التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 06:17 م , بتوقيت القاهرة

حكايات إخوانية| دم الخازندار

لا يحب الإخوان أن يذكرهم أحد بجرائم النظام الخاص، تلك الـ ميليشيا العسكرية التي أسسها حسن البنا ذراعا عسكريًا لحركته، محاولين أن يبرهنوا على أن العنف كان استثناء في مسيرتهم، لكن بعض الشهادات التي تخرج من قلب الجماعة، أو بالأحرى على لسان من رشح ليكون مرشدًا عاما للجماعة وأحد أعضاء مكتب الإرشاد، وأحد أقرب الإخوان إلى قلب وعقل حسن البنا، وهو الدكتور عبدالعزيز كامل، الذي استقال من الجماعة في مطلع الخمسينات وتولى منصب وزير الأوقاف في أكثر من حكومة بعدها ،كما عرف باعتباره أحد المؤمنين بثورة يوليو ،تبدو شهادته كاشفة جدا فى تأكيد سلوك الجماعة الإرهابي مبكرًا ،والذي كانت تسميه الجماعة كما تحب أن تسميه الأن السلوك الثوري، وتنفر من تسمية ما تفعله بالعمل النوعي.


أما الخازندار فهو القاضي أحمد الخازندار، الذي قتلته رصاصات الجماعة فى 22 مارس 1948، وقد قتله شخصان من الجماعة هما حسن عبدالحافظ ومحمود زينهم، أعضاء النظام الخاص اللذان تربصا للقاضى وأردوه قتيلاً لحظة توجهه لعمله بالقطار من حلوان حيث كان يسكن.


ما يحب الإخوان أن يرددوه أن حسن البنا فوجيء بمقتل الخازندار، وأنه لم يأمر بقتله لكن تلك الشهادة تقول لنا شيئًا آخر، يحكي د.عبدالعزيز كامل، كيف تولى التحقيق مع حسن البنا، وعبدالرحمن السندي، الذى كان يشغل منصب رئيس النظام الخاص، والذى أعطى أمرًا بقتل الخازندار لعناصره، يقول تحت عنوان دم الخازندار : "وجهت حديثى إلى الأستاذ يقصد البنا قائلًا: أريد من فضيلتكم إجابة محددة بـ نعم أو لا، على أسئلة مباشرة لو سمحتم" فأذن بذلك.
حسن البنا


قلت: هل أصدرت فضيلتكم أمرًا صريحًا لعبدالرحمن بهذا الحادث؟

قال: لا


قلت هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة ؟


قال : لا


قلت : إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسؤولية هذا أمام الله


قال : نعم


فوجهت القول إلى عبدالرحمن السندي وسألت..
 عبد الرحمن السندي


قلت: ممن تلقيت الأمر بهذا ؟


قال: من الأستاذ


قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة؟


قال: لا


قلت : وهذا الشباب الذى دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسؤوليته؟ والأستاذ ينكر وأنت تنكر والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ.


قال: عندما يقول الأستاذ إنه يتمنى الخلاص من الخازندار ، فرغبته فى الخلاص أمر منه.


هكذا كانت تدار أمور الجماعة التي تصدت لحكم مصر فى غفلة من كل قوى هذا البلد، وهكذا كان التعامل مع القتل في مسيرتهم، وإن طال قاضيًا أو غيره حتى من رفاقهم فقد قتلوا السيد فايز وابنته بطرد مفخخ، ويكشف تاريخهم البعيد أن العنف أحد جيناتهم يكمن لينطلق، وينطلق ليكمن فلا فرق بين البنا أو غيره، كلهم مارسوا العنف وكلهم تبرأوا من العنف على طريقة الإخوان المعروفة، كل شيء والعكس ولا بأس من don’t mix  على رأي المخلوع مرسي .