التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 08:57 ص , بتوقيت القاهرة

متى نقضي على الإرهاب؟

نقضي على الإرهاب حين يكُف أولئك المتنطعون عن تكرار الجملة التي مللناها، ومع كل حادث إرهابي توقعناها: الإسلام بريء. والأمر عينه مع أختها الأكثر منها سخافة: الإرهاب لا دين له.


نقضي على الإرهاب في اللحظة التي يقتنع فيها المسلمون بأن الإسلام ليس الحل، بل بصورته الحالية هو المشكلة.


نقضي على الإرهاب حين نمتلك شجاعة الاعتراف بأن الإسلام هو المتهم الأول، وبصورته الحالية لا متهم غيره.  


نقضي على الإرهاب في اللحظة التي يقتنع فيها المسلمون بأن تراث الإسلام هو المفرخ الرئيسي، بل الأول، والوحيد والحصري، لكل أولئك السفاحين، إرهابيي الماضي والحاضر.  


نقضي على الإرهاب في اللحظة التي يؤمن فيها المسلمون بأن الإسلام ليس أكثر من دين. وأن الدين، أي دين، لا علاقة له بالدولة.. الدولة الحديثة على الأقل.


نقضي على الإرهاب حين يؤمن المسلمون بأن أسوأ نظام معاصر للحكم، أفضل من اللانظام المسمى في أدبياتهم: خلافة.


نقضي على الإرهاب في اللحظة التي يقتنع فيها المسلمون بأن العلمانية ليست مرادف للإباحية الجنسية. وأن المسلمين أنفسهم أكثر شعوب العالم هوسا بالجنس ولهثا وراء الإباحية. وأن فضائح مشايخهم الجنسية لا تعادلها في العالم فضائح.


نقضى على الإرهاب حين نقر بأن للجنس في الدنيا متعة تناظر متعته مع الحور العين. بل هو في الدنيا أسهل من هناك؛ فطريقه هنا مفروش بالمغازلات والقبلات والورد، لا بالأحزمة الناسفة والقنابل والدم.


نقضي على الإرهاب في اللحظة التي يعترف فيها المسلمون بأن المسلمين أقل كثيرا من أن يشغلوا مساحة جنة عرضها السموات والأرض. وأن الجنة بدون مليارات المسيحيين والبوذيين ستبدو كما القاهرة الجديدة ليلاً: خاوية على عروشها. موحشة.


نقضي على الإرهاب حين نكف عن إسناد مهمة إصلاح الدين ومواجهة الإرهاب إلى مؤسسة لا يجيد طلابها سوى صناعة الإرهاب: الأزهر.


نقضي على الإرهاب حين نكف عن إهدار مليارات من أموالنا في الإنفاق على تلك المؤسسة، ثم معاودة إنفاق المزيد والمزيد لمعالجة كوارثها.


نقضي على الإرهاب حين لا يجد أولئك البلهاء الملقبون بالدعاة الجدد وبالباحثين الإسلاميين من يقرأ لهم، أو يصبر على مشاهدة سماجتهم.


نقضي على الإرهاب حين نستخلص – بشجاعة – دروس الإرهاب؛ فنقر بأن الفقر ليس المشكلة؛ وإلا ما ظهر الإرهاب في أغنى دولة عربية: الكويت، وإلا ما قاد مسيرة الإرهاب رجل من أثرى أثرياء العرب: أسامة بن لادن. وأن القمع ليس المشكلة؛ وإلا ما ظهر الإرهاب في منارة الحرية: فرنسا، وإلا ما رحل عشرات الأوربيين إلى سوريا. وأن الأمية ليست المشكلة؛ وإلا ما ضرب الإرهاب بريطانيا وأمريكا وإسبانيا. وإلا ما رفع الظواهري وهو الطبيب، راية القاعدة. وأن الخلفية الاجتماعية ليست المشكلة؛ وإلا ما انضم إسلام يكن إلى داعش.  ولا زحفت جحافل السعوديين إلى حدودهم الشمالية.


نقضي على الإرهاب حين نتعلم أول مبادئ الجغرافية، ونجيد قراءة الخرائط، لنرى بأم أعيننا أن ما من دولة بها مسلمون إلا وبها جماعات إرهابية.


نقضي على الإرهاب حين يمتلك المسلمون شجاعة الاعتراف بأنهم – الآن - أكثر أمة متخلفة أخرجت للناس، وأكبر أمة عالة على الناس. وأن كل العالم المتقدم لا يمت للإسلام بصلة.


نقضي على الإرهاب حين نعترف بأن في الغرب المتقدم  أوربيين وأمريكان  بلا إسلام. وفي الشرق المتخلف مسلمين وإسلام.


نقضي على الإرهاب حين يقر المسلمون بأن الذين يعبدون بقرة بإنسانية أقرب إلى الله من أولئك الذين يعبدونه هو بتوحش. (الجبران).


نقضي على الإرهاب حين نعترف بأن زمان الأبيض والأسود ولى وذهب. وأن الدنيا ألوان. وبالتالي، حين نعترف أنه لا وجود لإسلام بألف ولام التعريف. بل هناك إسلام للشيعة ومثله للسنة. إسلام للمعتزلة ومثلة للخوارج. وهناك إسلام للفلاسفة وإسلام للإرهابيين.


نعم! كان هناك إسلام بألف ولام التعريف، حين كان هناك من يملك، بشكل حصري، الحديث باسمه وعنه. لكن هذا الإسلام جاء وذهب، ولن يعود أبدًا؛ ذاك هو إسلام الرسالة، ذاك هو الإسلام الذي رحل ليلة دفن محمد ?. وصبيحة اليوم التالي، ولد إسلام جديد، اسمه إسلام التاريخ؛ هو الذي أنتج الفقه والتراث والأحكام والحروب والعلوم... إلخ. هذا هو الإسلام المتهم. هذا هو سبب الإرهاب. هذا هو إسلام القتل، موطن المرض. لكن العلاج لا يمكن أن يمر عبر محاولة إحياء إسلام الرسالة، الإسلام المحمدي، ببساطة لأن عيسى عليه السلام لم يعد موجودا، ولا مجال إذن لإحياء الموتى!


نقضي على الإرهاب حين ندرك أن ما قلته للتو مهمة شبه مستحيلة، تحتاج إلى عقود، وربما قرون لإنجازها، وهناك احتمالية كبيرة ألا تُنجز أبدًا. وإلى ذاك الحين، طريقنا الوحيد للقضاء على الإرهاب هو الإرهاب نفسه.. طلقة بطلقات، ومسدس برشاش.


للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك


اقرأ أيضا: