التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 01:16 ص , بتوقيت القاهرة

كيف رد الإمام الأكبر على منتقدي مناهج الأزهر؟

قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، إن الهجوم على مناهج الأزهر من بعض دوائر الإعلام التي وصفت المناهج بأنها تخرج متطرفين أو متشددين وحديثا داعشيين- كذب على التاريخ وكذب على الواقع وكذب على الحقيقة.


وأشار شيخ الأزهر، في حديثة الأسبوعي، اليوم الجمعة، على الفضائية المصرية، إلى أن مناهج الأزهر على العكس من ذلك تماما فهي التي خرجت وتخرج وستخرج الملتزم بالإسلام الوسطي عقيدة وفكرا وسلوكا، ولو نظرنا إلى كل قيادات الحركات الفكرية المتطرفة والمسلحة لن تجد أيا منهم من تخرج من جامعة الأزهر.



وأضاف أن هؤلاء الذين تخرجو من الأزهر جامعاتهم معروفة وكتبهم معروفة، ولم نر من فتح فمه بكلمة يُدِين بها مناهجهم أو دعواتهم أو اجتماعاتهم التي راحت تعيث في العالم قتلا وإسالة للدماء، لكنهم يطلقون حناجرهم فقط على مناهج الأزهر والعقلية الأزهرية الوسطية.


وأكد أن هؤلاء الإعلاميين لا يعلمون شيئا عن مناهج الأزهر، ولا قرأ أحدهم كتابا أو بعضا من كتاب من مناهج الأزهر؛ اللهم إلا فقرات مجتزئة من هذا الكتاب أو ذاك، مُصِرًّا على الهجوم، وهو هجوم ينفذ أجندات أجنبية من دوائر تحارب الأزهر، وقد حورب الأزهر عبر التاريخ، ولا يزال يحارب من كارهيه من أعداء الثقافة الأصيلة.



وأوضح الدكتور الطيب، أن "كتب التراث في العالم لا تخلو من أحكام أو من قضايا كانت تعالج قضايا طرحت آنذاك، وربما افترض العلماء صورا واحتمالات لم تقع، ولكن حرصا منهم على البحث المستقصي، فقد ذهبوا بعيدا في الافتراض والتفريع في مسائل يصعب تصورها، وهذا نوع من البحث معروف في أبواب الفقه الإسلامي.


وتابع، هؤلاء الذين يقولون إن مناهج الأزهر تخرج شخصًا داعشيًّا يقول بجواز قتل المخالف وحرقه، فعليهم أن يدلونا على حادثة واحدة في التاريخ الإسلامي، تحقق فيها هذه الصور البشعة، ونفس الشيء في زواج البنت الصغيرة قبل البلوغ، أين طبق هذا؟ ومتى حدث؟ وفي أي مرحلة من مراحل التاريخ التي حدث فيها زفاف البنت إلى زوجها قبل البلوغ؟!


 



واستطرد، شيخ الأزهر، نحن ننزه تراثنا الفقهي العظيم من مثل هذه الآراء والأقوال الغريبة أن تكون آراء معتمدة عند العلماء في الحكم والفتوى، وإنما بعضها آراء وافتراضات قيلت على سبيل الافتراض لا غير، وهناك فرق أن تتحدث عن احتمالات وصور قد تحدث وفرق بين الواقع، وتراث الإنسانية فيه مثل هذا.


واشار إلى أن هؤلاء المنتقدين لا يفرقون بين رأي علمي طُرح من أحد الفقهاء في زمن وعصر، وبين منهج معتمد ارتضته الأمة عبر العصور، ولا نشك أن التشويش المتعمد على مناهج الأزهر يراد به الاصطياد في الماء العكر، وتشكيك الناس في الأزهر.


واستنكر الإمام الأكبر، ابتلاء الساحة الإعلامية ببعض من لم يدركوا حقيقة هذا المنهج، فأخذوا بعض جمل من بعض الكتب المقررة، وهي في حقيقة الأمر جملا إما محذوفة من المنهج المقرر أو غير ملزمة للطالب، ثم خرجوا يشوشون على مناهج الأزهر، ويشهرون بها، وما كنا نتوقع أن يكون هناك شخص يتقي الله ويخاف من المسئولية أن يعبث هذا العبث إلى هذا الحد.



وأكد الإمام الأكبر، أن "الهجوم على الأزهر هجوم على وطن، لافتا إلى أن القائمين على الأزهر واعون، وهذه الكتب التي ينتقدونها الآن، الجميع تخرج عليها، وليس منا مَنْ هو إرهابي ولا تكفيري، قد يكون بعض الطلاب استغلتهم بعض التيارات المتشددة، للتظاهر هنا أو هناك، هذا أمر وارد؛ ولكن أن يحمل السلاح ويذهب ويقتل، هذا ليس من صناعة الأزهر ولا من تعليمه.