التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 02:31 ص , بتوقيت القاهرة

تفاصيل مأساة عروس بنها وطفلتها بسبب الإهمال الطبي

دخلت "ريهام.س" 25 سنة مهندسة، ومقيمة قرية مرصفا مركز بنها بمحافظة القليوبية، أحد المراكز الطبية بمدينة بنها على قدميها لتنجب أول طفل لها بعد أول عام من الزواج،  دخلت "ريهام" بكامل عافيتها ولكن الإهمال الطبي قضى عليها وعلى أحلام أسرتها، فماتت "ريهام" وترقد طفلتها "مليكة" ضحية الإهمال الطبي في قسم العناية المركزة بين الحياة والموت.

قصة مأسوية يرويها محمد شحته 26 سنة- طبيب امتياز بمستشفي بنها الجامعي، ومقيم بقرية مرصفا مركز بنها بمحافظة القليوبية، يؤكد أن زوجته وطفلته أحد ضحايا الإهمال الطبي.

في البداية يقول محمد والدموع تملئ عينه والحزن يسيطر علي وجهه، لقد تزوجت منذ عام ولقد أنعم الله علينا وحملت زوجتي وكانت تتابع الدكتورة "بسمة.ص"استشاري النساء والتوليد، لمتابعة فترة الحمل، وكانت تقوم بعمل إشاعات وفحوصات طبيبة باستمرار للاطمئنان علي حالة الجنين واستقرار الحمل وجميعها الحمد لله تدل على أن هناك استقرارا في الحالة الصحية لزوجتي والجنين، وفي نهاية شهرها التاسع من الحمل توجهنا لعيادة الطبيبة "بسمة" فقالت لنا أن أقصى موعد للولادة هو يوم السبت  18 من الشهر الجاري.

وأكد الزوج، أنه في صباح يوم الأربعاء 15 من الشهر الجاري شعرت زوجتي بآلام الوضع وكانت الساعة 2 صباحا، وأنا بصفتي طبيب أعلم أنها البداية وانتظرت حتي السادسة صباحا لحين انتظام "طلق الولادة" ثم قامت زوجتي بإرسال رسالة للطبيبة التي تتابع معها لتخبرها أنها علي وشك الولادة، فطلبت منا الطبيبة التوجه الي "مركز زينة الحياة" بمدينة بنها وسوف تكون تكاليف الولادة 4 آلاف جنيه، وسوف يكون هناك نائب نساء وتوليد في انتظارنا، فتوجهنا الي المركز حوالي الساعة 8.30 صباحا ووجدنا في انتظارنا طبيبا اشهد له بالاحترام والكفاءة لما بذله من سرعة في عمل منظار مهبلي وأشعة وفحوصات طبية لزوجتي.

 ثم استلمت منه النوبتجية طبيبة أخرى تدعي"إيمان" ولا أعرف صفتها العلمية، واستمرت في عمل الفحوصات الطبية، وقامت بصرف لزوجتي عقار "مثير" لانقباض الرحم وتركت الممرضة لتعطيها الجرعة داخل المحلول، وهذا عقار خطير يجب أن يأخذ بدقة وحظر، وعندما سألت الممرضة عن الجرعة قالت لي نصا: "إحنا بنمشيها بطيئة" ولكن عندما عادت الطبيبة "إيمان" قامت بتسريع المحلول والذي بداخله العقار، مما أدى إلى حدوث انقباضات متتالية عنيفة بالرحم.

 وحضرت الطبيبة "بسمة"  حوالي الساعة 2.30 عصرا، ثم بدأت في توسيع يدوي لعنق رحم زوجتي ووضعت يديها في المهبل لمدة حوالي 10 دقائق وزوجتي تتألم وتصرخ دون رحمة، ثم قامت بإدخال زوجتي غرفة العمليات واستأذنت الطبيبة بدخولي معها غرفة العمليات حيث أنني طبيب وأود أن أكون مع زوجتي أثناء إنجاب طفلنا الأول فسمحت لي بالدخول، ثم طلبت الطبيبة من العاملات بالضغط علي بطن زوجتي ادعاء منها بأن هذا سوف يساعد علي إخراج الجنين، ولكن بسبب ذلك وعدم دراية العاملات بما يقومون به أدى إلى تعرض الجنين لمخاطر كبيرة وتعرض زوجتي للألم الشديد وقامت بالصراخ ولكن الطبيبة لم تمنعهم، ثم قامت بإعطاء زوجتي عقار قالت لي إنه "منوم" ولكني فوجئت بصوت شخير يصدر من زوجتي مما يعني أن هذا الدواء "مخدر" وباسط للعضلات وليس "منوم" وقالت لي الطبيبة إنه بالفعل مخدر"انترفال" مع العلم أن هذا العقار المنوط به إعطاؤه للمريض هو طبيب التخدير وليس الطبيب الجراح، وقامت بعدها باستخراج طفلتي بصعوبة بالغة مع مساعدة العاملات مما يدل على أن الولادة متعثرة وخرجت من رحم أمها في حالة يرثي لها فتوقف عندها عضلة القلب وارتخاء تام في جميع عضلات جسمها كأنها فارقت الحياة وقاموا بإدخالها الإنعاش دون وجود طبيب أطفال متخصص.

وأضاف الزوج، وأنا أصبحت بين ناريين بين طفلتي التي أصبحت بين الحياة والموت وبين زوجتي التي تم نقلها لغرفة الإفاقة ولم تفيق وطرقتها الطبيبة وأسرعت مهرولة إلي خارج المستشفي، ولكن سرعان ما تعرضت زوجتي لنظيف حاد وأصبح السرير عبارة عن بحر من الدماء وقمت بقياس الضغط لها فوجدتها بدون نبض فقمت بالصراخ كالمجنون حتي ينقذها احد وتقديم لها الأدوية الطبية التي تسعفها فقالوا لي لا توجد هنا أدوية.

وأشار الزوج إلي أنهم قاموا بالاتصال بالطبيبة "بسمة" التي قامت بعملية الولادة، وعندما حضرت ووجدتها في هذه الحالة قامت بالاستعانة بطبيب استشاري نساء، واستشاري التخدير الذي بدوره قام بتركيب أنبوبه حنجرية، وأخبروني بأن هذا يعد محاولات فاشلة، وعلى مدار ساعة وأنه يجب سرعة التوجه بالحالة إلى مستشفى بنها الجامعي لأن المركز الطبي غير مؤهل، وتوجهنا بها إلى مستشفي بنها الجامعي، ودخلت غرفة العمليات وقاموا بربط الشرايين عدة مرات قبل اتخاذ قرار استئصال الرحم، مما أدى إلى ركود زوجتي تحت التخدير الكلي لمده تزيد عن ثلاث ساعات وهي في حالة الصدمة مما أدى إلى فشل حاد في عضلة القلب ترتب عليه فشل كلوي وتنفسي وفشل بجميع وظائف الجسم وأصبحت في غيبوبة تامة وبين الحياة والموت، وأنا بصفتي طبيب والطب يقول علي هذه الحالة إنها "ميتة إكلينيكيا"، وطفلتي أيضا بين الحياة والموت، بسبب إهمال طبيبة لا تعرف معني حسرة وألم زوج وأب فقدا أعز ما يملك وتدمير أسرة في بداية حياتهم لا ذنب لهم غير دفع فاتورة الإهمال الطبي ولكن الفاتورة هنا باهظة الثمن.

وأكد الزوج انه قام بتحرير محضر بالواقعة حمل رقم 860 لسنة 2017 أحوال قسم ثان بنها اتهم فيه الطبيبة"بسمة،ص" بصفتها وشخصها بالإهمال الطبي.