لماذا اعتزل جلال الدين السيوطي الحياة العامة؟

وائل توفيق

السبت، 03 أكتوبر 2015 06:20 م

تحل اليوم السبت، ذكرى ميلاد الإمام جلال الدين السيوطي، أحد أبرز علماء المسلمين بالقرن 15 الميلادي.

ولد السيوطي عام 1445 ميلاديا، وتوفي في 1505 ميلاديا، وحفظ القرآن الكريم وهو دون الثامنة من عمره، وكذلك حفظ ألفية بن مالك.

عاش السيوطي بعصر كثر فيه العلماء النابغين، وكان مذهبه في التعلم من الشيوخ أنه يتابع الشيخ ويتعلم من دروسه حتى يتوفى ثم ينتقل إلى غيره، ومنهم "محي الدين الكافيجي" تعلم على يده لمدة 14 عاما حتى أخذ منه أغلب علمه، وتعلم على يد "شرف الدين المناوي"، و"تقي الدين الشلبي"، وكان له من شيوخه أيضا بعض النساء ومنهم: "كمالية بنت محمد الهاشمية"، و"و أم الفضل بنت محمد المقدسي"، وغيرهن كثير.

نشأت خلافات بينه وبين علماء عصره، وكان منهم "البرهان الكركي" وغيره، ولكن كانت على أشدها بينه وبين "شمس الدين السخاوي"، الذي اتهم السيوطي بسرقة الكتب التي لا يعرف عنها الناس شيئا ونسبها لنفسه، وكان من عادة السيوطي أن يرد على كل هذه الاتهامات بأدلة أدبية، وكتب فرد على السخاوي برسالة "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي" نسب فيها إليه تزوير التاريخ.

اعتزل بعدها الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في سن الأربعين، وألف على إثرها رسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس". اتجه بعدها من هاجموه إلى إعلان خطئهم بحقه ومنهم الشيخ القسطلاني، الذي ذهب إلى بيته حافيا ليسترضيه، ولكن السيوطي أصر على موقفه في العزلة والتفرغ للعبادة والتأليف. وقاطع أيضا الحكام والملوك الذين عاصرهم.

ألف جلال الدين السيوطي أكثر من 700 مؤلف في معظم العلوم من الفقه والحديث والأصول والنحو والتاريخ والتصوف وغيرها، ومنها "الاتقان في علوم القرآن"، و"إسعاف المبطأ برجال الموطأ"، و"الأشباه و النظائر" (في النحو).