التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 04:21 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| لماذا يكرهون "عمرو دياب"؟.. تعرف على قصة "الصراع الأبدي"

"صراع الأجيال".. هو سنة الله في هذه الحياة، طالما كان هناك جدالات ونزاعات بين كل جيل شب وآخر ينشأ في طريقه للهيمنة، لذا بات الصراع أبديا بين الأجيال، ولم يسلم أحد من هذه الحرب المشتعلة، والباردة أحيان أخرى.


عمرو دياب، الشاب القادم من بورسعيد حفر في الصخر حتى الوصول إلى قمة جبل الغناء، لينصبه جموع الشباب زعيما لجيله وكافة الأجيال التالية، لم يسلم طوال مسيرته من هذا الصراع الأبدي.


كعادتنا نحن البشر، لسنا جميعا متشابهون في الصفات ولا النفسيات، فبيننا من هو متصالح مع نفسه حتى وإن ضاقت عليه الدنيا وتراجعت أسهمه أمام آخرين، فلا يحقد ولا يكره بل يتمنى لغيره الخير، وآخر يجد بساطه قد سُحب فيغلي بركانه بداخله، فيبدأ الضرب كالأعمى المتراقص على سلم السقوط.


هكذا عاش دياب مسيرته، بساط النجاح الذي سحبه لصالحه وبدأ في بناء أسطورته، التي أنست الناس نجومية هذا أو ذاك، فتبدأ مشاعر الكراهية والغيرة والحقد، فيبدأ النقد في ثوب فني ظاهرا، لكنه شخصيا في الباطن.


هل عاش الهضبة وحده هذا الصراع؟ بالطبع لا، فإذا مررنا سريعا على بدايات هاني شاكر، فستجد حربا إعلامية ونفسية بينه وبين عبد الحليم حافظ في عز شهرته ونجوميته، فبدأ البعض يستفز العندليب بشاب صغير قادم، في طريقه لسحب البساط من تحت قدميه.


هل استمعت لرأي الأسطورة عبد الحليم حافظ في المطرب الشاب هاني شاكر؟


كشف العندليب عن رأيه في الخطر القادم، كما هيأ له الإعلام والصحافة حينها، فقال عن شاكر: "صوته كويس، بس ميتهيأليش هيتخطى مستواه، وانا معرفوش شخصيا، بس ميتهيأليش إنه طموح".



إذا سألت أحد شباب الجيل الحالي عن هاني شاكر، حتى ولو كان أحد كارهيه، سيقول بدون تفكير "صوته عظيم"، لكن بحكم "صراع الأجيال"، سيكون الرأي "صوته كويس" وكفى، لا أكثر ولا أقل.


هل كان "صوته كويس"، المدح الذي يحمل التشكيك في باطنه، أسوأ ما قيل عن هاني شاكر؟، لمعرفة الإجابة دعونا نعرف رأي أحد مطربي الأجيال التي سبقت أمير الغناء العربي، وهو محرم فؤاد، الذي قال علانية عنه: "هذا لا يصلح إلا لأغاني الأطفال وأفلام خاصة بالأطفال فقط، صوته في هذه المنطقة يجعله نجما".


لنذهب إلى صوت آخر لا يختلف عليه إثنين "علي الحجار"، كيف كان رأي بعض نجوم الجيل الذي سبقوه، وهنا نعود مجددا إلى محرم فؤاد، الذي قال أيضا عنه: "ينفع قائد للكورال، لو كان في وسط مجموعة كورال ويقولوا أناشيد حماسية ينجحوا أوي أوي"، هكذا وضع صراع الأجيال صوت "علي" في خانة "قائد كورال!".


وماذا عن عمرو دياب يا مطربنا العظيم؟ يقول محرم فؤاد: "بصفتي منتج سينمائي أنا أفكر أعمله رواية إيه، ممكن أعمله فيلم يطلع فيه واد بنبوطي في بورسعيد يغني بالسمسمية، يبقى واد كويس أوي أوي".



نعود إلى تقييم أحد رموز الأجيال السابقة للمطرب الشاب علي الحجار، ليحكي الحجار نفسه عن رأي الملحن الكبير كمال الطويل فيه: "لم يكن مقتنعا أبدا بي، وقال عني أني بلا إحساس"، ويواصل سرد قصته في حوار سابق مع "دوت فن":



هل سلم عبد الحليم نفسه من مسلسل "صراع الأجيال"؟، حتما الإجابة "لا"، فتمت مهجامته بشراسة في بداياته، ووصفه البعض أنه "صوت ضعيف، لكنه ذو إحساس!"، هكذا كان رأيهم في العندليب قبل بزوغ نجمه.


الجميع يعرف أن هناك ملحنا كبيرا قد كف عن العمل وأصبح ضيفا دائما على القنوات الفضائية ليخسف بهذا المطرب الأرض ويلعن صوت هؤلاء، ويفضح إحداهن، كما أنه قائد فريق الكارهين والمهاجمين للهضبة بلا منازع، هذا بعيدا عن ظهوره الاستثنائي المدفوع الثمن في برنامج "الحلم"، ليغير أقواله كليا في صوت وأغاني دياب، التي أصبحت عالمية في نظره طوال ظهوره في حلقات البرنامج.


لم يكتف هذا الملحن العظيم، الذي بارت سلعته، بالثناء النادر على دياب، بل واستشهد بمدح الأسطورة محمد عبد الوهاب لعمرو دياب، وكشف عن اللقاء الذي جمع الطرفين، مؤكدا أن عبد الوهاب انهال بالمديح على الهضبة في بداياته، قبل أن ينتهي البرنامج ويعود الملحن الكبير إلى دور البطولة في مسلسل "صراع الأجيال".


الصراع الأبدي لم يصب الجميع، بل هناك من حباه الله نعمة النفس الصافية، ولا يشغل باله بساط يُسحب أو نجومية تخفت، بل يعبر عن رأيه ومشاعره بكل إنصاف، دون كره أو حسد أو غيرة من شباب أزاحوهم عن الصورة مؤقتا، فعلى سبيل المثال، ظهرت الفنانة الراحلة صباح في إحدى اللقاءات على شاشة التليفزيون المصري قبل سنوات.


صباح تم سؤالها عن المطرب الأفضل في الجيل الحالي، فأجابت بلا تردد: "عمرو دياب"، لتؤكد أنها أحد معجبيه وتستمتع بالعديد من الأغاني التي يرددها.


الفنانة وردة أيضا جمعتها علاقة جيدة بالهضبة، بل وغنت معه "دويتو" لإحدى أغانيها وهي "حرمت أحبك" في إحدى الحفلات الخاصة، وخرجت أخبار بعدها تشير إلى طلب المطربة الجزائرية من دياب أغنية من ألحانه نظرا لإعجابها بموهبته في التلحين، ليتهرب منها عمرو بذكاء: "أنا مش ملحن، الألحان اللي بلحنها دي مجرد خواطر بتجيلي مش أكتر".


<iframe width="854" height="480" src="https://www.youtube.com/embed/wGQ_ifqRQe8" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>


الفنان محمد الحلو، الذي بدأ قبل دياب بسنوات قليلة، لم ينضم إلى الصراع الأبدي، رغم تراجع نجوميته مقابل زحف الهضبة منفردا نحو القمة، فقال عنه في لقاء تليفزيوني مؤخرا: "أنا لما بروح أوروبا بسمع عمرو دياب، فأنا بحب دي إنه يكون سفير من بلدي، أكون قاعد في حتة كلها أجانب بلاقيله غنوة".



أسطورة التلحين في العالم العربي "محمد عبد الوهاب"، تطرق للحديث عن دياب في بداياته، في حوار صحفي قال فيه: "الجمهور بيحب عمرو دياب ودي أهم خطوة في النجاح، أن يحب الجمهور المطرب، هناك مطربون كُثر في تاريخ الغناء كانت أصواتهم جميلة وأداؤهم جيد، لكنهم بقوا في الصفوف الخلفية، لأنهم افتقدوا حب الجماهير".


وهنا يتحتم أخذ رأي عمرو دياب نفسه في هذه القضية، في المقطع الآتي:



ويظل السؤال يلوح في الأفق "لماذا عمرو دياب؟"


إذا كان ما تم سرده سابقا هو السبب الرئيسي، فلماذا استمر الهجوم عليه مع تعاقب الأجيال أيضا؟، بعدها اسأل نفسك سؤالا: "هل توقف عمرو دياب عن التجديد والتطوير وتغيير شكل موسيقاه؟ أم واصل مفاجأة الجميع مع كل إصدار جديد؟ هل اكتفى بظهور نمطي أم مستمر في مفاجأة جمهوره قبل غيره؟، لذا سيبقى الهضبة في الواجهة وسيستمر النيل منه، لأنه سيظل متمردا ومجددا لكل ما ألفته الآذان واعتادته، سيبقى عدوا لهؤلاء المصابين بمرض "الحنين إلى الماضي والذكريات"، لأنه كان وسيظل رائدا لكل ما هو جديد، لذا سيبقى وقودا لإشعال سخونة أحداث مسلسل "صراع الأجيال" حتى بين أبناء الجيل ذاته.


هكذا كان وسيظل الصراع الدائم بين مختلف الأجيال، حتى خارج المجال الفني، ستجد صراعا دائرا داخل كل بيت بين أب وابنه، نظرا لاختلاف الأذواق وعدم قبول الأجيال السابقة اختلاف الزمن والمتغيرات، لنبقى جميعا داخل مسلسل لم يسلم منه إلا ذوي القلوب الصافية والعقول الناضجة والنفسيات السليمة، وتبقى الكلمة الأخيرة الوجيزة للهضبة في لقاء تليفزيوني عام 1995 خير ختام.