التوقيت السبت، 25 مايو 2024
التوقيت 02:34 م , بتوقيت القاهرة

دراسة| 7 أسباب وراء "إرهاب المواصلات العامة".. "صعوبة التأمين" أبرزها

تحولت المواصلات العامة إلى هدف سهل للتنظيمات الإرهابية، التى استغلتها فى تنفيذ عدد من جرائمها الإرهابية، واعتمدت تلك التنظيمات على سهولة خرقها، لوجود ثغرات كبيرة بها، تتعلق بمنع تأمينها بشكل كامل، ما جعلها في بؤرة الاستهداف من قبل الإرهابيين، لكثافة الحشود التي تستخدمها خطوط القطارات والمواصلات العامة في العالم، إلى جانب صعوبات التأمين، وإمكانية التخفي، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية الناتجة عن تلك الهجمات، والتي تؤدي إلى خلق حالة من الهلع والخوف وشل حركة المواطنين وصعوبات التأمين، وإمكانيات التخفي، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية الضخمة المترتبة على الهجمات.


 


حادث تفجير مترو لندن


 


وكانت آخر تلك الهجمات، الحادث الإرهابي الذي استهدف محطة مترو الأنفاق "بارسونز جرين" بمنطقة فولهام جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن. 


ولم يكن حادث لندن هو الأخير، بل سبقه عدد كبير من الجرائم الإرهابية التي طالت القطارات في العالم، بل سبقتها تفجير الإرهابيين لحقيبة تحتوي على مسامير وعبوات غاز داخل محطة سنترال للقطارات في بروكسل في يونيو 2017؛ إلا أن الجنود الموجودين داخل المحطة تمكنوا من قتله قبل تنفيذ العملية.


وقبلها تعرض قطار الأنفاق بمدينة "سان بطرسبرج" الروسية في أبريل 2017، إلى مقتل 14 فردًا وإصابة العشرات، واكتشفت السلطات الأمنية الروسية كذلك قنبلة في محطة "بلوشاد فوستانيا"، وتمكنت من إبطال مفعولها قبل حدوث الانفجار.


وفى تقرير له حول دوافع الاستهداف للمواصلات العامة تحديدًا من قبل التنظيمات الإرهابية، أكد مركز المستقبل لدراسات الإرهاب، عدة دوافع وراء هذا الهجوم في مقدمتها..


 


داعش


 


كثافة الحشود


تجذب كثافة الحشود في المواصلات العامة التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عملياتها الإجرامية، نظرًا للخسائر الكبيرة فى الأرواح البشرية، بالإضافة إلى إشاعة الذعر بين المدنيين.


وأشارت تقارير رسمية إلى أن عدد القطارات فى لندن تبلغ نحو 543 قطارًا يرتادها ما يزيد على 5 ملايين راكب يوميًّا، ما يؤكد أن القطارات هدف ثمين للإرهاب. 


صعوبة التأمين


على الرغم من اعتماد شرطة لندن على أساليب وتقنيات متقدمة في تأمين وسائل المواصلات، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود ثغرات متعددة تسمح بتنفيذ العمليات الإرهابية، حيث يوجد أكثر من 12 ألف كاميرا مراقبة في محطات مترو الأنفاق وعربات القطارات، ويتواجد يوميًّا ما يقرب من 700 شرطي في كافة خطوط مترو الأنفاق في لندن.


وترجع صعوبات التأمين إلى تعدد مداخل ومخارج المحطات، وكثافة الحشود التي تستخدم المواصلات العامة يوميًّا، بالإضافة إلى اتساع نطاق المناطق المراد تأمينها.


 


حادث قطار باريس


 


اختراق المدن


يمثل اختراق خطوط النقل العامة داخل المدن إلى ثغرة كبيرة تستغلها التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عملياتها الإرهابية، حيث إن تصميم خطوط النقل العامة عبر امتداد المدن يجعل من الصعوبة تأمينها بشكل كبير.


ويسمح هذا التصميم بنقل التهديد الإرهابي من المناطق الأقل كثافة وازدحامًا إلى قلب العواصم دون أن تلاحظ السلطات الأمنية، فقد يقوم أحد العناصرالإرهابية باستخدام القطارمن محطة خارج المدينة المستهدفة في منطقة غير مأهولة لينتقل إلى قلب العاصمة، ثم يقوم بتنفيذ العملية الإرهابية لإحداث أكبر قدرٍ من الخسائر.


سهولة التخفي


تمنح المواصلات العامة ستارًا كبيرًا للإرهابيين للمرور بينها، لاتساعها وسهولة وضع عبوات ناسفة أثناء الازدحام داخل القطارات أو في مناطق انتظار الركاب، وينطبق ذلك على العناصر التي تنفذ العملية الإرهابية؛ حيث يمكنهم الاختباء بين الحشود دون إثارة شك السلطات الأمنية، ويرتبط ذلك بانتشار "النقاط العمياء" (Blind Spots) في مناطق الازدحام داخل المدن، والتي يمكن للتنظيمات الإرهابية معرفتها من خلال دراسة مواضع تثبيث الكاميرات وملاحظة النمط اليومي لتدفقات الحشود عبر المدينة، بحيث يمكن لعناصرهم استغلالها لاحقًا في الاختباء من قوات الأمن.


تحريض "القاعدة"


ترتبط عمليات استهداف وسائل المواصلات العامة بتحريض تنظيم القاعدة على تنفيذ هذا النوع من العمليات؛ حيث خصص تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في اليمن عدد أغسطس 2017 من مجلته "إنسباير" باللغة الإنجليزية لتحريض عناصره على شن هجمات على قطارات وخطوط السكك الحديدية في أوروبا، وانتقالها إلى "داعش"، وهو ما يرتبط بانتشار عمليات "الذئاب المنفردة" وعمليات "إرهاب الممكن" التي تعتمد على الوسائل المتاحة في تنفيذ عمليات إرهابية بالدول الغربية.


 التأثير النفسي


يستهدف الإرهابيون المواصلات العامة لإحداث أثر نفسي واجتماعى قوى للإضرار بالحياة اليومية داخل المدن؛ حيث تعتمد الحياة اليومية الحضرية -في بعض الأحيان- على انتقال المواطنين من المناطق السكنية على أطراف المدن إلى مناطق عملهم في وسط المدينة، وهو ما يجعل الإحساس بالأمن أحد المتطلبات الأساسية للتفاعلات الحضرية. 


الخسائر الاقتصادية


تعرف التنظيمات الإرهابية أن العمليات الإرهابية تحقق أكبر قدر ممكن من الخسائر الاقتصادية الضخمة، فى حالة تعطل حركة النقل عبر المدن، ما يتسبب فى تعطيل نقل بعض السلع سريعة التلف -مثل المحاصيل الزراعية من المناطق الريفية- إلى المدن، بالإضافة إلى تأثر حركة السياحة بسبب مخاوف السائحين من السفر إلى الدول التي شهدت عمليات إرهابية من هذا النوع، وتحذيرات المؤسسات الأمنية بهذه الدول لمواطنيها بسبب التهديدات الإرهابية المتصاعدة للأماكن المزدحمة في مناطق الجذب السياحي ومرافق النقل العامة.


اقرا ايضا


منفذ هجوم مترو لندن اعتُقل قبل أسبوعين في نفس المكان