التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 07:35 ص , بتوقيت القاهرة

مائة عام على وعد بلفور

 


يمر علينا تلك الأيام مائة عام على وعد بلفور، وخمسون عاماً على حرب يونيو، كلاهما حدثان هامان فى تاريخنا المعاصر.


ما حدث لنا كعرب ليس فشلا عسكريا فقط، بل فشل سياسي في المقام الأول، فرغبات شخصية للسياسيين كانت الفاصل الحقيقي فى المعارك، وليست الأهداف الوطنية، فكل يبحث عن مجد شخصي، ولو استطاع العرب وقتها التركيز على أهدافهم العامة بدلا من أهدافهم الشخصية لكان الوضع مختلفا حاليا.


إن وعد بلفور ما هو إلا  الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


وجاء فى نص الرسالة "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".


علينا أن ندرك أنه لم يكن هناك تنسيق حقيقي بين الجيوش العربية أثناء نكبة 48، فكل زعيم يبحث عن مجد شخصي له، وهناك دول شاركت من أجل المشاركة دون قوات حقيقة.


لم يتخلص العرب حتى الآن من الاتهامات بالخيانة فيما بينهم، فكل زعيم يرى الآخر خائنا وطامعا فى كرسيه، فلم يقف العرب صفا واحدا تحت قيادة واحدة من أجل تحقيق النصر أثناء النكبة.


القوات الشعبية المصرية بقيادة البطل أحمد عبد العزيز، حققت العديد من الانتصارات ولكن فجأة تدخلت القوات المصرية النظامية في حرب عصابات لم تتدرب عليها، وتغيرت الخطط، مما أضاع هيبة الانتصارات التي قام بها البطل أحمد عبد العزيز.


كما كانت انتصارات الشهيد  الفلسطيني عبد القادر الحسيني  واضحة أمام الجميع، ولكن رفضت الدول العربية دعمه بالسلاح، فقال أثناء اجتماعه: "نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم، إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين".


وبالفعل حقق الشهيد عبد القادر الحسيني آخر انتصاراته واستشهد وضاعت فلسطين من بعده، مائة عام على وعد بلفور دليل على ضعف العرب وعدم قدرتهم على التنسيق فيما بينهم.