التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 07:38 م , بتوقيت القاهرة

خاص| سعد الدين إبراهيم يكشف كواليس اجتماعه بالإخوان في تركيا (حلقة أولى)

تصوير / محمد خيري  


 


قلل مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور سعد الدين إبراهيم، من أهمية دعوات الإخوان، و6 إبريل للتظاهر في 11 نوفمبر، موضحًا أنها ستكون ذات تأثير محدود.


وفي حواره لـ"دوت مصر"، كشف أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية عن العديد من القضايا الشائكة، منها ملف المصالحة مع الإخوان، وكواليس اجتماعه مع أيمن نور، والرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، ومحمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، وماذا قال له أردوغان في آخر لقاء جمع بينهما في تركيا.



 


ما توقعاتك لدعوات التظاهر في 11 نوفمبر؟ وهل يمكن أن تتطور أحداثها فيما بعد؟


أتوقع أن يكون تأثيرها محدودًا، ولن تتحول إلى انتفاضة ومن ثم إلى ثورة تشبه 25 يناير، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الاحتجاج لا يمكن إغفاله، وأن من سيخرج في هذا اليوم لديه ألم من تردي الأوضاع الاقتصادية، خاصة أن معظم المشروعات العملاقة لن تؤتي ثمارها إلا بعد أربع أو خمس سنوات، والمواطن بات يتحمل يومه بالكاد.


في تقديرك مَنْ يقف وراء هذه الدعوة؟


كل من له مصلحة في إسقاط النظام، أو تغييره، أو حتى الضغط عليه، مثل نشطاء 6 إبريل، والإخوان وغيرهم.



قدمت مبادرة للمصالحة مع الإخوان في مايو الماضي ولم يحدث شيء.. هل مازالت عند موقفك بشأنها؟  


المصالحة قادمة لا محالة، لأنه ببساطة لأن هناك نحو 700 ألف أقسموا للولاء لمرشد الإخوان، وكل شخص من هؤلاء لديهم في المتوسط 5 أفراد في عائلته، إذن نحن نتحدث عن حوالي 3 ملايين ونصف المليون لا يمكننا أن نظل نضعهم على خط العداء طوال الوقت، ولا يمكننا إبادتهم أو عزلهم عن المجتمع.


كما أن التنظيم الدولي للإخوان لديه فروع في أكثر من 65 دولة، وفي أمريكا تعلموا من اللوبي الصهيوني أن تؤيد القطبيين السياسيين المتعارضين، كي تكسب مع من يكسب وتضمن ولاء أي منهم؛ لذا أصبح اللوبي الإخواني قريبًا من دوائر صنع القرار في واشنطن.


 في تقديرك كم تبلغ ثروة الإخوان في الخارج؟


تتجاوز الخمسين مليار دولار.



 


هل يمكن الربط ما بين إعلان إدارة أوباما في 19 أكتوبر الماضي عن منع 108 ملايين دولار مساعدات لمصر وبين عدم تفعيل المصالحة مع الإخوان؟


لا؛ في اعتقادي أن وقف المساعدات لعدم التزام مصر برفع الدعم عن العديد من السلع، وهذا له علاقة بقرض صندوق النقد الدولي، لأن أمريكا أكبر قوة تصويتية وتمويلية للصندوق، وحينما يتفاوض معك صندوق النقد فأنت تتفاوض مع أمريكا.


ألا يمكن أن يتلاعب الرئيس الأمريكي القادم بذات الأوراق للضغط على مصر سواء كان الدعم أو المنظمات الحقوقية أو الإخوان؟


مؤكد.. ومؤخرًا قال المتحدث الرسمي الأمريكي، تعليقًا على اغتيال القائد العميد عادل رجائي، قائد الفرقة 9 مدرعات: "على مصر أن تغير استراتيجيتها في التعامل مع الإرهاب في سيناء، ونحن مستعدون لمساعدتها في أي استراتيجية أكثر جدوى وكفاءة".


  ألا يُعد هذا تدخلاً في الشأن المصري الداخلي؟


أنا أوافق على تصريحات المتحدث الأمريكي، فنحن في مركز ابن خلدون "بقالنا 30 سنة بندن في مالطة"، كي تغير السلطات المصرية من طريقة تعاملها مع السيناويين، ولا تنظر إليهم باعتبارهم "مهربين أو جواسيس"، كما قال لي بعضهم.


ذكرتَ أن مُبادرتك للمصالحة مع الإخوان ستكون "في غضون فترة قريبة".. هل يعني أنك حصلت على الضوء الأخضر من القيادة السياسية؟


لا إطلاقًا، والنظام الحالي هو النظام الوحيد في تاريخ مصر الحديث منذ فترة حكم عبد الناصر، وحتى اليوم لم أتعامل معه مطلقَا، بينما تعاملت مع عبد الناصر، السادات، مبارك، سواء اختلفت معهم أو اتفقت.



 


هل وجهت لك الدعوة ورفضتها؟


لم توجه، ولم أسع إلى ذلك، "هما في حالهم وأنا في حالي".



كيف تدعو للمصالحة على الدم وكل الشواهد تؤكد أن الإخوان وراء نزيف الدم الذي تتحدث عنه؟


لقد قلت إن مصر بعد ثورة 30 يونيو ستدخل في حرب استنزاف، وهذا ما يحدث الآن.. والدعوة للمصالحة مشروطة بوقف العنف، وكل من ثبت أن يده لم تتلوث بالدم من الإخوان يجب خروجه من السجن، والسيسي يتمتع بشعبية كبيرة ويمكنه القيام بتلك الخطوة.


 لكن القرار ليس للقيادة السياسية فقط؟


فلتطرح القيادة السياسية هذه المصالحة في استفتاء شعبي كي ترفع عن نفسها الحرج، كما فعل مانديلا مع شعبه.


وإذا ما رفض الشعب؟


"خلاص.. تبقى إرادة الشعب".


هل يمكن القول إنه جرت وساطات دولية بالفعل لأجل المصالحة؟


نعم حدث، حدثت وساطات "إماراتية– سعودية– كويتية– قطرية"، وكان الرد المصري غير مواتي لتلك الوساطات.


 تردد أن القطب الإخواني يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الدولية للتنظيم هو من عرض عليك تقديم تلك المبادرة.. هل هذا صحيح؟


المبادرة جاءت خلال اجتماعي مع أيمن نور، والمنصف المرزوقي، ومحمود عزت، وآخرين في تركيا.


هل قابلت أردوغان في زيارتك لتركيا؟ وهل كان على علم بالمبادرة؟


نعم، وقابلت العديد من مساعديه قبل محاولة الانقلاب الأخيرة، لكن لم يكن بسبب المبادرة، فأنا أعرفه منذ فترة طويلة، وتحدثنا في مستقبل العلاقات المصرية التركية، والأزمات الدبلوماسية بين البلدين.  


هل طلب منك أردوغان التوسط في عودة العلاقات المصرية التركية في تلك المقابلة؟


أردوغان شخصيًا لم يطلب مني، لكن بعض مساعديه في الإدارة التركية طلبوا ذلك. 


تداولت وسائل الإعلام مؤخرًا حديثًا يتعلق بمحاولات فاشلة لاغتيال الرئيس السيسي.. كيف ترى هذا الأمر؟


لا استبعد هذه المحاولات، والسؤال من هو صاحب المصلحة في هذه المحاولات الفاشلة؟


في تقديرك مَنْ؟


كل من أضيروا من نظام السيسي، وأكبر طرف مُنظم هو الإخوان.


 



إذن كيف تريد أن تتم المصالحة معهم؟


هناك ما يسمى بـ"شعرة معاوية" في العلاقات السياسية، وأنا يؤلمني استنزاف قواتنا، كل يوم نجد شهيد جديد، هو الناس بتتصالح ليه؟ يجب وقف نزيف الدم المصري.


 مع كل التاريخ الذي يعرفه الجميع عن الإخوان، كيف نعطي لهم الأمان مرة أخرى؟


هل لدينا بديل أفضل؟ البديل سيكون الاستمرار في المواجهة حتى يقضي طرف على طرف آخر.


مؤكد أن الدولة المصرية هي من ستنتصر.. فصيل أمام دولة.. ألا ترى أن المقارنة ليست في محلها؟


نعم أكيد الدولة المصرية ستنتصر، إلا أن الثمن لا يبرر استمرار هذه الخسائر، وهذه وجهة نظري كرجل حقوقي، فأنا كل ما يهمني هو وقف نزيف الدم، ولا يهمني "مين يكسب مين"، فلكل طرف إجاباته الخاصة. 


تمتلك علاقات واسعة بصانعي القرار في الإدارة الأمريكية، كيف استقبلوا الحديث عن تلك المبادرة ثم عدم تفعيلها حتى اليوم؟


هناك بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية تؤمن بالمصالحة مع الإخوان، وهناك مَنْ تشكك في إمكانية اتمامها، بل ورفضها أيضًا، فالإسلام "فوبيا" موجودة بقوة لدى الرأي العام الأمريكي والأوروبي.


هل تحدثت بشكل مباشر مع أصدقائك المقربين كهيلاري كلينتون وجون كيري عن هذه المصالحة؟


بشكل مباشر لم يحدث، لكن في زياراتهم لمصر أو زياراتي لأمريكا، يحدث أن نتكلم في الموضوع، وهم يحبذون المصالحة لوقف نزيف الدم ولمصالحهم في مصر أيضًا.


اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق قال إن قطر مولت مركز ابن خلدون بحوالي 20 مليون دولار وأودع في حسابك البنكي أنت وزوجتك بالخارج وهو ما تبعه دعوى قضائية لإغلاق المركز في سبتمبر الماضي.. ما تعليقك؟


لم يحدث، وإذا كان حدث فما تفسير تقليل العمالة في المركز الذين كان يزيد عددهم على ثلاثين فردًا، إلى ثلاثة فقط وهم متطوعون بالمناسبة ولا يتقاضون أجرًا


** في الحلقة الثانية من الحوار أسرار عن الإدارة الأمريكية، ورئيس أمريكا القادم، والعديد من الملفات الإقليمية والعربية.