التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 06:20 ص , بتوقيت القاهرة

كيف صورت السينما المصرية الكفار؟

 


هناك إصرار رهيب على رسم صورة بعينها في كل الأفلام الدينية للكافر، دون النظر أو الاخذ في الاعتبار الحقيقة التاريخية التي تؤكد، أن سادة كفار قريش كانوا علية القوم وأغنى اغنياء القبيلة، أي أن أغلب علامات الكفر الظاهرية التي انتهجتها السينما المصرية، لا يمكن ان تكون فعليا موجودة فيهم ولكن للدراما احكام، وعلى الرغم ان الأفلام الدينية في تاريخ السينما تتجاوز العشرة أفلام، إلا ان الكافر مميز طيلة الوقت بعلامات ثابتة كأنها ختم الكفر في السينما.


1 – القادمون من "السخنة"



كأنهم جاءوا من المصيف الأن، جميع الكفار في السينما أصحاب بشرة سمراء، نعم كانت قبيلة قريش في مكة أي في السعودية حيث الشمس الحارقة وهم أيضا من أهل الصحراء، ولكن هذا ليس مبرر اطلاقا لأن يكون كل الكفار "واخدين تان!!".


والعجيب في الأمر والمخالف للمنطق، أن المؤمنين كانوا أصحاب بشرة بيضاء، رغم انه من المفترض أن المؤمنين الأوائل كان يتم تعذبيهم ويتم ربطهم في الصحراء عراه، ولكن كل هذا يتم دون ان تتأثر بشرتهم فهم مازالوا ابيض من الكفار، ربما كان الأمر كناية على أن "البياض بياض القلب".


الأغرب من كل هذا هي لحظة دخول الكافر إلى الإسلام، فإنه على الفور يذهب هذا السمار الذي يزين بشرته ويتم تهذيب ذقنه وحواجبه، هكذا فجأة وبدون مقدمات.


2 – حينما تأكل "سوق العبور" وحدك



ما من فيلم ظهر فيه الكفار إلا وكان طبق الفاكهة حاضرا، امامهم طبق قطره 3 متر تقريبا يمتلئ بكل أصناف الفاكهة التي كانت موجودة وقتها وغير الموجودة أيضا، الغريب ان هذا الطبق العامر لا يقربه بشر تقريبا، ربما في نهاية المشهد يقوم الكافر بأخذ قضمة جشعة من تفاحة، وربما يشعر بالعطش في منتصف المشهد فيبتلع بضع حبات عنب ولكن الطبق يظل كما هو مهما طال المشهد.


حاولت البحث وراء سر هذا الخروف الذي لا يقترب منه أحد، ربما كان السبب الوحيد لهذه الضحية التي يجلس امامها أحد العبيد يستمر في تقليبها على النار دون ان يأكل منها أحد إطلاقا، أن المشهد يبدأ وينتهي دون ان ينضج هذا الذبيح، أو ان الكفار كانوا نباتين باستثناء محمود مرسي في فجر الإسلام، الذي قام بالتهام فخذ خروف كامل في مشهد دون ان نشهد " ولله الحمد" عمليه تعذيبه.


3-الجاهلية كانت " مليطة"



المبرر الوحيد وراء أن كل ليالي الكفار وكل مجالسهم تكون الراقصات حاضرات بكثافة أن الجاهلية كانت "مليطة" لا مبرر اخر، فمن راقصات وجواري يشتهيهن سادتهن، إلى صاحبات الرايات الحمر، هذا يعني أن كفار قريش كانوا طيلة الوقت "بتوع ستات".


الغريب أن مثلا في اجتماع لدار الندوة وهي مكان يتجمع فيه سادة قريش لبحث شئون القبيلة، قد تفاجئ بدخول الراقصات او ان الاجتماع يبدأ بعد رقصة، او تدخل الراقصة في وسطه لتتحفنا بوصلة رقص ثم نكمل الاجتماع.


وبعيدا عن الراقصات وصاحبات الرايات الحمر هناك دائما المرأة اللعوب، تخيل ان في وسط هذه "المليطه" كان هناك مساحة للمرأة اللعوب، والتي في الغالب يهودية وفي الغالب تستغل جمالها لكي تدفع أحد سادة قريش للقضاء على الدين الجديد " قال يعني هو مستني حد يسخنه".


4 – لماذا لم يكن هناك "جيم"؟



الجميع بكروش، تخيل ان فرسان مكة أصحاب السمعة الرنانة والبطولات العظيمة في الحروب القبلية في الجاهلية، كانوا جميعا بكروش!!، أبو جهل كان فارس وابنه فارس، الوليد إن المغيرة كان فارس العاص ابن وائل كان فارس، أبو لهب كان فارس، كل هؤلاء كانوا فرسان وفرسان مفترض انه لا يشق لهم غبار فكيف يركبون ظهر الخيل ويهزموا قبائل بكل هذه الكروش؟


الغريب أن فقط الذين سيدخلون في الإسلام بنهاية الفيلم يظهروا بدون كرش حتى وهم كفار، وكأن الكرش علامة دامغة على كونك كافرا، رغم أن يحيى شاهين كان مسلما في "فجر الإسلام" وكان بكرش.


الغريب ان أغلب الكفار أصحاب مظهر مرعب ومخيف في السينما، رغم ان هناك قصائد تغنت بحسن عدد من منهم، وانهم كانوا من أصحاب الملامح الوسيمة، ولكن أيضا للدراما احكام.