التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:24 ص , بتوقيت القاهرة

هو إنت ليه سبتها؟!

نشر أحد المواقع الأمريكية مقالًا عن الصفات التي إذا وجدت في امرأة يجب على الرجل ألا يفرط بها.  كان المقال ليمر عليّ مرور غيره من مقالات نصائح العلاقات لولا انتشاره الملفت في دوائر أصدقائي على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.


بدأ المقال بمقدمة عن ندرة مقابلة الشخص المناسب وكيف أن بعض الأشخاص خلقوا ليكملوا بعضهم البعض، ثم انتقل لذكر إحدى عشرة صفة إذا ما توافرت في امرأة فعلى الرجل أن يتأكد أنها الكنز الذي يبحث عنه.


والصفات هي: داعمة، جميلة، طيبة ومهتمة، لديها حيوية، تحبك من أعماق قلبها، تعلم كيف توائم أمورها، تجعلك تشعر بأنك في المكان المناسب، تخبرك بأخطائك بصراحة، صاحبة شخصية قوية، شغوفة، وأخيرًا إذا كانت تعني لك كل شيء فهي الكنز الذي تبحث عنه.


كما يبدو من الملخص السابق، المقال بسيط، لا يحمل بين سطوره خلاصة الحكمة. ولا يقترح كاتبه ما يخفى على لبيب. رغم ذلك حقق المقال انتشارًا ملفتًا بين النساء لأنه يحمل رسالة أهم من نصح الرجال، المقال يحمل رسالة لوم وتوبيخ لكل رجل كان في يده كنز وفرط فيه.


تبدأ القصة ككل القصص، هو وهي ومشروع علاقة. هي جميلة ككل النساء، شغوفة بتفاصيل لا يقدرها غيرها، تنظر للحياة بإيجابية في أغلب الوقت. تقدم له الدعم والنصح بطيبة وإخلاص، ترعاه وتوائم بين ما تريده وما يريد حتى تحافظ على استمرار العلاقة. هي كنز ولكنه لا يراها كذلك!


فعلى الرغم من إعجابه بها، وامتنانه للكثير مما تفعل. وعلى الرغم من أنها تعني له الكثير، إلا أنها "دائمًا" ينقصها شيء يظنه مهمًا. فهي مثلًا، "حلوة بس مش قوي"، "تخينة"، "رفيعة"، "لا تجيد اختيار الألوان"، "محجبة/ غير محجبة"، "وظيفتها لا توافق توقعاته"، "بيضاء/ سمراء/ بنية/ صفراء".


"هي" دائمًا ناقصة! وهذا النقص هو ما يجعله يحسم أمره بسهولة. "هي" ليست كنزًا وخسارتها ليست بالخسارة! يرحل ليبحث عن الشيء الناقص وحينما يجده يظن أنه وجد "الكنز".


لكن هذا الكنز ينقصه أن يكون داعمًا ومحبًا مخلصًا، هذا الكنز لا يصدقه النصح، هذا الكنز لا يشعره بأنه في المكان المناسب، هذا الكنز ينقصه الكثير من الشغف. هذا الكنز ليس أكثر من الشيء الذي ظنه مهمًا. هذا الكنز لا شيء!


الحقيقة أن الكثير من الرجال يفرطون في كنوز ليطاردوا أوهاما، وما أن يتكشف لهم الوهم حتى يبدأوا في لوم القدر والظروف التي لم تمنحهم "كاملة الأوصاف" التي يستحقون. الحقيقة أن القدر والظروف براء من تلك التهمة، "فكاملة الأوصاف" كانت متاحة وأنت تركتها بملء إرادتك لأنك لم تر "كمالها".


جميلة وطيبة وغاية أملها حبك ورضاك، قلتلي بقى سبتها ليه؟!