التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 04:01 ص , بتوقيت القاهرة

"جرائم تقشعر لها الأبدان".. أطفال فقدوا برائتهم فتحولوا إلى "مغتصبين"

في سياق تنامي معدلات العنف في المجتمع المصري، ارتفعت حوادث اغتصاب الأطفال، وتسبب انتشارها في المدارس في هلع أولياء الأمور، بعد أن أضحى عاديا أن يحدث في فناء المدرسة أو دورات المياه، أو حتى داخل الفصول الدراسية، ولكن الغرب هو زيادة حالات الاغتصاب والعنف الجسدي بين الأطفال على بعضهم البعض، نتيجة للتربية الخاطئة ومكوثهم في الشوارع بلا مأوى وعوامل أخرى كثيرة.


ونستعرض في هذا التقرير بعض الوقائع التي تكشف الاعتداءات الجنسية بين الأطفال على بعضهم البعض، وتفسير الأطباء والخبراء لهذه الظاهرة.


خمس أطفال يتناوبون على اغتصاب آخر بدور رعاية أيتام


تعرض الطفل "محمد. أ" للاعتداء الجنسي وممارسة الشذوذ معه من قبل خمسة أطفال آخرين داخل جمعية لرعاية الأيتام لمدة عام كامل، مما أصابه بـ"تهتك في المؤخرة"، حيث استمر الاعتداء عليه لفترة زمنية طويلة.


وتناوب خمسة طلاب بالمرحلة الابتدائية اغتصاب الطفل، خلال إقامته بعنبر الكبار بمقر الجمعية ليلا، كما اتهم عددا من المشرفين على العنابر بالتقصير والإهمال، ما أدى لإقامة حفلات للشذوذ بين الأطفال داخل عنابر النوم.


38 طفلا يمارسون الشذوذ بجمعية لرعاية الأيتام


لم يكن الطفل "محمد" وحده ضحية الشذوذ الجنسي، فقد شهدت جمعية لرعاية الأيتام بعين شمس نفس الواقعة بشكل أكثر بشاعة، بقيام 38 طفلا بممارسة الشذوذ الجنسي فيما بينهم، واكتشفت المشرفة الاجتماعية الواقعة، بعد أن اعترف لها أحد الأطفال بقيام الأطفال الكبار بالدار بالاعتداء عليهم ليلا، وتصويرهم وإجبارهم على الاستمرار في تلك الممارسات.

 طالب ابتدائي يحاول اغتصاب زميلته


لم تقتصر الممارسات الجنسية بين الأطفال على دور الأيتام فقط، ولكن امتدت إلى المدارس أيضا، وشهدت محافظة القليوبية كارثة أخلاقية جديدة بطلها تلميذ ابتدائي، حاول اغتصاب زميلته بدورة مياه إحدى المدارس، مما استدعى توجيه أمر من النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وإحالة التلميذة للطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها.


ودلفت الطفلة "صابرين. أ" - 7 أعوام، بالصف الثاني الابتدائي، إلى الحمام في فترة "الفسحة" المدرسية، وبعد دقيقة فوجئت بالطفل "م. ن" - 11 عامًا، يدخل خلفها ويغلق الباب محاولة تقبيلها بعنف وتجريدها من ملابسها وملامسة أماكن حساسة بدأت في الصراخ، رغم محاولاته لتكميم فمها، لكن عددًا من تلاميذ المدرسة دخلوا الحمام، وفوجئوا بمحاولة التلميذ اغتصاب زميلته فاستغاثوا بالمشرفين واقتادوه إلى مكتب المدير، الذي لم يتخذ أي إجراء سوى استدعاء أولياء أمور التلميذين، ما تسبب في هروب والد التلميذ بابنه حتى لا يتم القبض عليه.


طفل يغتصب ابنة عمه بمساعدة صديقه


لم يرحم "إسلام. ع" - 14 سنة، و"أدهم. إ" - 14 سنة، استغاثات وطلبات الطفلة "فاطمة" ابنة الـ6 أعوام، لتركها تعود إلى منزلها، وعدم الاقتراب منها، ولكنهم أصروا على اغتصابها ، بعد أن استدرجاها إلى سطح أحد المنازل، وتناوبا الاعتداء عليها جنسيا.


وكشفت التحريات أن الطفلة خرجت من منزلها وتوجهت لمركز تحفيظ القرآن، وفي طريقها قابلت ابن عمها الذي طلب منها الصعود معه إلى السطح فهو يريد أن يعطيها بعض الأشياء لتسليمها لوالدته، وبعد أن صعدت أعلى العقار وجدته يحاول ملامستها، فابتعدت عنه فجذبها بالقوة بمساعدة صديقة وجردوها من ملابسها، وحاولت الصراخ والاستغاثة فكتم صوتها  عن طريق وضع كيس برأسها، لكنه فشل فطعنها في الرقبة، وأعطى السكين لصديقه الذي طعنها بالبطن، واستطاعوا نقل الجثة إلى الأسطح لإخفاء آثار الجريمة.


طفل يغتصب طفلة بمصر القديمة


وفي مصر القديمة، اغتصب طفل يبلغ من العمر 12 عاما، طفلة عمرها 8 سنوات، بعد تجريدها من ملابسها بمنطقة خالية من السكان، في أغسطس 2014، وكشفت التحقيقات أن خفيرا بمنطقة القلالية بمصر القديمة ضبط طفلا أثناء اغتصاب طفلة مجهولة النسب.


وأضافت التحقيقات أن الطفل استغل تسول الطفلة ووعدها بأن يصطحبها لتعيش مع أخته بمنزلها وتساعدها في البيع، إلا أنه اصطحبها إلى أحد الأماكن الخالية من السكان، وجردها من ملابسها واغتصبها، وسط أصوات استغاثتها، فضبطه الخفير وسلمه إلى قسم الشرطة.


طفل يغتصب زوجة جدته


لم يغفر لها كبرها في السن ومساعدتها للطفل، وأقدم "رامى. م" - 17 سنة، على اغتصاب زوجة جده المتوفي، التي تعيش معه بنفس المنزل في مدينة طنطا بالغربية، التي اعتاد التحرش بها، واشتكت منه كثيرا لوالدته التي كانت تنهره ولكن دون فائدة.


وفي يوم الحادث ادعى المتهم مرضه حتى يتحجج لعدم التوجه إلى المدرسة حيث كان في المرحلة الثانوية، واستغل انصراف أسرته وكان يراقب المجني عليها حتى صعدت إلى سطح المنزل لنشر الغسيل، وصعد خلفها، وأثناء ذلك أمسك بجسدها ولكنها قاومته حتى اعتدى عليها بالضرب على رأسها بعصا وخنقها بإيشارب حتى لا يفتضح أمره، وفقدت المجني عليها الوعي، وظل يغتصبها، ثم نزل إلى شقته وغسل جسده من الدماء، ومكث في النوم حتى يبعد الشبهة عنه.


خبراء يفسرون أسباب انتشار الظاهرة


قالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، إن المجتمع أصبح يعاني من حالة تدهور أخلاقي وانهيار أسري غير مسبوق، الأمر الذي أرجعته لغياب الأم عن المنزل وعدم متابعة أطفالها، وأن نزولهم للعمل لمواجهة الظروف الاقتصادية والتطلعات أثرت بشكل كبير علي الأطفال، فهي تتركهم بالحضانات دون رعاية، ولا تعلم ماذا يحدث لهم طوال هذه الفترة، وهذا من أكبر الكوارث التي تدمر المنزل.


وأضافت خضر، أن الأمهات يلهثون وراء الموضة ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والخروج مع الأصدقاء، تاركين الأطفال للخادمات، فهم أول من يعلموهم الممارسة الجنسية والشذوذ، لعدم مراقبة الأم لتصرفاتهم، فضلا عن نزول الأطفال للشارع للعب مع أصدقائهم. 


وطالبت خضر الأسر المصرية بالتقليل من الإنجاب لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، والقدرة على متابعة وتربية الأبناء، فلابد للأم أن تكن صديقة للطفل تتحدث معه في كافة الأمور دون خجل وترفع من توعيتهم، موضحة أن من أخطر الأمور التي تحدث أن تنجب الأسرة أطفال في منزل صغير، فيرى الطفل الأب والأم يمارسون العلاقة الحميمة، فترسخ في ذهنه، ويبدأ في محاولة تقليدهم.


وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تمارس دورا خطيرا في حياة الأطفال، وأصبحوا معرضين لمحتوى ثقافي مختلف من كل دول العالم يتطلعون عليه دون وعي، مما يفاجئنا بقضايا شذوذ الأطفال واستغلالهم جنسيا فالأم تتفادى مطالبات الأطفال وتتركهم أمام الإنترنت طوال اليوم دون مراقبة، طالما أنهم لا يزعجوها، وعدم ممارسة الأب لدوره.


من جانبه، قال الدكتور عادل أبو زهرة، استشاري الطب النفسي، والأمراض العصبية بجامعة الإسكندرية، إن الطفل يصل لسن البلوغ في عمر 10 سنوات، ثم يصبح قادرا على ممارسة الجنس، وللأسف عدد كبير من الأطفال في هذه المرحلة ينجذبون لممارسة الشذوذ الجنسي.


وأضاف "أبو زهرة": "أغلب هذه الوقائع تحدث داخل الغرف المغلقة لعدة أسباب، من بينها ارتفاع نسب مشاهدة الأطفال للأفلام "الإباحية" عبر شبكة الإنترنت، ناهيك عن مشاهد الإثارة التي يشاهدونها في التليفزيون على مدار اليوم،  وصادفني عدد كبير من هذه الحالات، منها طفل وصل لمرحلة البلوغ في سن العاشرة وبدأ في ممارسة الشذوذ الجنسي مع شقيقه، وبنت لم تبلغ عامها الـ11 كانت تمارس الشذوذ مع بنت خالتها، مشددا على ضرورة الرعاية الأسرية واحتواء الأطفال في هذه المرحلة العمرية الخطيرة".


اقرأ أيضا ..


صورة| ماذا يفعل القضاة للتظلم من قرارات الحركة الجديدة؟