موسم المهرجانات السينمائية يبدأ


مساء الغد الأربعاء 11 نوفمبر تنطلق فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي شاءت الظروف أن يكون هو الحدث الافتتاحي لموسم المهرجانات العربية الكبرى (الشتوي دائمًا)، بعدما كان ترتيبه الزمني عادة يأتي ثالثًا، بعد الفقيد مهرجان أبو ظبي السينمائي (الذي تقرر إيقافه مطلع مايو الماضي)، ومهرجان الرباط لسينما المؤلف (الذي تم تأجيله استثنائيًا إلى يناير 2016 بسبب انشغال المغرب بالانتخابات النيابية).
انطلاقًا من الغد وحتى نهاية العام، سيبدأ الإعلام السينمائي العربي، ومعه أنظار محبي السينما الجادة ومتابعيها، في الانتقال من مدينة لمدينة، لرصد ما يُعرض من أفضل أفلام العام على المستوى العالمي، والجديد والمرتقب من أفلام المنطقة. أجندة المهرجانات المقبلة تتضمن ما يلي:
القاهرة السينمائي (11 - 20 نوفمبر)
نظرياً، تقدمه لنقطة بداية الموسم نقطة قوة تسمح له بأن ينال حق العرض الأول في المنطقة لأهم الأفلام، لكن عمليًا يصعب أن يمتلك القاهرة السينمائي صاحب الميزانية الكلية التي لا تتجاوز المليون دولار عوامل جذب كافية لجذب أكبر وأشهر العناوين. الرهان البديل الأذكى هو ما بدأه الناقد سمير فريد خلال رئاسته الدورة الماضية، بتحويل المهرجان لحدث ثقافي جاد، يهتم بالمحتوى قبل أي حسابات لشهرة أو أضواء أو جوائز. اتجاه نتمنى أن تستمر عليه الدورة الجديدة، خاصة وهي تأتي في لحظة بالغة الحرج على صعيد صورة مصر في الإعلام العالمي، لعل صور قاعات العرض المزدحمة- إن حدث- تكون وسيلة لتصدير صورة أفضل عن عاصمة المليون نسمة وأكثر.
أيام قرطاج السينمائية (21 - 28 نوفمبر)
المهرجان الأعرق في المنطقة (يحتفل بخمسينيته العام المقبل)، يظهر في ثوبٍ جديد هذا العام. للمرة الأولى تُقام فعالياته بشكل سنوي بعدما كان منذ تأسيسه يقام كل عامين، وتحت إدارة جديدة بإشراف المخرج والمنتج إبراهيم اللطيّف. تحافظ أيام قرطاج على هوية المسابقات الرسمية المكوّنة حصريًا من أفلام أفريقية وعربية، ويُضاف إليها مسابقتان جديدتان لأفلام العمل الأول وأفلام الطلبة. الإضافات تأتي في إطار التوسع التدريجي في حجم المهرجان، ليغطي برنامجه حجم الإقبال الكبير من قبل جمهور قرطاج، المهرجان الذي يندهش كل من يزوره من حجم الحضور في كافة عروضه.
مهرجان أجيال (29 نوفمبر - 5 ديسمبر)
المهرجان النوعي الوحيد خلال الموسم، والذي يُحمله البعض أكثر من طاقته، باعتباره الوريث الوحيد لمهرجان كبير تم إيقافه هو "الدوحة ترايبكا". مهرجان أجيال المتخصص في السينما المرتبطة بالأطفال والناشئة يواصل في دورته الثالثة محاولاته لأن تكون أيام المهرجان احتفالية حقيقية للأطفال. المهرجان الذي تتكون لجان تحكيمه من الأطفال لم يعلن بعد عن تفاصيل أو برامج، لكنه فتح باب التسجيل للراغبين في المشاركة بالتحكيم، بالإضافة إلى تسجيل في عدد من الألعاب والمسابقات الضخمة التي سينظمها المهرجان خلال أيامه، في فكرة بالغة الذكاء لربط الجمهور المستهدف من المهرجان بفعالياته وأحداثه.
مهرجان مراكش (2 - 12 ديسمبر)
المهرجان الأضخم والأشهر في المغرب (الدولة العربية التي تنظم أكبر عدد من المهرجانات السينمائية سنويًا). لم يعلن بعد عن الكثير من تفاصيل الدورة الخامسة عشرة، باستثناء خبرين فائقي الأهمية، الأول هو أن المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا سيكون رئيس لجنة تحكيم هذا العام، والثاني هو اختيار السينما الكندية لتكون ضيف شرف المهرجان، بعرض مجموعة أفلام كبيرة واستضافة وفد من المخرجين والممثلين الكنديين. التوقعات من مراكش تمزج دائمًا بين الضخامة والأناقة والأسماء الرنانة التي يحرص المهرجان دائمًا على تواجد بعضها في كل دورة.
دبي السينمائي (9 - 16 ديسمبر)
درة التاج وختام العام السينمائي في المنطقة العربية. أول مهرجان سينمائي كبير في الخليج العربي، والمهرجان الوحيد الذي تمكن من النجاح والاستمرار رغم كل المشكلات التي جعلت المهرجانات الأخرى تتعثر. دبي السينمائي بدأ مبكرًا في الكشف عن بعض تفاصيل دورته الثانية عشر، عبر بيانات صحفية تتضمن عددًا من الأفلام التي سيعرضها المهرجان، سواء في مسابقة المهر العربي التي صارت أهم مسابقة سينمائية عربية على الإطلاق، في حجم التنافس والجوائز (وبالطبع كون المهرجان داعما رئيسيا لصناعة السينما في المنطقة)، أو في عروض السينما العالمية التي تتضمن العناوين المعلنة منها حتى الآن عدد كبير من الأفلام المهمة التي نالت سمعة دولية ممتازة وجوائز عديدة.
في الغد يبدأ هذا الماراثون السينمائي، وبين عروض وندوات وكتب ومناقشات، سيعيش محبو الفن السابع 40 يوماً من السينما الخالصة.