قالت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الجمعة، "يبدو أن مصر على أعتاب ثورة جديدة، ولكنها ستكون هذه المرة ثورة اجتماعية"، موضحة أن معالم تلك الثورة الجديدة بدت واضحة في الدعوات التي أطلقها مجموعات من الشباب بخلع الحجاب وهو ما لاقى استجابة كبيرة.

وأضافت الصحيفة أن نساء مصر قبلت المبادرة تعبيرا عن غضبهن من تردي الأوضاع الاجتماعية، في ظل عودة رجال نظام مبارك لصدارة المشهد من جديد، بعد أكثر من أربعة سنوات من إسقاطه في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

إلا أن الأمر لم يقتصر على استجابة قطاع كبير من المصريات لمثل هذه المبادرة، حيث أن هناك أحاديث كبيرة في مصر تدور الآن حول الحق في الإلحاد، أو حتى تحديد الهوية الجنسية، وهو بالطبع ما يصب بصورة كبيرة في مصلحة التيارات العلمانية في مصر خلال المرحلة المقبلة، ويمثل تحديا ليس فقط للتيارات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، ولكن أيضا المصطلحات الإسلامية التي يتبناها النظام الحالي.

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الحكومة المصرية دائما ما تعلن معادتها للتيارات الإسلامية المتشددة، ومن بينها الإخوان، إلا أنها لا تريد في الوقت نفسه أن يتحول المجتمع على هذا النحو، خاصة وأنها تروج لنفسها على أنها المدافعة عن التعاليم الدينية المحافظة.

وتابعت، "جيل الشباب الذي قاد ثورة يناير قبل أكثر أربعة سنوات، وتمكن من الإطاحة بنظام سياسي حكم البلاد لثلاثين عاما كاملة، على ما يبدو سوف يقود معركة جديد ولكن على المستوى المجتمعي، على غرار ما تشهده أوروبا، حيث أصبح الحجاب هناك علامة على التمرد، في حين أن خلع الحجاب في مصر وسيلة للاحتجاج".