لم تلتفت لكونها امرأة وتجلس على مكتبها توقع على الأوراق فقط، ولكن المهندسة فاطمة أحمد إبراهيم، رئيس مدينة الرديسية بمحافظة أسوان، فعلت ما يجب أن يفعله كل مسؤول فى مصر عندما يقع حادث عارض فى نطاق دائرة مسؤوليته.

مع دقات الساعة التاسعة صباحاً، توقف القطار رقم 988 عند مدينة الرديسية بمحافظة أسوان، أثناء قدومه من القاهرة فى طريقه إلى محطة أسوان، بسبب تكدس حركة القطارات واقترابها في المسافات بينها وبين بعضها، واستمر توقفه لنحو ساعتين متواصلتين.

وبإخطار المهندسة فاطمة أحمد إبراهيم، رئيس مدينة الرديسية، بتوقف حركة السكة الحديد ووقوف القطار رقم 988 بالقرب من مدينة الرديسية شمال محافظة أسوان، توجهت على الفور إلى موقع توقف القطار، ودار بينها وبين سائق القطار الحديث والذى أوضح لها أن سبب توقفه استكمال رحلته، لأن هناك قطارات متوقفة أمامه، وأن القطار رقم 2006 متوقف أمامه في قرية جعفر الصادق فتلقى أوامر بالتوقف لحين فك تكدس حركة القطارات الطالعة المتقاربة.

لم تكتف رئيسة المدينة بسؤال سائق القطار عن حركة القطارات، ولكن دفعها الجانب الإنسانى للسؤال عن الركاب خاصة أنهم قطعوا مسافة تزيد على 12 ساعة من القاهرة وصولاً إلى الحدود الشمالية لمحافظة أسوان، بهدف تقديم المساعدة ومد يد العون للمسافرين على متن رحلة القطار، خاصة أن باقى الركاب يفصلهم عن محطة مدينة أسوان نحو 98 كيلو متراً.

وأخبر سائق القطار رئيسة مدينة الرديسية، عن وجود حالة لسيدة مريضة بانزلاق غضروفى بالعربة رقم 4 وبحاجة للمساعدة، ورغم عدم توافر طبيب الوحدة الصحية بالرديسية إلا أن محاولات رئيسة المدينة لم تتوقف وأخذت تبحث عن طبيب بديل، وباستدعاء الطبيب صعدت المهندسة فاطمة إلى القطار برفقة الطبيب والمسعف للاطمئنان على حالة المريضة.

ومر الوقت ورئيسة المدينة تنتظر مع لحظات توقف القطار لعله يحدث جديد ويحتاج أحد الركاب إلى مساعدة طارئة، وبعد لحظات من الانتظار أخبرها سائق القطار بأن هناك مريضة أخرى بالعربة رقم 6 بالقطار كانت متوجهة فى رحلة علاج إلى معهد الأورام بمدينة أسوان وتأخرت عن موعدها بسبب توقف القطار، فتوجهت رئيسة المدينة إليها وأخبرتها عن إمكانية استدعاء سيارة إسعاف تحملها إلى مركز الأورام حتى تلحق بموعدها، إلا أن السيدة المريضة شكرتها وقالت لها سأنتظر حتى يتحرك القطار، ولم يمض إلا القليل حتى أعلن سائق القطار عن استئناف الرحلة.

لم تترك رئيسة مدينة الرديسية بأسوان، ركاب القطار، إلا وسألتهم عن حاجتهم فى طلب المساعدة أو تقديم المساعدة الممكنة لهم حتى يعودوا إلى منازلهم وأسرهم سالمين.

وفى تعليقها عن الموقف، أكدت المهندسة فاطمة أحمد إبراهيم، أنها تحركت إلى موقع توقف القطار بدافع إنسانى يجعلها تشعر بحالة هؤلاء الركاب الذين قطعوا مسافات طويلة تصل مدة رحلتها إلى ما يزيد على 12 ساعة متواصلة من القاهرة حتى أسوان، يحتاج خلالها المسافر أن يشعر بتقديم يد العون له فى حالة احتياجه لشئ طارئ.

وأضافت رئيسة مدينة الرديسية، فى تصريحات خاصة، أن الدافع الآخر الذى جعلها تتوجه إلى ركاب القطار، هو المسؤولية الاجتماعية التى تحتم عليها أن تراعى كل ما يقع فى نطاق حدود مدينة الرديسية بحكم عملها رئيسة مدينة، حتى ولو كان قطارا يتبع هيئة السكك الحديدية وتوقف لفترة ثم يستكمل رحلته.

وأشارت المهندسة فاطمة إلى أن مثل هذه المواقف ترسخ لدى المواطن الدور الذى تقوم به الدولة ومؤسساتها فى خدمة المواطنين، وعدم التوانى عن تقديم المساعدة لهم إذا تطلب الأمر لذلك، لافتة إلى أن هناك توجيهات من اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتيسير على المواطنين بما يخدم الصالح العام، وتذليل كل العقبات لرؤساء المدن والمراكز لأداء واجبهم الوظيفى.

 عودة حركة القطارات بسوهاج عقب توقفها ساعة و40 دقيقة