تصريحات نائب وزير الدفاع التركي إحسان بلبل حول انشاء قاعدة عسكرية في قطر، ونشر قوات تركية في الأراضي القطرية يعكس مخاوف كبيرة لدى القيادات القطرية من جراء احتمالات رضوخ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدعوات التي تبنتها عدة منابر اعلامية من أجل التخلي عن قاعدة العديد العسكرية في قطر، والبحث عن بديل في المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي يتزامن مع هواجس أخرى حول احتمالات انقلاب داخلي من قبل عدد من أفراد الأسرة الحاكمة ضد "تميم".

الصحف الأمريكية دعت على مدار الأسابيع الماضية؛ إدارة ترامب إلى اتخاذ خطوات عملية تجاه الإمارة التي تعمل ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط في ضوء الدعم الكبير الذي تقدمه للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة "الإخوان" الإرهابية، وهو الأمر الذي أكده الدبلوماسي الأمريكي البارز دينيس روس، والذي يرى أنه حان الوقت لتتخلى الولايات المتحدة عن قاعدة العديد العسكرية بالدوحة والتوجه نحو البحث عن بديل آخر يمكن من خلاله حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

وتزامنت الدعوات الإعلامية الأمريكية مع كابوس "الانقلاب" في الداخل القطري، حيث نشرت صحيفة "المنار" الفلسطينية تقريرًا في إبريل الماضي، حول مخاوف كبيرة لدى "تميم" من جراء انقلاب محتمل قد يسقط عرشه من جانب أفراد في الأسرة الحاكمة، وذلك بعد أن رفض الأمير القطري عودة والده، الأمير السابق للبلاد حمد بن خليفة آل ثاني إلى الدوحة بعد رحلة علاج بأحد المستشفيات السويسرية.

ويبدو أن توجه الإمارة الخليجية نحو تركيا عسكريًا هو بمثابة الورقة الأخيرة لدى "تميم" لحماية عرشه من خيانة الأقرباء في الداخل وتخلي الأصدقاء في الخارج، خاصة وأن إقدام الولايات المتحدة على التخلي عن قاعدتها العسكرية بقطر سوف يحرم الإمارة الخليجية، وحكومتها من الحماية العسكرية الأمريكية المجانية التي استمرت لسنوات طويلة.

إقرأ أيضًا

قاعدة عسكرية تركية بالدوحة تثير غضب المعارضة في أنقرة