض على الصليبيين على نحو مباغت لخلخلة صفوفهم، وهو ما حدث بالفعل، حيث أصيب الصليبيون بالفزع والاضطراب، وتكبدوا خسائر فادحة وانسحبوا إلى دمياط.، ولكن المماليك بقيادة توران شاه، تعقبوهم وأسروا ملكهم وحبسوه في دار القاضي فخرالدين إبراهيم بن لقمان إلى أن تم إجراء مفاوضات مع الصليبين انسحبوا على إثرها من دمياط وتعهدوا بعد غزو سواحل الإسلام مرة أخرى، ودفعوا فدية كبيرة مقدارها 800 ألف دينار، مقابل إطلاق سراح أسراهم، بما فيهم الملك لويس التاسع.


حرب تاريخية


- خدعة معركة "عين جالوت" 1260م


خطة نفذها الجيش المصري بقيادة ملك مصر آنذاك سيف الدين قطز، حيث رتب الجيش في سهل عين جالوت - الذي يشبه حدوة الحصان - واستغل هذا الوضع الجغرافي للسهل وأخفى جيوشه خلف التلال، ووضع كتيبة من أمهر وأقوى جيوشه بقيادة ركن الدين بيبرس عند شمال السهل لإغراء التتار بالنزول له، على أن تثبت أميام التتار فترة طويلة من الزمن، لتنزل بعد ذلك الجيوش الإسلامية ولتطبق على التتار وتحاصرهم من كل الجهات، ونجحت الخدعة وكان النصر حليف المصريين، وُقتل "كتبغا" قائد التتار.


Battle_of_Nezib


- خدعة معركة "رشيد" 1807م


بعد نجاح الحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر في احتلال مدينة الإسكندرية أراد الإنجليز أن يبسطوا سطوتهم على باقي المدن المجاورة للإسكندرية فأرسل «فريزر» حملة لرشيد بقيادة الجنرال «ويكوب» لاحتلالها.


وكانت الخطة كالآتي: قام على بك السلانكي محافظ المدينة بإبعاد سفنه إلى الشاطئ الشمالي للنيل وأمر الحامية التي كان قوامها 700 جندي بالتراجع إلى داخل المدينة مع الأهالي وبقائهم في المنازل لخداع القوات الإنجليزية ومباغتتهم حينما تصدر الأوامر بذلك. وبالفعل تقدم الإنجليز في 31 مارس 1807 ولم يجدوا أي أثر للمقاومة فحسبوا أن الحامية قد أخلت المدينة فدخلوا شوارعها مطمئنين حتى صدرت الأوامر بالاشتباك معهم، فأمطرهم الأهالي والجنود بوابل من الرصاص والطوب من كافة الاتجاهات وبلغت خسائر الإنجليز 170 قتيل كان بينهم قائد القوات الجنرال «ويكوب» و250 جريح و120 أسير وتقهقر الباقون للإسكندرية حيث كانوا يعسكرون. وكانت هذه المعركة أحد أهم العوامل التي حفزت المصريين على المقاومة وفتت في عضد الإنجليز إلى أن فشلت حملتهم ورحلوا عن مصر.


 


ابراهيم باشا سحق جيش الاتراك فى بيلان.


- خطة موقعة "بيلان" 1832م


خطة نفذها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ضد الجيش العثماني بعدما تحصن الأخير بمضيق بيلان بسوريا تحصنا منيعا وساعدته طبيعة الأرض على ذلك، حيث أدرك إبراهيم باشا أنه لا سبيل إلى مهاجمة الأتراك أماميا وأنه من الأفضل بدلاً من ذلك بأن يقوم بحركة التفاف حول ميسرة وميمنة الجيش التركي. وقاد بنفسه القوات التي كلفت بالقيام بحركة الالتفاف، وبعد أن اجتازت القوات المصرية مواقع الجناح الأيسر والأيمن للأتراك وهاجموها من الأمام والجنب هجوما شديدا فلم يصمدا وتحرج مركز قلب الجيش العثماني تبعًا لذلك أمام مهاجمة المصريين من الأمام أيضًا وتخلى جنوده عن مواقعهم وتشتتوا في الجبال.


 


حرب 1973


- خطة "خداع حرب" 1973م


تعددت خطط الخداع الاستراتيجي بحرب أكتوبر 1973، ورغم بساطتها إلا أن عظمتها كانت تكمن في ذلك، وهو ما اعترف به قادة العدو الإسرائيلي، حيث أكدوا أن سر نجاح خطة الخداع والتمويه المصري في حرب 1973 كان كامنًا في عدة نقاط:


التأكيد على السرية المطلقة لساعة الصفر وعدم الإعلان عنها، حتى كأوامر تحمل درجة سري للغاية لدرجة أن بعض ضباط القيادة لم يكونوا على علم بأن المناورة ستتطور إلى حرب حتى لحظة نشوب الحرب، ورغم ما حمله ذلك من مخاطر عدم التنسيق إلا أن ذلك كان مهمًا وغير مؤثر لبساطة الخطة.


إلغاء أي أعمال للتخطيط والاستطلاع، والتي دائمًا ما تسبق الحرب لأن هذه الأعمال كان من شأنها أن تكشف للجيش الإسرائيلي عن نوايا المصريين بشأن شن الحرب، واتضح ذلك في تسريب معلومات للمخابرات الإسرائيلية بشأن أن مصر تنوي إجراء مناورات شاملة وليس حربًا ستبدأ من 1- 7 أكتوبر، وأن المصريين الذين ينوون القيام بمناسك الحج سيتاح لهم ذلك، وأن الضباط الراغبين في الحج سيبدأ تسجيل أسمائهم منذ 9 أكتوبر 1973.


إنهاء استدعاء بعض القوات الاحتياطية كنوع من التمويه بأن مصر لا تنوي شن أي حرب لتأكيد المعلومات التي وصلت للمخابرات الإسرائيلية.


إيهام العدو حتى آخر لحظة أن مصر لا تنوي شن حربا من خلال نشر مجموعة من الجنود على طول القناة يتظاهرون باللهو واللعب ويرتدون الملابس الداخلية بدون سلاح كجزء من عملية التمويه.


إعداد خطة حرب بسيطة وشاملة غير معقدة بالتنسيق مع الجبهة السورية تتمثل في عبور التشكيلات المتمركز على القناة بعبور القناة من قطاع تمركزها دون الحاجة إلى نقل وتحريك وحدات من أماكنها وعبور خط بارليف والتمركز على الضفة الأخرى من القناة وأخذ مواقع دفاعية لصد أي هجوم مضاد إلى أن تصل إليهم الأسلحة الثقيلة والدبابات تمهيدًا لشن هجوم جديد.


زرع مفهوم في العقلية العسكرية الإسرائيلية بأن مصر لن تحارب إلا إذا حصلت على طائرات هجومية يمكنها الطيران حتى إسرائيل بدون التزود بالوقود


حرب 1973


اقرأ أيضًا ..


"النجم الساطع 2017".. بداية قوية للتعاون بين الجيشين المصري والأمريكي