التوقيت الثلاثاء، 14 مايو 2024
التوقيت 01:25 م , بتوقيت القاهرة

حوار| لبنى عبدالعزيز: أحتفظ بصورة "السيسي" في برواز

حوار- محمد إسماعيل:

قليلة هي كلماتها، فمنذ ابتعادها عن التمثيل، نادرا ما تظهر إعلاميا، باستثناء بعض الأحداث المهمة التي تجبرها على التخلي عن عزلتها الإعلامية؛ لتظهر وتدلي بكلمات قليلة. وعندما نتحدث عن الوطن لا بد من أن يخاف المرء من صراحتها، فهي العاطفية العفوية الغيورة تجاه الوطن.

هي الفتاة العاطفية الحالمة في "الوسادة الخالية"، وتحررت في "أنا حرة"، وعادت الأميرة الجارية في "وإسلاماه"، والخادمة في "غرام الأسياد"، وأطلقت العنان لخيالها فخرجت علينا بـ هاميس في "عروس النيل"، وصولا إلى الفتاة المتسولة في "إضراب الشحاتين".

النجمة القديرة "لبنى عبدالعزيز" تتحدث في حوارها مع "دوت مصر"، عن ذكريات الماضي، وأسرار ابتعادها وعودتها للسينما وفيلمها الجديد مع عمرو واكد وجميل راتب وسر حماستها له.

 في البداية.. ما سبب ابتعاد لبنى عبدالعزيز عن تقديم أعمال فنية طوال الفترة الماضية؟

عرض عليّ العديد من الأعمال واعتذرت عنها جميعا، لأنني لا أقبل ولا أحب أن أقدم دورا عاديا يستطيع غيري القيام به، فلم أجد دورا مناسبا يضيف إليّ. بالإضافة إلى أنني دائمة السفر لأولادي وأحفادي في أمريكا. أنا لا أتواجد دائما في الوسط الفني، لا أتواجد في "الشلل"، لأن الوسط الفني الآن يعتمد على "الشللية" فتجد طاقم العمل نفسه في أكثر من عمل.

لا أحب الانتشار في أعياد الميلاد والحفلات والمهرجانات، وبذلك فأنا لا آتي على بال المخرجين، وبالتالي فإذا جاء أحد ورشحني لعمل ما، فهو يريد لبنى عبدالعزيز بالتحديد ولا غيرها، والدليل أنني بعيدة ودائما أتساءل من الذي فكر فيّ. ففي فيلم جدو حبيبي، جاءني المخرج علي إدريس المسرح وقت عرض مسرحية سكر هانم، وقلت له لماذا فكرت فيّ، فقال أنا أحفظ كل كلمة في كل فيلم قدمتيه، و"سمّع لي" مشاهد من أفلام لا يعلمها أحد، وفيلم بالتحديد أنا أحبه جدا، لأن لا أحد معجب بهذا الفيلم سواي، وكان علي إدريس أيضا معجب به، فاحترمته. وقلت له اطلب ما تريد.

تعودين بعد غياب بفيلم "أسود وردي".. لماذا هذا الفيلم على وجه التحديد وما الذي جذبك للعودة به؟

فيلم "أسود وردي" بالنسبة لي جيد ودوري في الفيلم جديد جدا، وشعرت بأنه العمل الجيد الذي كنت أنتظره، فالقصة جديدة كما أن القضايا التي يناقشها الفيلم لم تتناولها السينما المصرية من قبل، وأقدم من خلاله رسالة فنية مهمة، وهو فيلم متكامل، فأنا أتعاون من خلاله مع جميل راتب وعمرو واكد، وأحب التنويع في الأدوار والشخصيات التي أقدمها، فكل فيلم لابد أن تكون فكرته جديدة، لم يسبق أن قدمها أحد. رأيت في هذا الدور شيئا جديدا ومميزا للغاية، وبالنسبة إليّ سأجدد في نفسي.

أراكِ متحمسة للفيلم.. أليس كذلك؟

بالطبع.. لأن الفيلم جديد الفكرة والمضمون. به فلسفة وهدف وفكرة جديدة، وليس القصص المعتادة بل أنه فيلم مهرجانات، له ثقله. أنا حضرت 11 مهرجان حول العالم، وأعرف جيدا كيف يكون فيلم المهرجان، وما هو الفيلم الذي تختاره إدارة المهرجان. وفيه شيء يمس العالم كله، وهذا ما حمسني للفيلم.

 

- كيف جاء ترشيحك لفيلم "أسود وردي"؟

جاءني اتصال هاتفي من الفنان عمرو واكد، عرض عليّ الدور، وقال لي هذا الدور لكِ أنتِ تحديدا، لأنك الوحيدة التي تقدرين على تقديم هذا الدور، وقال لي أن الفنان جميل راتب هو من رشح اسمك للعمل. وكوني محتجبة عن الأضواء، فالفنان جميل راتب رأى أنني الوحيدة الذي أستطيع تقديم الدور، فقلت لـ واكد أرسل لي السيناريو، وأرسله بالفعل، ومن بعدها هاتفني من ماليزيا تقريبا، ليعرف رأيي في السيناريو وقلت له مازلت لم أقرأه بعد، فحدثني بعدها بفترة، فقلت له قرأته، ورأيت فيه كل شيء جديد، لم أقدمه من قبل، ويختلف عن السائد، فأخبرته أني مشتاقة جدا أن أتواجد مع جميل راتب ومعه طبعا، فقال لي سأخبر المخرج بأن يعقد جلسات عمل معك، وبالفعل التقيت بالمخرج أسامة فوزي.

ماذا لو تخبرينا أكثر عن فكرة الفيلم؟

لا أود أن أتحدث عن الفيلم مبكرا، وأفضل التريث حتى أجتمع بالكاتب والمخرج في جلسات عمل أكثر، لأنه عادة ما يكون لي ملاحظات على سيناريو الفيلم، لا أفرضها ولكن أقترحها، اقتنعوا بها أم لم يقتنعوا فأنا في النهاية ألتزم بتوجيهات المخرج دائما.



- ما شكل علاقتك بأبطال العمل عمرو واكد وجميل راتب؟

لم أتابع عمرو واكد بصفة مستمرة، ولكن تابعته في عمل واحد فقط، كان مسلسل "الزوجة الثانية"، الذي أتاح لي فرصة التعرف عليه، وأرى أنه ممثل قوي ولم أر له أعمالا أكثر من ذلك، ولكن أعرف أنه يمثل في الخارج ورأيت تريلر فيلم lucy، مع scarlett johansson. وهناك صدفة جمعت فريق عمل فيلم "أسود وردي" كلنا شاركنا في أفلام عالمية مع نجوم أوروبا، فأنا وفي عام 1965 لعبت دورا رئيسيا فى الفيلم الإيطالى الفرنسى "نار على الجليد" مع الممثل العالمى Vittorio Gassman، والمخرج Luciano salce، وكذلك عمرو واكد كما ذكرت شارك في فيلم lucy، مع scarlett johansson، وفيلم Syriana الحائز على جائزة أوسكار، وكذلك شارك House of Saddam، والفيلم الإيطالي il padre e lo straniero، والفيلم البريطاني Salmon Fishing in Yemen?. كذلك جميل راتب الذي كانت بدايته السينمائية في فرنسا وشارك في أكثر من 12 عملا فرنسيا. ثلاثي أبطال الفيلم لديهم خبرة مع السينما العالمية.

 كيف يختلف العمل في أفلام عالمية عن المحلية؟

هناك فرق كبير جدا بين العمل المحلي والعالمي من حيث طريقة العمل والتفكير، ففي الخارج العمل professional، ويجب أن يتمتع فريق العمل بأكمله بالمهنية بجميع عناصرها وعلى رأسها المواعيد، أما في مصر فهو "دلع، وأنا لست "دلوعة"، كنت أذهب إلى اللوكيشن قبل أن يفتحه "الفرّاش"، وأقول لهم هذا هو الموعد المكتوب في الأوردر، وأنا تعودت على بروتوكول العمل في الخارج، وبما أن ثلاثي أبطال "أسود وردي" لديهم خبرة عمل في الأفلام الأجنبية إذن سيخرج الفيلم إلى حد ما professional أكثر مما نرى من أفلام على الساحة الفنية في مصر الآن.

وعلى الله أن يخلو العمل من "واحدة ونص" التي نراها في كثير من الأفلام الحالية، وهو أكثر ما يزعجني في الأفلام، لا نملك إلا "دقي يا مزيكا وبس"، السينما أسمى من ذلك بكثير وليست "تهريج"، وانا أساسي وتعليمي وعشقي مسرح، وأخذت كورسات تدريبية في التمثيل.

مشوار فني لم يكن طويل بحكم سفرك إلى أمريكا إلا أنكِ حققتي نجومية لم تحققها فنانات جيلك من خلال 18 فيلم فقط.. كيف ذلك؟

الحقيقة هم 15 فيلم فقط، لأن فيهم فيلمين كنت ضيفة شرف فقط، والفيلم الثالث لم يكن في مصر، بل فيلم إيطالي، فمن الممكن أن تشاهد 10 أفلام لفنان، وكأنهم فيلم واحد؛ الجمهور مثلا يشاهد مائة فيلم لفريد شوقي ويشعر وكأنهم فيلم واحد، أو غيره الكثيرين من الفنانين ممن قدموا مئات الأفلام بنفس الشخصيات وكأنهم فيلم واحد مع اختلاف القصة أو اللهجة أو الملابس، ولكن الأداء واحد، وأنا دائما كنت أحارب هذه الفكرة وأقدم شيئا جديدا مميزا في كل فيلم، وأشعر أن هذا يعارض قوة الموهبة، اذا اعتبرنا أن الموهبة عضلة كلما مرنتها كلما تكبر وهذا ما درسته ويمكن القول بأن هذا هو الفرق بين من يكون دارسا للتمثيل وغير الدارسين.

بعدما يقرب من 30 عاما من الغياب حدثينا عن أول أيامك في التصوير خلال أخر أعمالك؟

عندما دخلت الاستديو بعد 30 عام غياب، وفي أول تصوير شعرت وكأنني لم أترك الاستديو سوى أمس، لأن المحترف محترف، وبالنسبة إليّ أن مدرسة التمثيل التي درستها منذ صغري هي أن أتقمص الشخصية وأنسى لبنى تماما.

الجمهور ما زال يتذكر لبنى عبدالعزيز بأدوارها ويعرفونها بأسماء الشخصيات التي جسدتها.. كيف ترين ذلك؟

ذات مرة سألني عصام بصيلة "اشمعنى" أنت التي نعرفها بأسماء هاميس وسميحة وجهاد وغيرهم من الأسماء في أفلامك، على عكس فاتن حمامة وماجدة نتذكرهم بأسماءهم الحقيقية؛ في الأول فكرت في هذا الموضوع، وبعد ذلك قلت له، أعتقد أنكم تعرفوني بالأسماء التي أظهر بها في أفلامي لأن عندما أتقمص أي شخصية فأنت لا ترى على الشاشة لبنى عبدالعزيز بل الشخصية التي أجسدها، وفي هذه الفترة "أموت لبنى" يمكن هذا هو السبب، لآن الجمهور يعرف أن يفرق بين أعمالي لأنها ليست متشابهة، كل ذلك بالرغم من أنني خجول جدا وأحاول دائما أن أتغلب على هذا الخجل، حتى أتمكن من تجسد الشخصية.

هل ترين نفسك في أي من النجمات الشباب الآن؟

"تضحك".. أنا لا أتابع نجمات الجيل الحالي، ولا السينما، وليس هناك داعي للإحراج، ويصعب عليّ مصير السينما التي كانت عالمية، وتحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم، لكني سعيدة بالقرارات الأخيرة التي تنهض بالسينما.



ما تعليقك على قرار الرقابة بمنع فيلم "الخروج" للنبي موسى ومن قبله فيلم "نوح"؟

هيئة الرقابة على المصنفات الفنبة كلها يجب أن يعاد النظر فيها. هل يوجد حرية وديمقراطية أم لا؟، أما الشيء الوحيد الذي اعترض عليه هو الإساءة للدين والإسلام والرسول محمد، أنا أتمني أن ندافع عن الإسلام، لأن هذه الجماعات شوهت سمعة الإسلام، فمنذ أكثر من 30 عام قدمنا فيلم وإسلاماه، وأتمنى أن نقدم فيلما عالميا، "وإسلاماه" كانت له نسخة إيطالية أطلق عليها اسم La Spada dell'Islam ، والمخرج أمريكي، وسيناريست حاصل على أوسكار، والتمويل كله مصري، بعكس فيلم "صلاح الدين" مثلا كان تمويل فرنسي.

لماذا لا نلجأ لكل الدول العربية لتقديم فيلم ونستعين بمواهب خارجية عالمية؟ ونقدم فيلما عالميا يصل للعالم أجمع، ويصلح صورة الإسلام أمام العالم، ولا يكفي أن يكون الفيلم محليا لأن صورة الإسلام نحن نعرفها، ولكن نريد أن نصلحها أمام العالم، عندما كنت في روما، وأثناء عرض وإسلاماه، عندما كان المسلمين يصلون والتتار يدخلون عليهم ليقتلوهم، ويتصدى لهم المسيحيون لحماية المسلمين وقت الصلاة، صفق الجميع للمسيحيين لأن المشهد كان مليئا بالإنسانية، جميعها أشياء يمكن أن تمس الإنسانية، حتى فيلم عروس النيل، العالم كله قدم أفلام عن مصر القديمة والقدماء المصريين إلا مصر نفسها لم تقدم سوى عروس النيل، وكان الفيلم فكرتي وكتب على التتر "فكرة لبنى عبدالعزيز".

كيف ترين حال السينما الآن؟

لست متابعة جيدا للأفلام حاليا، ولكن صناع السينما يدعون أن الجمهور يحتاج هذه النوعية من الأفلام الـ"واحدة ونص"، وهذا طبيعي لأنه هو الاختيار الوحيد أمامهم، السينما ترتقي بالجمهور وتروضه، وتفتح له أبواب ثقافية وإنسانية كبيرة، وتوسع له النطاق وأفق التفكير والحوار والتفاعل، الجمهور المصري زمان كان يدخل السينما في الزمن الجميل والعصر الذهبي، والأفلام حينها كانت تشارك في مهرجانات عالمية، وأفلام زمان كانت لها هدف تريد أن تقدمه للمشاهد أما الآن لا. فالعيب ليس في الجمهور. قدموا للجمهور شيئا محترما سيقبل عليه لا شك.

 دائماً ما تحملين على عاتقك هموم الوطن فكيف ترين مستقبل مصر؟

لا شك.. ومازلت أحمل هم الوطن، ولكن هناك حالة من الاطمئنان الكبير، نملك رئاسة يمثلها السيسي في منتهى النبل والإخلاص والوطنية، ولكن كنت أتمنى أن الحكومة كلها تكون مختلفة ولكن إصرارنا بأن نحافظ على نفس الحكومة يضعفنا كثيرا.



إذن أفهم من حديثك أنك ترين المشكلة تكمن في الحكومة؟

"تضحك" أنت عايز تدخلني السجن بقى"، أنا من أشد المعجبين بالسيسي وأحتفظ بصورته في برواز، وشاركت في اعتصام وزارة الثقافة، وعندما عدت من السفر فوجئت بأن الحكومة كما هي لم تتغير، ودعني أقول فوجئت ولست صدمت، كنت أعتقد أنه سيحدث تغير جذري كبير في الحكومة، وأرى الوطن يولد من جديد، ولدي تخوف أن أرى التقدم يسير ببطئ، لأن الحكومة نفسها لم تتغير.

ومع احترامي لعدلي منصور وهو محترم لاشك، ولكن عمل حاجة؟.. "معملش حاجة"، وكان عنده نفس الحكومة، و"لماذا لم يلو ذراع الحكومة ويشد ودنها؟"، كل يوم نرى حوادث وأموات وكل جمعة قتل، كانت سنين سوداء، وعام حكم عدلي منصور ليس أقل سوادا من السنين التي سبقتها، يمكن خفف حدة السواد ولكن "معملوش حاجة".

ولكن في الحقيقة رئيس الوزراء يجري ويتعب ويبذل مجهودا كبيرا جدا لكن أي أحد من الممكن أن يبذل مجهودا "على الفاضي" ولكن بلا فائدة ودون جدوى ولا نتيجة، كنا نتمنى أن نلمس نتيجة جيدة، فالشعب مازال يعاني، ولا أستطيع أن أقول غير أن السيسي أنبل رئيس حكم مصر، أحترمه من جميع النواحي؛ كإنسان، كمسلم، كرئيس ومن القوات المسلحة، ولكن الناحية الوحيدة ينقصه القوة التي لا يهمها شيئا سواء بالخارج أو بالداخل، اليد الحديدية التي ستفيد البلد بأسرع وقت ممكن لأننا لا نمك الكثير من الوقت.